لصوص الحرب.. كيف دمر وسرق الاحتلال الموروث الثقافي في غزة؟
تدمير 195 معلما أثريا من مساجد وكنائس ومتاحف يعود تاريخها لآلاف السنين
دلياني: الاحتلال سرق المستودع الرئيسي للمتاحف بما فيه من آلاف القطع النادرة والأثرية
تدمير مكتبة الجامع العمري الكبير بما تضم من مخطوطات نادرة وقديمة من القرآن الكريم وكتب عن الفلسفة والطب
تخريب كنيسة جباليا البيزنطية التي تأسست في عام 444 ومزينة بالفسيفساء والنصوص الدينية
لم يكتف الاحتلال الإسرائيلي من حربه الإبادية التي ينفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 122 يوما، حيث يرتكب الاحتلال أبشع الجرائم، إلا أنه يتعمد تدمير التراث الثقافي وشواهد التاريخ الممتد لآلاف السنين في قطاع غزة.
تدمير المساجد والكنائس الآثرية
في هذا الصدد، قال عضو المجلس الثوري في حركة فتح ديمتري دلياني إن الاحتلال يثبت في حربه الإبادية في غزة، بأنه يريد طمس تاريخ وتراث الشعب الفلسطيني، حيث تمكن من تدمير 195 معلما أثريا – بشكل متعمد – من بينها مساجد وكنائس ومتاحف ومواقع اثرية يعود تاريخها إلى آلاف السنين، في محاولة لفك وإنهاء ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه في إطار مشروع التطهير العرقي والإبادة الذي ينفذه لأهداف سياسية انطلاقا من أيديلوجية عنصرية إحلالية.
سرقة مستودع المتاحف
وأوضح “دلياني” أن الاحتلال تعمد أيضا بشكل واضح وموثق استهداف متاحف غزة وسرقة المستودع الرئيسي فيها والذي يحتوي على آلاف القطع النادرة والأثرية، وتدمير المسجد العمري وكنيسة القديس بريفيورس وقصر الباشا وحمام السمرا ومتحف القراره وفندق المتحف وكثير من المعالم التي يعود تاريخها إلى قبل بدء فكرة انشاء دولة للاحتلال بقرون عديدة، وهي خير شاهد على حقنا في هذا الأرض والحفاظ على تاريخها، ودليل دامغ على جرائم جيش الاحتلال الوحشية والهمجية.
وأكد عضو المجلس الثوري أن مكتبة الجامع العمري الكبير، التي أنشئت عام 1277، كانت تضم في السابق مجموعة من المخطوطات النادرة، بما في ذلك نسخ قديمة من القرآن الكريم وكتب عن الفلسفة والطب، وقد تم تدمير المكتبة والمسجد نفسه في غارة جوية إسرائيلية في 8 ديسمبر الماضي.
نرشح لك : سر تفشي أمراض الأورام.. «الموقع» يكشف المُحرمات الدولية في حرب غزة
وتابع أن كنيسة جباليا البيزنطية، التي بنيت عام 444، والمزينة بالفسيفساء والنصوص الدينية، أصبحت الآن في حالة شملها القصف هي ودير القديس هيلاريون في مخيم النصيرات، الذي يعود تاريخه إلى الحكم الروماني، وكنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس وسط غزة القديمة، هذا المعالم تضاف إلى القائمة الواسعة من الخسائر التاريخية والثقافية الناجمة عن قصف الإبادة الجماعية العشوائي الذي تشنه حكومة نتنياهو على غزة.
ويشدد دلياني أن تاريخ غزة غني بالآثار والحقب المتعاقبه عليه ويمتد لآلاف السنين، وهو محمي ضمن اتفاقية لاهاي لعام 1954، وهي الاتفاقية التي اعترفت بها كل من منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، أنه يجب على المجتمع الدولي إدانة هذه الأعمال الشنيعة والضغط على الاحتلال لوقف حرب التطهير والإبادة الجماعية، والتوقف فورا عن تدمير الكنوز الثقافية والإرث التاريخي في غزة.