اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف خالية بالأوقاف المصرية.. (الشروط ورابط التقديم) وزير الأوقاف المصري يوجه رسالة مهمة للمتقدمين لوظائف الأئمة الأحد المقبل.. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة

يـا صــــبــر الـدحــدوح !! بقـلـم مـــحــمــود نـفــادي

وائل الدحدوح - محمود نفادي
وائل الدحدوح - محمود نفادي

غالبية المسلمين يعرفون جيدًا قصة نبي الله أيوب وحكاية العبارة الشهيرة "يا صبر أيوب"، التي يُضرب بها المثل لكل من يصبر على ابتلاء؛ إذ يتذكر الناس قصة نبي الله أيوب، وهو أيوب بن عيص بن إسحاق بن إبراهيم بن سام بن نوح بن إدريس، وهو ابن شقيق النبي يعقوب عليه السلام وابن عم النبي يوسف عليه السلام.

والنبي أيوب كنعاني، أو شامي الجنسية، نسبة لجده إسحاق عليه السلام الذي عاش في أرض كنعان وهي فلسطين ولبنان.

وكان النبي أيوب رجلًا صالحًا يدعو لعبادة الله واتقائه، ويأمر بالمعروف ويفعل الخير، وكان يتبع ملة جده ابراهيم عليه الصلاة والسلام.

وأشار الله تعالى في القرآن الكريم إلى صبر أيوب على مرضه، فقال: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ}. (سورة ص).


وقال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم: إن أيوب كان رجلًا كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه وامتلك الأنعام والعبيد والمواشي والأراضي في بلاد الشام؛ كما ورد عن الحسن البصري أن أيوب كان جواداً سخيًا عابدًا لله تعالى مؤديًا واجباته قائمًا بحقوق الناس حتى بلغ من رضا الله تعالى عنه أن الملائكة كانت تصلي عليه في السماوات.

وقد سمع إبليس صلوات الملائكة فزعم أن أيوب يعبد الله بسبب ما أنعمه عليه من المال والخدم والأولاد والصحة، وأنه إذا سلط عليه وأُذهب عنه كل النعم فلن يشكر الله أبدًا، فأذن الله تعالى بابتلاء واختبار أيوب، فجعل الشيطان سلطانًا في إيذائه وأعلن حربه على ممتلكاته فسلط جنوده وأتباعه ليحرقوا كل ما يملك وكان يأتيه كل مرة بخبر هلاك جزء من ممتلكاته فيقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أعطى ولله ما أخذ".

وقال المفسر الإسلامي إسماعيل السدة: إن أيوب تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب، فكانت زوجته تأتيه بالرماد تفرشه تحته، فلما طال عليها الأمر، قالت: "يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك"، فقال لها: "لقد عشت 70 سنة سليمًا فهل كثير على الله أن أصبر له 70 سنة أخرى"؛ فعجزت زوجته عن الكلام.


ويقال: إن زوجته كانت تخدم الناس بالأجر لتطعم أيوب -عليه السلام- لكن الناس لم يكونوا يقربونها خوفًا من أن ينالهم من بلائه ومرضه، حتى لجأت لبيع ضفائرها وهي قصة مأخوذة من قصص اليهود، ولم يذكرها القرآن الكريم؛ غير أنه ورد بكتاب الله دعاء أيوب: {أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}، (سورة الأنبياء)، فاستجاب له ربه.

ويقول الله في كتابة العزيز في سورة (ص) {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}. وإذا كانت هذه القصة نذكرها من الزمن الماضي، فإننا في العصر الحديث وفي هذه الأيام، نذكر ونتذكر جميعا قصة صبر الدحدوح، والدحدوح هو الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح مراسل قناة الجزيرة بغزة، والذي ابتلاه الله فى المرة الأولى باستشهاد زوجته وأولاد جميعًا عدا أكبرهم، كما استشهد حفيده بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ وصبر واحتسب ثم ابتلاه مرة أخرى في وفاه نجله الأكبر حمزة، الذي استشهد هو الآخر في عدوان إسرائيلي غاشم متعمد استهدف فيه حمزة الذي كان يعمل صحفيًا كوالده.

وكان هذا ابتلاء جديدًا من الله سبحانه وتعالى لوائل الدحدوح لدرجة أن «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأمريكي تحدث عمَّا واجهه وائل الدحدوح من كارثة وفظاعة وأمر جلل ومحنة شديدة، قائلًا: ►أنا آسف جدًا لما أصاب الصحفي وائل الدحدوح◄ ولكن الله سبحانه وتعالى قادر على أن يربط على قلبه ويصبره ويجعل صبر الدحدوح موازيًا في عصرنا الحديث لصبر النبي أيوب في الزمن القديم.

فمن يقول "يا صبر أيوب" ويتذكر قصة نبي الله أيوب في صبره على ابتلاء الله ومرضه لمدة 18 عامًا، عليه أيضًا أن يقول هذه الأيام "يا صبر الدحدوح" لابتلاء الله له وما حدث لاستشهاد أسرته وفلذات كبده وأبنائه وأحفاده وزوجته بسبب العدوان الإسرائيلي البربري الوحشي المجرم عليهم.

ختامًا رحم الله شهداء وائل الدحدوح جميعًا، ورحم شهداء غزة جميعا وشهداء المسلمين، وأعز الله الإسلام والمسلمين، ونصر الإسلام والمسلمين، ونصر الله المقاومة الفلسطينية في غزة على أعداء الله وأعداء المسلمين الصهاينة الكفرة المشركين أعداء الله وأعداء الدين.

موضوعات متعلقة