خذ نصف مالي وإحدى زوجاتي.. كيف آخي النبي بين المهاجرين والأنصار ونشأت أقوى دولة في التاريخ؟
«أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله -عز وجل-» حديث حسن عن النبي الأكرم، يشير فيه صراحة إلى وجوب المحبة بين المسلمين في الله، وكذا كره غير المسلم ومعاداته في الله.
وتلك المحبة بين المسلمين هي التي آخى بها النبي صلى الله عليه وسلم بين بلالٍ الحبشي، وأبي عبيدة بن الجراح القرشي، وبين صهيب الرومي، والحارث بن الصِّمة الخزرجي الأنصاري، وبين سلمان الفارسي، وأبي الدرداء الخزرجي الأنصاري، رضي الله عنهم وأرضاهم.
والمحبة بين المسلمين هي التي آخى بها النبي صلى الله عليه وسلم بها بين المهاجرين والانصار حتى قال الأنصاري: "قـد علمت الأنصار أنى من أكثرها مالًا، سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولى امرأتان فانظـر أعجبهما إليك، فأطلقها حتى إذا حَلَّتْ تزوجْتَها. فقال المهاجري: بارك الله لك في أهلك ومالك دلني على السوق.
وكان الحسن يقول: "إخواننا أحب إلينا من أهلينا، فإخواننا يُذكِّروننا بالآخرة، وأهلونا يُذكِّروننا بالدنيا".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون لجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي»
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إن من عباد الله أُناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور وإنهم لعلى نور، ولا يخافون إذا خاف الناس». وقرأ هذه الآية: ﴿ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء الله لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته - أي: على طريقه - ملكًا، فلما أتى عليه قال الملك: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه نعمة تربها؟ ـ أي: هل تريد أن تحافظ على أمر دنيوي بينك وبينه بهذه الزيارة ـ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه».
تلك المحبة والأخوة التي ينصلح بها حال الأمة، وتنهض من كبوتها، وتتحد فيما بينها حتى لا تتداعى عليها الأمم؛ فتنهب خيراتها، وتسفك دماء أبنائها، وهي المحبة والاتحاد الذي ننشده نحن في «اتحاد العالم الإسلامي»، حتى نسود العالم كما كنا سادته لقرون من الزمان، وكنا منبع علمه وسادة كل العلوم.