اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ”

في حوار لـ«اتحاد العالم الإسلامي»

عميد الشريعة والدراسات الإسلامية بالقاسمية: للجامعات دور في توجيه العقول ومحاربة التطرف

الدكتور عبدالحليم منصور عميد كلية الشريعة الاسلامية
الدكتور عبدالحليم منصور عميد كلية الشريعة الاسلامية

د.عبدالحليم منصور، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القاسمية في الإمارات لـ "اتحاد العالم الإسلامي":

  • البحث العلمي يمثل 10% من ميزانية الجامعات لوضع حلول لإشكالات المجتمع
  • لابد من جعل مادة التربية الدينية مضافة للمجموع مع زيادة درجاتها
  • لا يضر المسلمين التعليم من خبرات غيرهم مادامت تحقق مصلحة العامة
  • لابد من إحداث تناغم بين مايقدم لأبنائنا في شتي مراحلهم التعليمية وبين المؤسسات الدينية

تعتبر الجامعات والمؤسسات التعليمية الإسلامية أركانًا أساسية في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام وإرساء مبادئه في نفوس الطلاب، وأن دور التعليم الديني الإسلامي بطريقة صحيحة ومتوازنة يلعب دورا هاما في تحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة ومكافحة التطرف.

في حواره مع موقع "اتحاد العالم الإسلامي"، كشف الدكتور عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القاسمية، تفاصيل مهمة حول دور الجامعات والمؤسسات التعليمية الإسلامية في إرساء مبادئ الدين ومكافحة التطرف.

ما دور الجامعات والمؤسسات التعليمية الإسلامية في إرساء مبادئ الدين؟

يمكن للجامعات والمؤسسات التعليمية الإسلامية إرساء مبادئ وتعاليم الدين الإسلامي من خلال المدخلات التعليمية المنتقاة بعناية، والتي تدرس للطلبة وتصيغ العقلية الدينية لطلبة العلم بشكل يعمل على تحصين هذه العقول ضد الاختطاف، في ضوء من الوسطية والاعتدال بلا إفراط ولا تفريط، بعيدا على التشدد والغلو، كما يمكن أيضا إرساء مباديء الدين من خلال الخطط التوعوية التي تقدمها الجامعات والمؤسسات الدينية كوجبات توعوية للطلبة على مدار سنوات الدراسة، والتي تتم من خلالها تناول الشبهات التي تثار ضد الإسلام والمسلمين، ويتم من خلال هذه المحاضرات التوعوية الإجابة على هذه الشبهات وتجليتها، حتى تصبح المؤسسات التعليمية منابر هداية تضيء الطريق لأبنائها الطلبة بشكل صحيح.

كيف يمكن استغلال خريجي الجامعات الإسلامية كسفراء لتعليم الدين؟

الطلبة في الجامعات الإسلامية قسمان:

  1. قسم من الخارج وهم الوافدون الذين أتوا إلى الجامعات الإسلامية كجامعة الأزهر وغيرها من الجامعات التي تؤدي نفس الرسالة، فهؤلاء يمكن أن يكون سفراء بشكل مزوج،وذلك بحيث يكونون سفراء لجامعة الأزهر والجامعات الأخرى التي تؤدي نفس الدور وذلك بنقل العلوم والمعارف التي درسوها في الأزهر بشكل وسطي معتدل إلى الدنيا كلها وبذلك تصل رسالة الأزهر إلى العالمين من خلال هؤلاء الطلبة.
    السفارة الأخرى وهي سفارة هؤلاء لطلبة لبلدانهم بحيث يكون الخريج سفيرا لبلده في الخارج عندما يقوم بدور الداعية أو الواعظ، وكذا سفيرا للبلد والجامعة التي تخرج منها لينقل ما تعلمه إلى هذه البلدان والبقاع في ضوء وسطية الإسلام السمح المستنير بلا أفراط ولا تفريط.
  2. القسم الثاني من الخريجين وهم أبناء الوطن من الداخل: وهؤلاء يمكن إعداد النابهين منهم بشكل معين وصياغة عقولهم بما يمكنهم من تمثيل المؤسسات التي تخرجوا منها عن طريق إكسابهم العديد من المهارات التي تؤهلهم لتحقيق تواصل فعال مع أهل البلاد التي يسافرون إليها فضلا عن إجادة اللغات، والحواسيب، وإتقان اللغة العربية، فضلا عن مهارات الوعظ والتدريس، وغير ذلك مما يحتاج إليه في مثل هذه الأحوال وبهذا يمكن إعداد جيل لتحقيق هذه السفارة من أبناء الوطن ودعاته في شتى بقاع العالم.

