الصداقة في الإسلام
كتب الكاتب الصحفي الإسلامي، فهد محمد الخزي، رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلامي الكويتية، اليوم الاثنين، أن اختيار الصديق والصاحب، أمر دعا الله تعالى الناس إليه والفطرة البشرية مقيدة بضوابط وآداب وأحكام، فالمرء على دين خليله أي على دين من يصاحبه ويتخذه خليلا، فلينظر أحدكما من يخالل (رواه الترمذي).
وقال الحكماء قديمًا، إن ثلاثة لا يستخف بهم: العاقل السلطان، والصديق، والعالم، وقال عبد الله بن جعفر لصديق له، إن لم تجد من صحبة الرجال بدأ فعليك بصحبة من إذا صحبته زانك، وإن خففت له صانك، وإن احتجت إليه مانك مالك أي قام بمؤونتك، وإن رأى منك خله سدها أو حسن عدها وإن وعدك لم يخرصك أي لم يكذبك وإن كبرت عليه لم يرفضك وإن سألته أعطاك وإن أمسكت عنه ابتداك.
وقال الكاتب محمد علي الخزي، إنه ينبغي أن يغض الصديق الطرف عن بعض هفوات صديقه ومن جميل ما قاله العلامة محمد الخضر حسين، رحمه الله عليه، يرى الباحثون في طبائع البشر أن ليس فيهم من يتخذ صديقا ويرجى منه أن يسير على ما يرضي صديقه في كل حال ودلتهم التجارب على أن الصديق وإن بلغت صداقته المنتهى قد يظهر لك من أمره ما لا يلائم صلة الصداقة، فلو أخذت تهجر من إخوانك كل من صدرت منه هفوة لم تلبث أن تفقدهم جميعا ولا يبقى لك على ظهر الأرض صديق غير نفسك التي بين جنبيك.
وختامًا، ينبغي للعاقل أن يكون حذرًا في تعامله مع أصدقائه، حتى أن العلامة أبا الحيان النحوي شدد وحذر، فقال رحمة الله، كما في نفخ الطيب للتلمساني ينبغي للعاقل أن يعامل كل أحد في الظاهر معاملة الصديق وفي الباطن معاملة العدو.