الأغذية العالمية: السودان ضمن البلاد الأكثر عرضة للجوع الشديد
قالت منظمة الأغذية والزراعة العالمية، اليوم الجمعة، إن السودان يأتي ضمن البلاد الأكثر عرضة لمرحلة الجوع الشديد، بسبب الحرب الدائرة فيه منذ عام.
ونقلت بيانات عن الأمم المتحدة تفيد بأن من بين 705 آلاف جائع في العالم، يحتل السودان المرتبة الأعلى مع بضعة شركاء يعانون كذلك من الحروب والنزاعات.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الحرب المشتعلة في السودان منذ 12 شهرا، أسفرت عن تفاقم الوضع الإنساني العالمي السيئ.
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة العالمية من أن مرحلة الجوع الحاد في السودان تهدد نحو 577 ألف شخص في البلد الذي تصنفه المنظمة الدولية كأكبر أزمة نزوح في العالم، وتتوقع المنظمة أن يدخل السودان في الخريف المقبل أسوأ مراحل الجوع التي تقود إلى كارثة إنسانية تزيد من الأزمات المركّبة التي تعيشها البلاد.
وفي وقت سابق، أفاد مسؤولون سودانيون بأن سكان بعض مناطق جبال النوبة في السودان، اضطروا إلى أكل أوراق الأشجار والجراد بسبب الجوع ونقص الغذاء.
ونقل موقع راديو "تمازج" عن كافيراد كوكو تية، ممثل وكالة السودان للإغاثة وإعادة التأهيل بمنطقة جبال النوبة، قوله إن المناطق الأكثر تضررا بنقص الغذاء هي مقاطعتي لقاوة والسنط، حيث دمر الجراد المحاصيل العام الماضي.
وأضاف المسؤول أن المشكلة في المقاطعات بالمذكورة يزداد سوءا بسبب الحرب والمجاعة في السودان، التي أثرت عليهم، مشيرا إلى أنه في عام 2023، دمر الجراد العديد من المزارع في المقاطعتين ولم يحصد الناس ما يكفي من المحاصيل، ما سبب نقصا في الغذاء.
وصرح جريف آدم جريف، مسؤول الحكومة المحلية في مقاطعة السنط السودانية بأن أسعار السلع الأساسية ارتفعت في الأسواق المحلية، حيث وصل سعر 3.7 كجم من الذرة الرفيعة إلى آلاف جنيه سوداني.
وتتواصل، منذ منتصف أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
أكد السياسي السوداني، الدكتور محمد مصطفى، أن "دول العالم والمحيط الإقليمي يمتلك الكثير من أوراق الضغط التي تمكنه من وقف الحرب، لكن هناك مصالح لتلك الدول تتغلب على مصالح ودماء الشعوب".
وقال الاثنين "بكل أسف أصبحت أوراق الضغط تستخدم لمصلحة دول المحاور المختلفة، ولم تعد مصالح الشعوب ذات أولوية لدى الدول الكبرى والمؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي".
وأضاف مصطفى "إذا تقاطعت مصالح أي دولة مع مصالح الشعوب في الدول المأزومة قد تغض تلك الدولة الطرف عن مصالح الشعوب وأزماتها وتركز على مصالحها.
وأشار مصطفى إلى أن "وسائل الضغط كثيرة ومتاحة على مستوى الدول العظمى ودول الإقليم وعلى مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، وأولها إعمال البند السابع للفصل بين القوات وفرض الحلول القومية التي تحقق مصالح الشعوب بعيدا عن سماسرة السياسة".
وأضاف قائلا:"الكثير من الدول الكبرى تقدس مصالحها وتتنازل بموجبها عن كل القضايا الإنسانية والجرائم الكبرى التي ترتكب ضد الشعب السوداني وعلى أتم الاستعداد والجاهزية لتطويع المنظمات الإقليمية والدولية لخدمة مصالحها".
ولفت مصطفى، إلى أن "المنظمات الإقليمية والدولية عاجزة حتى عن منع وصول الأسلحة والآليات والذخائر إلى طرفي القتال، وبالمقابل ظلت وستظل تتظاهر ببعض الممارسات والمحافل غير المؤثرة، بل فشلت حتى في إيصال الأغذية والأدوية المنقذة للحياة للمتضررين".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد صرح، بأنه "غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة"، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.
وحلت يوم الإثنين الماضي 15 أبريل الجاري، الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الواسع النطاق في السودان، والذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم.