تعرف على كفارة التوبة من التجسس وانتهاك الخصوصية
تعد التوبة إحدى أساسيات الإسلام، وهي فرصة للمؤمنين لتصحيح أخطائهم والعودة إلى سبيل الله، وفرصة للتجديد الروحي والتقرب من الله، وبواسطة التوبة يتم تطهير القلوب وتحقيق السلام الداخلي، وفرصة للتغيير والتحسين الشخصي، وتعزيز الإرادة للابتعاد عن المعاصي في المستقبل.
إلا أن العلماء وضعوا شروطاً لقبول التوبة، بخاصةٍ في حالات التجسس والاغتياب. بإضافة إلى شروط التوبة، هناك شرط آخر يتعلق بالتجسس والاغتياب، وهذا الشرط هو استحلال من تجسست عليه أو اغتبته، وطلب عفوه منه، وهذا هو المعتمد في مذهب الأئمة الأربعة: مالك وأبو حنيفة والشافعي، وأيده العديد من العلماء البارزين مثل الغزالي والقرطبي والنووي وغيرهم.
ومن جهة أخرى، هناك قول آخر يُتَّبَعُ من قِبَلِ بعض العلماء، ويقولون: إذا كان الحق الذي تجسست عليه أو اغتبته من الأمور التي لا يمكن استردادها مثل الغيبة والنميمة والكذب ونحوها، فيمكن الاكتفاء بالدعاء له والاستغفار، وذكره بالخير، وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية هذا القول، وأشار إلى أنه يُتَّبَعُه الأكثرية من العلماء، ورجحه ابن القيم، وأفاد العالم السفاريني بأن هذا هو قول الجمهور؛ وبناءً على ذلك القول، فإنه ليس عليك أن تُخْبِرَ من تجسست عليه أو اغتبته، ولكن يجب عليك أن تتوب إلى الله، وتحسن الظن بمن تجسست عليهم أو اغتبتهم، وتستغفر لهم.