استئناف العام الدراسي في غزة للمرة الأولى منذ 15 شهرًا

قررت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في قطاع غزة بدء العام الدراسي الجديد اليوم الأحد، وهي المرة الأولى التي يُستأنف فيها التعليم في القطاع منذ الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
وأقيم مؤتمر صحفي بهذه المناسبة في مدرسة "النصر النموذجية" بمدينة غزة، حيث التحق مئات الآلاف من الطلاب بالمدارس المتبقية، رغم الدمار الهائل الذي لحق بالعديد من المنشآت التعليمية، إذ دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% من المدارس. في حين تم إقامة مدارس مؤقتة في خيام ونقاط تعليمية مخصصة لضمان استمرارية التعليم الوجاهي.
وصل الطلاب إلى مدارسهم دون ارتداء الزي المدرسي، بسبب الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة ونقص المواد التعليمية الأساسية مثل الكتب والدفاتر.
وقالت الوزارة في بيان لها: "ينطلق العام الدراسي الجديد اليوم في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها قطاع غزة، رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب والدمار الهائل الذي خلفته، بالإضافة إلى النقص الكبير في الموارد والإمكانات."
وأضاف البيان: "ندرك تماماً الصعوبات التي يواجهها طلابنا ومعلمونا، لكننا نؤكد التزامنا الكامل بضمان حق التعليم لجميع أبنائنا، سواء في المدارس التي لا تزال قائمة أو تلك التي تم ترميمها وتجهيزها، أو عبر المدارس والنقاط التعليمية البديلة التي أُنشئت في العديد من المناطق."
وأشارت الوزارة إلى أنها تواصل تقديم خيار التعليم عن بُعد للطلاب الذين تعذر عليهم الحضور إلى المدارس، من خلال منصات "Teams" و"Wise School"، حرصاً منها على استمرار العملية التعليمية في هذه الأوضاع الصعبة.
ودعت الوزارة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور إلى "التعاون والتكاتف من أجل إنجاح هذا العام الدراسي، متجاوزين التحديات بروح الصمود والإصرار على بناء مستقبل أفضل لأبنائنا." كما ناشدت الوزارة العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى المدارس، والتي فتحت أبوابها منذ بداية الحرب لاستقبال النازحين، بأن تسمح للوزارة باستخدام الغرف الصفية المتاحة لخدمة الطلاب.
وطالبت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية المؤسسات الدولية والأممية المعنية بحقوق الإنسان، وخصوصاً الحق في التعليم، بممارسة ضغط على إسرائيل للسماح بدخول مواد إعادة الإعمار والقرطاسية والأثاث المدرسي، وكافة المواد اللازمة لتطوير قطاع التعليم.
يذكر أن الدراسة الاعتيادية تبدأ عادة في سبتمبر من كل عام وفق المنهاج الفلسطيني الموحد لمدارس الحكومة ومدارس وكالة "الأونروا" والقطاع الخاص في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية. إلا أن الحرب تسببت في حرمان الطلاب من التعليم العام الماضي وكذلك في الفصل الأول من العام الدراسي 2024/2025.