الطائرات المسيرة في الصراع السوداني.. الاستخدام العسكري والتساؤلات السياسية
عندما اندلعت حرب السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، لم تكن للطائرات المسيرة دور بارز، حيث تقدمت قوات الدعم السريع في عدة جبهات وسيطرت على نقاط استراتيجية في العاصمة الخرطوم وبعض مقار الجيش السوداني.
وصول الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع إلى الجيش السوداني، الذي استعان بالجمهورية الإسلامية لوقف تقدم قوات الدعم السريع، خاصة في العاصمة الخرطوم، تمثل تطوراً نوعياً في سياق الحرب التي بدأت في دخول عامها الثاني.
دخل سلاح الطيران المسير في حرب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد مرور عام كامل، وقد قام بتغيير ديناميكية المعارك بشكل كبير، حيث باتت المناطق التي كانت تُعتبر آمنة من قبل الآن مستهدفة، مما أدى إلى توسع رقعة الحرب بشكل ملحوظ.
هجمت قوات الدعم السريع على المطار العسكري للفرقة الثالثة مشاة في مدينة شندي شمال العاصمة السودانية الخرطوم، وكذلك هاجمت مطار مروي في الولاية الشمالية. بالمقابل، أسقطت المضادات الأرضية التابعة للجيش عددًا من الطائرات المسيرة التابعة لقوات الدعم السريع.
نفت قوات الدعم السريع عبر مستشاره الباشا طبيق أي صلة لها بالهجوم، مؤكدة أن المسيرات التي هاجمت شندي وعطبرة والمناطق الشمالية ليست لها علاقة بها. أوضح طبيق أن الاشتباكات ناجمة عن خلاف داخلي بين الجيش وكتيبة البراء، التي سبق وأن شنت هجمات باستخدام المسيرات في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.
وأضاف أن الجيش يسعى إلى التخلص من كتيبة البراء بن مالك من خلال استهدافها بالمسيرات، متهمًا الدعم السريع بالتورط في ذلك.
استخدمت قوات الدعم السريع المسيرات في إسقاط مبنى قوات الاحتياط المركزي بمحلية جبل أولياء جنوب الخرطوم بعد معارك استمرت لأيام، بالإضافة إلى استخدامها في عدد من المواقع الاستراتيجية لمعسكراتها، مثل قاعدة النجومي بجبل أولياء وسلاح المدرعات، والفرقة 16 مشاة بمدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
اضطر الجيش السوداني إلى اللجوء إلى استخدام الطيران المسير بعد استحواذه على مسيرات متطورة من دولة إيران. وأوضحت المصادر أن أول تجربة لتلك المسيرات كانت في معركة أم درمان القديمة ومبنى الإذاعة والتلفزيون، مما أجبر قوات الدعم السريع على التراجع من تلك المنطقة بعد سيطرتها عليها لأكثر من 10 أشهر منذ بداية الحرب في 15 أبريل من العام الماضي.
في يناير الماضي، أفادت وكالة بلومبرج نقلاً عن ثلاثة مسؤولين غربيين أن الجيش السوداني تلقى شحنات من طائرات مهاجر 6"، وهي طائرة مسيرة مزودة بمحرك واحد، تم تصنيعها في إيران عبر شركة القدس للصناعات الجوية، وتحمل ذخائر موجهة بدقة.
لم يتهم الجيش مباشرة "قوات الدعم السريع"، ولكنه أشار في بيانه إلى أن المسيرات التي استهدفت مدينة مروي أطلقها "العدو". ومع ذلك، ترددت الأنباء حول احتمالية أن تكون مجموعة داخل الجيش نفسه أو متحالفة معه قد نفذت الهجوم. وبدورها، نفت "قوات الدعم السريع"، من خلال متحدثين باسمها، أي تورط لها في تلك المسيرات.
تم تداول معلومات واسعة النطاق تشير إلى أن المسيرات قد تم إطلاقها من "مواقع تابعة للجيش"، رداً على التقارير التي أشارت إلى أن قيادة الجيش انتقدت كتائب الإسلاميين المتحالفة معه، مؤكدة أن ظهورها المكثف أدى إلى تخلي بعض الدول عن دعم الجيش. ووفقًا للمعلومات المتداولة، توجهت الشكوك إلى "كتائب البراء".
ووفقا لآخر إحصائية لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، أدى النزاع المسلح إلى مقتل 13 الفا و 100 شخص، وجرح 26 الفا و 51 آخرين.
وأجبرت الحرب أكثر من 8.1 ملايين شخص على الفرار إلى مناطق آمنة داخل السودان، وفي دول الجوار