كيف يمكن أن تساهم الجامعات التعليمية الإسلامية في تعزيز الفهم الصحيح للإسلام ومكافحة التطرف؟

الطلبة الذين يلتحقون بالجامعة قسمان:

  1. القسم الأول: قسم لم يتلوث بفكر الجامعات المتطرفة، وهذا يجب على المؤسسات والجامعات الدينية أن تحافظ عليه من خلال عدة أمورمنها المدخلات التعليمية والمواد الدراسية التي تقدم لهم يجب أن تحصن عقولهم من الاختطاف، في ضوء من الوسطية والاعتدال بلا إفراط ولا تفريط.
    ومنها: الندوات والمحاضرات التوعوية التي تجيب على الإشكالات التي تعرض للطلاب والتي يثيرها أعداء الإسلام في الداخل والخارج.
    ومنها: بيان خطورة هذه الجماعات وخطورة الانضمام إليها سواء على الفرد أو الأسرة أو المجتمع، وكشف زيف الأفكار التي يتسترون خلفها باسم الدين.
  2. القسم الثاني: هم قسم من الطلبة تربوا على فكر الجماعات الإرهابية منذ نعومة أظفارهم وهؤلاء يجب عمل مراجعات فكرية لهم أولا بأول، حتى يتم تنوير عقولهم وإرجاعهم إلى جادة الصواب ليصبحوا أعضاء نافعين، بدلا من أن يتحولوا إلى وبال على الأمة والمجتمعات.

هل يمكن أن تلعب الجامعات الإسلامية دورًا أكبر في تطوير البحث العلمي والابتكار التكنولوجي في العالم الإسلامي؟

المهمة الأساسية للجامعات الإسلامية تكمن في تدريس العلوم والمعارف التي تقدمها لأبنائها الطلبة، والبحث العلمي، وخدمة المجتمع، ومن ثم فالبحث العلمي ركن ركين في عمل الجامعات وأساتذتها، وللبحث العلمي في أي جامعة ميزانية ربما في الأعلم الأغلب تمثل من 5 الى 10 % من ميزانية أي جامعة، والهدف منها تشجيع الأساتذة على البحث العلمي والتعرض للإشكالات التي تعرض للمجتمعات ووضع الحلول الناجعة لها، لاسيما في ظل التقدم التكنولوجي الرهيب الذي نعايشه، تكثر النوازل الفقهية الجديدة التي يحتاج الناس إلى بيان الحكم الشرعي لها، وإماطة اللثام عنها حتى يكون الناس جميعا على دراية بموقف الإسلام من هذه القضايا المعاصرة والتي تعرض لهم في دنيا الناس.

ولاشك أن الجامعات الإسلامية تؤدي دورا مهما في هذا الجانب فلا توجد نازلة في أي بقعة من العالم تهم الإسلام وأهله إلا تناولها الراسخون في العلم بالبحث والدراسة، والكشف عن حكم الله عز وجل فيها، مثل قضايا: تأجير الأرحام، وبنوك اللبن البشري، ونقل الأعضاء البشري، وانتفاع الآدمي بأعضاء الخنزير، ومسائل الذكاء الاصطناعي، وغيرها كثير من مسائل التقنية الحديثة مثل السرقة الالكترونية، والابتزاز الإلكتروني، والتنمر الإلكتروني، والقذف الإلكتروني وغير ذلك كثير.


هل تعتقد أن العالم الإسلامي يحتاج إلى إصلاح داخلي لتحقيق التقدم والازدهار، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الخطوات التي يجب اتخاذها في هذا الصدد من وجه نظرك؟

المؤسسات الموجودة في دنيا قسمان:

  1. الأولى: مؤسسات لا تقوم بدورها على النحو المنشود بانتظام واضطراد، وهذه مؤسسات لا تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ومن ثم فلا بد من عمل خطط تطويرية وإصلاحية لها حتى تحقق دورها والهدف الذي أنشئت من أجله، وإلا صارت وبالا على المجتمع وأهله.
    وهذه لابد من عمل خطط تطويرها لها مع إيجاد خطط تنفيذيها لها، مع تحديد جداول زمنية، وتحديد كل شخص معني بدور معين حتى يمكن تحويلها من مؤسسات معطلة إلى مؤسسات فاعلة تؤدي دورها الذي أنشئت من أجله بما يخدم الوطن والمواطن.
  2. الثانية: مؤسسات ناجحة تعمل على خدمة الوطن وأهله، وهذه يمكن تحسين دورها وتطوير أدائها ورفع معدلات الأداء والتطور من خلال وضع الخطط اللازمة ذلك لتكون أكثر كفاء وأكثر فاعلية، وهذا هو دأب عمل البشر دائما، في تطور وترق دوما إلى الأمام.

