اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

روسيا تُعيد رسم خطوط الصراع.. لافروف يستعرض شروط السلام ويهاجم الاعتماد على الغرب

لافروف
لافروف


في خضم تعقيدات الحرب في أوكرانيا، برزت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة كإشارة واضحة إلى تعثر أي مساعٍ دولية جادة للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، لاسيما مع الولايات المتحدة. لافروف، وفي مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت"، قدم قراءة صريحة للموقف الروسي تجاه مفاوضات السلام، واضعًا عدة خطوط حمراء تتعاطى معها موسكو باعتبارها غير قابلة للتنازل، أبرزها قضية الأراضي التي ضمتها روسيا مؤخرًا.

سلام صعب وشكوك متبادلة

أقر لافروف بصعوبة التوصل إلى توافق مع واشنطن حول "الجوانب الرئيسية للتسوية"، مؤكدًا أن المباحثات جارية لكنها لم تصل إلى نتائج حاسمة. هذه الصعوبة لا تنبع فقط من الفجوة السياسية، بل من انعدام الثقة، إذ أشار لافروف إلى أن روسيا لن تقع مجددًا في "فخ الاتفاقات" التي قد تُفهم لاحقًا على نحو ضار بمصالحها.

الأراضي الأربع.. خط أحمر

الوزير الروسي شدد على أن المناطق الأربع (دونيتسك، لوغانسك، خيرسون، وزابوريجيا) التي أعلنت موسكو ضمها، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من روسيا، معتبرًا التخلي عنها أمرًا غير وارد. ولفت إلى أن تلك الأراضي ليست فقط ذات أهمية استراتيجية، بل أيضًا "غالية علينا" بسبب ما وصفه بحقوق سكانها ورغبتهم بالانضمام إلى روسيا، وفق السردية الروسية.

قلب الطاولة على الغرب

في سياق أوسع، اتهم لافروف الغرب عمومًا، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، بدفع أوكرانيا نحو خيارات تصعيدية من خلال دعم انضمامها لحلف الناتو، معتبراً هذا الدافع أحد الأسباب الجوهرية للحرب. واستغل الفرصة لتأكيد أن بلاده قررت نهائيًا "عدم العودة للاعتماد الاقتصادي أو التكنولوجي أو العسكري على الغرب"، وهو ما يشير إلى سياسة "الفك الارتباط" التي تتبعها موسكو في السنوات الأخيرة.

ترمب على الخط.. دعم غير تقليدي لروسيا؟

في تحرك قد يعيد تشكيل موازين الملف الأوكراني، دخل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب على الخط مجددًا، ملقيًا باللوم على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في استمرار النزاع، ومشيرًا إلى أن إصرار أوكرانيا على استعادة حدود 1991 بات غير واقعي. ترمب لمّح كذلك إلى استعداد إدارته المحتملة للقبول بـ"التسويات المؤلمة"، وهو ما يتقاطع جزئيًا مع الطرح الروسي.

الإشارات الدبلوماسية

اللافت أن زيارة مبعوث ترمب للشرق الأوسط إلى روسيا – بالتزامن مع هذه التصريحات – جاءت كإشارة دبلوماسية قد تفهم كتمهيد لقنوات تفاوض غير رسمية أو محتملة في حال فوز ترمب بالانتخابات المقبلة، مما قد يغير ديناميكية الصراع بصورة دراماتيكية.

تصريحات لافروف ليست فقط إشارة إلى التعنت الروسي، بل أيضًا إلى إعادة تعريف الأهداف الاستراتيجية لموسكو، وسط مؤشرات على فتور غربي وارتباك في الموقف الأميركي، خاصة في ظل تصاعد الدور السياسي لترمب. ومع استمرار العمليات العسكرية، تبدو ملامح "سلام دائم" بعيدة المنال في ظل تضارب الرؤى وتصلب المواقف، ووجود لاعبين دوليين ينظرون للصراع كأداة لإعادة هندسة التوازنات العالمية.

موضوعات متعلقة