قوات افريكوم.. أمريكا تكافح الإرهاب في أفريقيا
تعد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (USAFRICOM) هي وحدة قتالية موحدة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، مسؤولة عن العمليات العسكرية الأمريكية والعلاقات العسكرية مع 53 دولة أفريقية (باستثناء مصر، التي تقع ضمن نطاق القيادة المركزية الأمريكية).
تأسست أفريكوم في 1 أكتوبر 2007، كقيادة مؤقتة تحت القيادة الأمريكية لأوروبا، قبل أن تصبح قيادة مستقلة في 1 أكتوبر 2008، ومقرها الرئيسي في ثكنات كلي في شتوتجارت، ألمانيا، وُقودها حاليًا الجنرال ستيفن تاونسند، قائد الجيش الأمريكي.
تركز أفريكوم على مكافحة الجماعات المتطرفة مثل تنظيم القاعدة وداعش في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وتُساعد أفريكوم الدول الأفريقية في تدريب قوات حفظ السلام للمشاركة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
تعمل أفريكوم مع الدول الأفريقية على تعزيز التعاون في مجالات الأمن البحري ومكافحة المخدرات والاتجار بالبشر، وتقدم أفريكوم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث للدول الأفريقية،وتُساعد أفريكوم الجيوش الأفريقية في بناء قدراتها من خلال التدريبات والتمارين المشتركة.
تُقدّر أعداد القوات الأمريكية في أفريقيا بحوالي 6 آلاف جندي، موزعين على عدد من القواعد العسكرية في دول مختلفة، مثل جيبوتي والصومال، وتُجري أفريكوم سنويًا العديد من التمارين العسكرية المشتركة مع الدول الأفريقية، وتُقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية وأمنية لعدد من الدول الأفريقية.
حتى 2002، كان هناك 2000 جندي في معسكر ليمونيير بدولة جيبوتي ـ القاعدة الأمريكية الوحيدة في أفريقيا ـ يعملون تحت سلطة القوات المشتركة في منطقة القرن الأفريقي وهي القوات التي أنشأتها القيادة المركزية (سنتكوم) عام 2002 من أجل الحد من النشاطات الإرهابية في شرق أفريقيا، وبالإضافة إلى المهام الإنسانية التي تساهم بها هذه القوات، فإنها تلعب دورًا أيضًا في البحث عن مقاتلي القاعدة في الصومال.
وبصفة عامة، فقد زادت المشاركة الأمنية الأمريكية بصورة ملحوظة منذ عام 2001 وطرحت مبادرة الساحل والصحراء عام 2002 والتي تضم رؤساء الأركان في كل من: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا والسنغال ونيجيريا ومالي والنيجر وتشاد، وتهدف إلى دعم التعاون بين هذه الدول في مجال مكافحة الإرهاب.
وقد شارك نحو ألف جندي أمريكي في تدريبات عسكرية للتصدي للإرهاب في الصحراء الأفريقية، وهي أضخم عمليات للولايات المتحدة في القارة السمراء منذ الحرب العالمية الثانية. وسعيًا وراء تحقيق الهدف ذاته واستجابة لتنامي نشاط القاعدة والشبكات الإرهابية في شمال وغرب أفريقيا، خصص الكونجرس مؤخرًا مبلغ 500 مليون دولار لمكافحة الإرهاب. وساعدت تلك المبادرات على تعزيز العلاقات بين دول القارة، ومن ضمنها العديد من الدول الإسلامية.
تأسست هذه القيادة على خلفية تزايد الاهتمام الأمريكي بأفريقيا بعد هجمات 11 سبتمبر ، وفي ضوء التوسع الصيني. وشهدت تطورا ملحوظا مع إنشاء مرافق دعم عبر القارة، تمهيدا لتعزيز السيطرة والنفوذ الأميركي في هذه الرقعة الإستراتيجية من العالم.
من الأحداث الحاسمة التي بلورت الوجود العسكري الأمريكي في أفريقيا كانت الهجمات "الإرهابية" في السابع من أغسطس 1998، حيث وقعت انفجارات متزامنة في السفارات الأميركية في نيروبي، وكينيا، ودار السلام، وتنزانيا، أسفرت عن مقتل 224 شخصا، بينهم أميركيون، وإصابة أكثر من 4500 آخرين، تبناها تنظيم القاعدة.