الصين تحذر الولايات المتحدة من مخاطر تسيس القضايا الاقتصادية والتجارية

دعت الصين الولايات المتحدة إلى التوقف عن تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستخدامها كسلاح، حيث تحاول واشنطن تقليص الاستثمارات الخارجية من قبل بكين بما يتماشى مع سياسة "أمريكا أولاً" التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب.
وفي بيان صادر عن وزارة التجارة الصينية يوم الأحد، أعربت الصين عن قلقها من التدابير التقييدية التي اقترحتها الولايات المتحدة ضد صناعاتها البحرية واللوجستية وبناء السفن، مشيرة إلى أن هذه الإجراءات لن تضر بالصين فقط، بل ستكون لها تبعات سلبية على الأطراف الأخرى كذلك. وطالبت الصين الولايات المتحدة "بالحفاظ على الاحترام للحقائق والقواعد متعددة الأطراف والتوقف عن ارتكاب الأخطاء".
وأكد البيان أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأمريكية، والتي تشمل مراجعة العلاقات التجارية مع الصين استنادًا إلى اعتبارات أمنية، تؤدي إلى تدهور ثقة الشركات الصينية في الولايات المتحدة، ما يعقد البيئة الاستثمارية ويزيد من حالة عدم اليقين. وأضافت الوزارة أن الصين "ستراقب عن كثب التصرفات الأمريكية وتتخذ الإجراءات المناسبة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة".
من جهة أخرى، تدرس إدارة ترامب خططًا لتعزيز قدرة صناعة بناء السفن الأمريكية، وتشمل فرض رسوم جمركية وعقوبات صارمة على الصين بهدف الحد من "هيمنتها البحرية المتزايدة". وتشير التقارير إلى أن مكتب الممثل التجاري الأمريكي يدرس فرض رسوم على السفن الصينية التي تقوم بنقل البضائع التجارية، بالإضافة إلى فرض متطلبات تستوجب نقل جزء من المنتجات الأمريكية عبر السفن الأمريكية فقط.
في هذا السياق، اتخذت الصين موقفًا حازمًا ضد السياسة الأمريكية، التي اعتبرت الصين "خصمًا تجاريًا" وفقًا لسياسة "أمريكا أولًا". هذه السياسة تصف الصين بأنها من بين الدول التي تسهل استثمار الأموال في الشركات والأصول الأمريكية بهدف الحصول على التقنيات المتقدمة والملكية الفكرية والنفوذ في الصناعات الاستراتيجية.
على الرغم من الإشارات التي أطلقها ترامب في وقت سابق حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لتجنب تصعيد الحرب التجارية مع الصين، لا يزال الفائض التجاري الضخم للصين مع الولايات المتحدة، الذي بلغ 295 مليار دولار، يشكل مصدر قلق مستمر للإدارة الأمريكية.
وفي وقت سابق، وصف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الصين بأنها "الاقتصاد الأكثر اختلالًا في تاريخ العالم". وردت الصين على الرسوم الجمركية الأمريكية بفرض رسوم محدودة على بعض السلع الأمريكية، وأكدت هذا الأسبوع أن مزاعم واشنطن حول فشلها في مواجهة تجارة مخدر الفنتانيل كانت مجرد ذريعة لفرض تلك الرسوم.
وإزاء ذلك، تواصل الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، التي اندلعت خلال الولاية الأولى لترامب، وتستمر في تصعيد التوترات بين أكبر اقتصاديين في العالم. فقد عمد الرئيس الأمريكي إلى فرض تعريفات جمركية على الصين في ولايته الثانية، معتبرًا أن هذه الخطوات ضرورية لمحاسبة الصين على ما اعتبره فشلًا في الحد من تصدير المخدر الفنتانيل والمواد الكيميائية المبدئية، وهو ما دفع الصين للرد بإجراءات متبادلة استهدفت عددًا من الشركات الأمريكية وأدى إلى فرض رسوم على بعض السلع.