ولابد في كل ذلك من عمل مقايسات معيارية بين هذه المؤسسات ومثيلاتها في العالم المتقدم، والإفادة من مثيلاتها في العالم إذ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها، ولا يضير المسلمين التعلم من خبرات غيرهم مادامت هذه الخبرات تحقق المصلحة العامة للوطن والمواطنين، والله عز وجل ما خلق البشر إلا من أجل التعاون لتحقيق النفع الإنساني للجميع، قال تعالى:" يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم وشعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" وكم أفاد المسلمون الأوائل من خبرات غيرهم في شتى المجالات، ولم يقف اختلاف الدين حجر عثرة في تحقيق هذه النفع الإنساني وتحقيق التبادل المعرفي بين بني الإنسان.

الجوامع المنبر الأساسي لنشر التعاليم الإسلامية، كيف يمكن استغلال الخطاب في تعزيز دورها؟

دور العبادة في العالم سواء عند المسلمين أو غير المسلمين من خلال المسجد أو الكنيسة تؤدي دورا مهما في نشر التسامح العالمي بين الشعوب، ونبذ التعصب والتشدد والغلو، لتحقيق التعايش الإنساني المشترك بين الأفراد، ومن ثم فلابد من التعاون الكامل بين رجالات الدين في الوطن الواحد بتبني قضايا مشتركة الهدف منها توعية المواطنين بأهمية السلام بين الشعوب، وأهمية التعايش الإنساني المشترك، والتعايش في ضوء مفاهيم المواطنة، فضلا عن التأكيد على حرية الاعتقاد دون إكراه من أحد على اعتناق أي دين، فضلا عن ضرورة التأكيد على أن الكرامة الإنسانية مكفولة لجميع المواطنين بعض النظر عن الدين أو المعتقد.

قال تعالى:"ولقد كرمنا بني آدم" ولم يقل كرمنا المسلمين أو غيرهم، وإنما التكريم لكل نفس خلقها الله عز وجل ونفخ فيها من روحه ، وصورها في أحسن تقويم، وأيضا ضرورة التأكيد أن الاختلاف في العقيدة ليس باعثا على القتل والقتال، أو الحرب، طالما لغة السلام منتشرة وسائدة بين الجميع سواء على مستوى الشعوب، أو الدول، قال تعالى:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطي."


فالخطاب الديني المستنير الواعي، يمكن خلاله بناء وعي رشيد لدى جموع المواطنين تجني الأمة من ورائه مجتمعا يتمتع بالأمن والاستقرار على كافة المستويات، وهذا الخطاب الواعي هو الذي ننشده في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل الوطن.

مادة التربية الدينية في مدارس مصر غير مضافة للمجموع، كيف يمكن تعزيز أهميتها من وجهة نظرك؟

يمكن تعزيز القيمة التي تضيفها هذه المادة إلى المجتمع وإلى المواطنين من خلال المادة العلمية التي تصاغ بها عقول الطلاب، والتي يجب أن تعنى بترسيخ قيم التسامح، والعفو، والتعاون، والتعايش السلمي، وتبادل المنافع والخبرات، والإعلاء من قيمة النفس الإنسانية بغض النظر عن معتقدها، وغير ذلك من المباديء التي يجب أن تترسخ في الأذهاب، ولابد من جعل هذه المادة مضافة إلى المجموع فضلا عن زيادة درجاتها حتى يكون هناك قدر من الإلزام والالتزام بالتعرف على هذه القيم والأفكار وترسيخها في العقول، ولاشك أن هذا يسهم بشكل فعال في تقليل الغلو لدى الكثيرين من أبناء المجتمع.

