اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

استئناف العدوان على غزة.. تداعيات سياسية وإنسانية وتصاعد الإدانات الدولية

جرائم إسرائيل في غزة
جرائم إسرائيل في غزة

في تصعيد خطير، شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، أدت إلى استشهاد أكثر من 330 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 440 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. جاء هذا التصعيد بعد هدنة استمرت نحو شهرين، ما يشير إلى عودة العدوان الإسرائيلي إلى الواجهة في ظل فشل المفاوضات مع حركة حماس في القاهرة.
هذا التحرك العسكري الإسرائيلي دفع المجتمع الدولي والعالم العربي إلى موجة من الإدانات الواسعة، وسط تحذيرات من تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، واستمرار دوامة العنف التي تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.

ردود فعل الإقليمية والدولية
أدانت جمهورية مصر العربية الغارات الإسرائيلية بأشد العبارات، ووصفتها بأنها انتهاك صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار وتصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة. وأكدت مصر رفضها لكافة المحاولات الإسرائيلية لإفشال جهود التهدئة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف العدوان ومنع تدهور الأوضاع أكثر.
حرب على الإنسانية
اعتبر رئيس الوزراء الأردني، جعفر حسان، الهجمات الإسرائيلية حربًا على الإنسانية، وشدد على أن هذه الغارات تمثل استمرارًا لسياسات التهجير والتجويع ضد الفلسطينيين، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لوقف "التوحش الإسرائيلي".
صدمة من حجم العنف
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته من الغارات الإسرائيلية، داعيًا إلى احترام وقف إطلاق النار واستئناف المساعدات الإنسانية فورًا، مشددًا على أن سكان غزة تحملوا معاناة لا يمكن تصورها.
دوامة تصعيد خطيرة
حذر الكرملين من تصاعد العنف في غزة، معتبرًا أن إعادة إشعال الحرب بعد توقفها لشهرين يشكل خطرًا كبيرًا على الأمن الإقليمي والدولي.

استراتيجية إسرائيل.. القصف كأداة تفاوضية
يأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت كان الوفد الإسرائيلي قد عاد من مفاوضات القاهرة دون تحقيق تقدم ملموس، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تستخدم التصعيد العسكري للضغط على حماس في المفاوضات، أو أنها اختارت إنهاء الهدنة بقرار سياسي وعسكري محسوب.
التصريحات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يحقق أهدافها بشكل كامل، لا سيما في ملف استعادة الأسرى. ويدل ذلك على أن القيادة الإسرائيلية قد اختارت تصعيد القوة العسكرية في محاولة لتحسين موقعها التفاوضي.

الانقلاب على الاتفاق
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار والتهرب من التزاماتها، واعتبرت أن هذا التصعيد هو جزء من "جرائم الاحتلال المتواصلة ضد المدنيين في غزة"، وسط صمت دولي مريب.
كما حذرت الحركة من أن استئناف العدوان يجعل مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مجهولًا، ويؤدي إلى انهيار كامل لجهود التهدئة، ما يعزز احتمالات تصعيد المواجهة بشكل أكبر.

غزة أمام كارثة جديدة
أدى استئناف القصف الإسرائيلي إلى مفاقمة الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث تعاني غزة أوضاعًا مأساوية بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات الصحية والاقتصادية.
1. انهيار الخدمات الأساسية
المستشفيات تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، وسط توافد مئات المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
أزمات الكهرباء والمياه والغذاء تتفاقم بسبب استمرار الحصار والقصف، ما يهدد بمجاعة وشيكة.
2. موجات نزوح جديدة
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، نزحت آلاف العائلات الفلسطينية من مناطق القصف بحثًا عن ملاذ آمن، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
3. ارتفاع أعداد الشهداء
منذ بداية العدوان الإسرائيلي الجديد، استشهد أكثر من 326 شخصًا خلال الساعات الماضية فقط، ما يرفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر إلى أكثر من 48,500 شهيد، وفق التقديرات المحلية.

موضوعات متعلقة