اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ”

إلى أي مدى يؤثر العرب والمسلمون في الانتخابات الأمريكية 2024؟

الرئيس الأمريكي جو بايدن
الرئيس الأمريكي جو بايدن

تثار في الوقت الحالي الكثير من التساؤلات حول انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها في نوفمبر 2024، بشأن مصير إدارة بايدن وتأثير حرب إسرائيل على قطاع غزة، خاصة وأن الأمريكيين العرب والمسلمين يشكلون 3.7 مليون شخص، في مختلف أنحاء الولايات المتحدة و 90% منهم يعيشون في المناطق الحضرية، خاصة في لوس أنجلوس، وديترويت، ونيويورك، وشيكاغو، وواشنطن، ونيوجيرسي.

ومن هنا يأتي سؤال: إلى أي مدى يؤثر العرب والمسلمون الأمريكيون في الانتخابات الأمريكية؟ الذي طرحه السفير الدكتور عزت سعد، مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في دراسة نشرها مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة.

قال السفير الدكتور عزت سعد، أنه منذ شن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، حافظت إدارة بايدن على دعمها الثابت للرد العسكري الإسرائيلي على حركة حماس، والذي اتسم بعمليات تصعيدية واسعة ضد السكان المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.

وتابع مير المجلس المصري للشؤون الخارجية، أنه على الرغم من الضغوط التي مارسها الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي لتبني نهج متوازن يدعم وقف إطلاق النار، ما زال الدعم مستمر لدولة الاحتلال، مشيرًا إلى أنه بمرور الوقت، سعت الإدارة الأمريكية إلى تعديل خطابها السياسي بعض الشيء والحديث بشكل أكبر عن حماية المدنيين الأبرياء، وتوفير المساعدات الإنسانية، وإعادة تأكيد حل الدولتين كأساس لإنهاء الصراع.

وأضاف السفير الدكتور عزت سعد، أن إدارة بايدن تحاول تحقيق بعض التوازن بين الضغوط المتناقضة التي تواجهها، وذلك من خلال الاستجابة لليسار المؤيد للفلسطينيين، مع الاحتفاظ في الوقت نفسه بموقفها الأساسي الداعم لتل أبيب، ولكن ذلك انعكس بالسلب وتسبب في توسيع الفجوة بين المواقف الأمريكية والإسرائيلية تتسع بشأن بعض القضايا العملياتية، غير أنه بإجماع كتاب أمريكيين كُثُر، من المُرجح أن يظل الدعم الأمريكي الأساسي لإسرائيل على حاله.

ووفقا لما ذكرته الدراسة بشأن ما يتعلق بالجاليات العربية والإسلامية، أعلن قادتها أنهم بصدد التنسيق لاتخاذ موقف موحد من إدارة بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكشفت السفير الدكتور عزت سعد، الناحية العملية، حيث أن التصريحات لم تؤثر، أو حتى استطلاعات الرأي العام التي تشير إلى تراجع كبير في دعم الأمريكيين العرب والمسلمين لإدارة بايدن، في حقيقة استمرار دعمها لإسرائيل، ولعل من بين أحدث المؤشرات المرتبطة بذلك موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي، في 4 فبراير 2024، على مشروع قانون سعت إدارة بايدن بقوة إلى تمريره، لتخصيص 118 مليار دولار أمريكي، من بينها 14.1 مليار دولار مساعدات أمنية لإسرائيل. كما لا يجب تجاهل حقيقة أن إسرائيل حليف وثيق للولايات المتحدة، وهي في نظر أغلبية الأمريكيين تقاتل حركة حماس التي تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، وما زالت تحتجز رهائن أمريكيين.

وأشار مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أنه من الممكن لإدارة بايدن إعادة ترتيب الأوراق لاستمالة الأمريكيين العرب والمسلمين حتى يحين موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، لكن من المُرجح أن يفشل هذا الرهان، فمن جهة، لا تزال إدارة بايدن تواصل دعمها لإسرائيل، على نحو ما ذُكِر، ومن جهة أخرى فإن سجل الإدارة الحالية ضد القضية الفلسطينية قد تجاوز بمراحل سياسات إدارة ترامب السابقة، إلى حد يرقى إلى المشاركة في انتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. ولم تتخذ إدارة بايدن، منذ توليها السلطة، أية إجراءات إيجابية ملموسة على الأرض نحو تسوية القضية الفلسطينية، بل حافظت على استمرار الوضع الراهن. ومن ثم، لا يُتصور أن يتهاون الأمريكيون العرب والمسلمون إزاء بايدن وإدارته، ومن المُرجح أن يتواصل انخفاض دعمهم لبايدن حتى يحين موعد الانتخابات القادمة.

وأوضح السفير الدكتور عزت سعد، أن تأثير الأمريكيين العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، يظل متواضعاً ولاسيما أنه ليس العامل الأوحد في تشكيل مسار هذه الانتخابات وما بعدها، إذ لا يعدو، في حقيقته، أن يكون عاملاً مساعداً ذا تأثير ثانوي في سباق الانتخابات الأمريكية.

وكشف مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية العوامل التي قد تظهر تاثير العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية، وهي الخبرة السياسية التاريخية المتواضعة للأمريكيين العرب والمسلمين، فعلى مدار عقود، سادت صورة نمطية بأن المجتمع العربي والإسلامي في الولايات المتحدة لا يمتلك أي نفوذ سياسي يسمح له بالتأثير في تحديد السياسات والتوجهات للإدارة الأمريكية.

وأضاف، عدم اعتماد تصويت الأمريكيين بشكل عام على السياسة الخارجية، بينما تُولِي القيادات والنخبة اهتماماً كبيراً بالملفات الخارجية، فإن ما يهم الناخب الأمريكي هو القضايا الداخلية وكيفية تعامل النخبة معها، وأوضح أن تزايد الاستقطاب الداخلي إزاء كراهية الإسلام و"معاداة السامية"، من ضمن هذه العوامل

واختتم الدكتور عزت سعد،دراسته أنه إذا كان هناك حالة من الغضب تجوب الشارع الأمريكي، ارتباطاً بما يجري في قطاع غزة، فإن ذلك من شأنه فقط دعم مسعى الأمريكيين العرب والمسلمين على أمل حرمان بايدن من الفوز بولاية رئاسية ثانية، وذلك بمراعاة تركز العرب والمسلمين في الولايات الخمس المتأرجحة، والتي تُقدَّر أصواتها بـ75 صوتاً من أصل 538 صوتاً في المجمع الانتخابي. هذا مع دخول عوامل أخرى قد يُوليها الأمريكيون اهتماماً في هذا السياق، من بينها تقدم بايدن بالعمر، والخلافات الداخلية المرتبطة بالمهاجرين غير الشرعيين والوضع الاقتصادي وغيرها من الملفات التي تشغل بال الناخب الأمريكي.

وأكد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية، أنه من غير المُرجح أن تغير إدارة بايدن سياستها الداعمة لإسرائيل، لذلك يجد الأمريكيون العرب والمسلمون أنفسهم أمام خيار صعب، بأنه قد يدعم العرب والمسلمون الأمريكيون مرشحاً ثالثاً، قد يظهر عندما يحين موعد الاستحقاق الانتخابي، في ظل عدم رضا غالبيتهم عن إدارة بايدن، وكذا نهج ترامب الداعم هو الآخر لتل أبيب.