كيف يمكن تعزيز الدروس الدينية "الكتاب" في عقول الأطفال في مصر بصفة عامة والمناطق الريفية بصفة خاصة؟

يمكن ذلك من خلال المدخلات التعليمية التي توجه إلى عقل الطفل في شتى مراحله سواء مرحلة ما قبل الحضانة من خلال قنوات الأطفال في التلفاز، ومن خلال المواد التي تعرض للطفل في شتى المراحل التعليمية بحيث ينتقى المحتوى التعليمي بعناية حتى نرسخ تعاليم الوسطية والاعتدال في عقول الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وفضلا عن ذلك لابد من إحداث نواع من التناغم بين ما يقدم لأبنائنا الطلبة في شتى مراحلهم التعليمية، كمدخلات دراسية تعليمية، وبين ما يقدم في برامج التلفزة، وفي المساجد، والكنائس، بحيث يكون الخطاب واحدا في الجميع يحمل نفس الرؤية والرسالة والهدف في كافة الأحوال والأماكن، لننتهي من ذلك إلى نتيجة مفادها تقديم خطاب ديني متكامل ومتناغم مع فلسفة الدولة، ويحقق وسطية الأديان بشكل صحيح، وسواء أكان ذلك في القرى، أم في الحضر، أو في أي مكان في ربوع الوطن.

مع تفضيل الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي، كيف يمكن استغلال تلك المنصات في توعية الشباب بالدين الإسلامي؟

لاشك أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت في الأعم الأغلب هي الوجهة الأولى للشباب لاستقاء العلوم والمعارف والبحث عما يعن لهم من أجوبة عن تساؤلاتهم سواء في مجال الدين أو غيره من مجالات المعرفة، لأجل ذلك لابد أن تأخد المؤسسات الدينية بناصية المبادرة وتنشيء لها مواقع على هذه المنصات، وتقدم فيها المعارف الدينية الوسطية المعتدلة بشكل يسهل الرجوع إليه عن الحاجة، لأنه لو لم توجد مواقع ومنصات للمؤسسات المعتدلة، سيتوجه الشباب للمواقع الأخرى وربما يجد فيها الغث قبل السمين ويكثر الانحراف والتطرف، وهنا تقع الواقعة، وتحدث الكوارث بسبب اختطاف عقول الشباب، لأجل ذلك لابد من وجود منصات على مواقع التواصل الاجتماعي الهدف منها التواصل مع الشباب، والإجابة على تساؤلاتهم ، وتحصين عقولهم بدلا من أن تطالها يد العبث التي تعنى بالتشدد والإلحاد، والتكفير، وتشويه صورة الإسلام في العالم.

ويمكن لهذه المؤسسات وضع المحتويات المناسبة لعقول الشباب والتي تجيب على كافة الشبهات والأفكار من خلال رصد كل ما يحتاج ويفكر فيه الشباب والإجابة على كل ذلك بشكل مبسط ميسر يسهل فهمه من العامة والخاصة على وجه سواء، بما يحقق مصلحة الإسلام والمسلمين.

كيف يمكن للأفراد المسلمين المعيشين في بلدان غير إسلامية الحفاظ على هويتهم الإسلامية وممارسة شعائرهم الدينية في بيئة غير مسلمة؟

يوجد مبدأ في القانون الدولي يسمى بمبدأ "المعاملة بالمثل" فكل الدول تتعامل وفق هذا المبدأ، ومن ثم فكما أن بلاد الإسلام تسمح لغير المسلمين بممارسة الشعائر الدينية والطقوس التي تدعو إليها أديان غير المسلمين دون خروج على النظام العام في دولة ما فكذلك يجب أن يتاح هذا الأمر للمسلمين في البلاد غير الإسلامية، بحيث يحق لهم الذهاب إلى المساجد، وأداء الشعائر الدينية فيها دون الخروج على النظام العام في هذه البلاد، كما يمكن لهم الحفاظ على هويتهم الدينية من خلال السلوك الإسلامي المنضبط المتحلي بالأخلاق الفاضلة، بالصدق، والوفاء، والتسامح، والعفو، واحترام الآخر، والتعاون مع كافة الأطياف ونبذ الكذب، والغدر، وكل قبيح، وليتذكر الجميع أن الإسلام انتقل إلى قارات الدنيا عن طريق التجار المسلمين الذين حافظوا على هوية الإسلام في تعاملاتهم الأمر الذي أدى إلى دخول الكثيرين في دين الله أفواجا.

على أنه من المفيد أن نؤكد أن الهوية ليست شكلا معينا يتمسك به البعض، وإنما الهوية هي صدق التمسك بالمبادي والأخلاق الراقية، وصدق الفهم الصحيح للإسلام الفهم المعتدل، أما ما يتشدق به البعض من ان الهوية هي لباس معين أو شكل معين فليس ذلك فهما صحيحا أو وعيا بقضايا الدين بشكل حقيقي.

موضوعات متعلقة