«1×3» قــراءة فــي صـفـقـة تـبــادل الأســرى.. بقـلـم مــحــمــود نــفــادي
هذا العنوان يترجم كل تفاصيل ونتائج صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس من خلال الرعاية المصرية القطرية الأمريكية، والمباحثات التي جرت على مستوى مخابراتى عالٍ بين رؤساء أجهزة المخابرات الأمريكيه والمصرية والقطرية، إلى جانب قيادات أمنية وسياسية في حركه حماس.
لقد كان مطلب حماس في بداية مفاوضات هذه الصفقه أن يكون كل مختطف إسرائيلي يتم الإفراج عنه يقابله 10 فلسطينيين يتم إخلاء سبيلهم من السجون الإسرائيلية، ودار حوار ومفاوضات غير مباشرة بين الطرفين حتى تم التوصل إلى الاتفاق النهائي بأن كل أسير إسرائيلي يتم الإفراج عنه، أو مختطف إسرائيلي من المدنيين يقابله ثلاثة من الفلسطينيين.
واتفقت الأطراف على أن تكون البداية بالإفراج عن النساء والأطفال وتمت المرحة الأولى من الصفقه بالإفراج عن 13 محتجزًا إسرائيليا من النساء والأطفال مقابل 39 فلسطينية من النساء والأطفال في صفقة عنوانها واحد مقابل ثلاثة.
صفقات التبادل المقبلة
هذا المعيار سيكون هو السائد والدائم حتى يتم إنهاء هذا الملف وغلقه بالطبع خاصة أن المؤشرات توضح أن هذا المعيار لن يكون هو المعيار الوحيد لأن لدى حماس كنز من الأسرى الإسرائيليين العسكريين وبعضهم من القيادات التي كانت تعمل في المنطقة العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة، وأن الإفراج عن هؤلاء لن يكون مقابل 3 فقط من الفلسطينيين بل ربما يصل العدد إلى عدد اكبر من ذلك بكثير وربما يتجاوز شرط الإفراج عن الواحد من هؤلاء الأسرى الإسرائيليين، 100 أسير فلسطيني طبقًا للمعلومات المتوافرة حتى الآن بشأن موضوع صفقة تبادل الأسرى.
ولكن السؤال هل الفلسطيني الموجود داخل سجون إسرائيلية والمعتقل بسبب رغبته في تحرير أرضه وإزاحة المحتل عنها يستحق أن يتم الإفراج عنه مقابل الإفراج عن بعض الإسرائيليين المخطوفين والمحتجزين لدى حماس أعتقد أن ظفر الفلسطيني الواحد يساوي مليون من أفراد وأعضاء الكيان الصهيوني هذه هي الحقيقة التي يؤمن بها ليس الشعب الفلسطيني فقط ولكن الشعوب الإسلامية كلها بل غالبية شعوب العالم الحر. لأن الشعب الفلسطيني كما وصفه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات هو شعب الجبارين.
وشعب الجبارين لا يمكن أن يوزن بأي ميزان في مقابل أفراد شعب الكيان الصهيوني ولكن ما حدث حتى الآن هو انتصار سياسي كبير وانتصار معنوي أكبر لحركة حماس التي قادت وتقود المقاومة ضد الكيان الصهيوني والتي استطاعت رغم كل ما وجه إليها من نقد أن تكسب احترام كثير من شعوب العالم المتحضر وأن معادلة الواحد بـ 3 هي معادله ليست ظالمة للفلسطينيين وليست ظالمة للإسرائيليين، لأن الإسرائيليين يستحقون الظلم لأنهم أدمنوا ظلم الشعب الفلسطيني منذ عام ١٩٤٨وحتى الآن.
ولكنها معادلة تحقق أدنى وأقل المكاسب التي يطمح إليها حاليا الشعب الفلسطيني ومن خلفه الشعوب الإسلامية خاصة أن مراحل الصفقة المقبلة ستزيد من قدر ووزن المواطن الفلسطيني مقابل التقليل من وزن وقدر الإسرائيلي وهنيئًا للشعب الفلسطيني بما تحقق على أيدى حماس.