سياسي: المجتمع الدولي يمتلك أدوات وقف الحرب في السودان لكن المصالح تمنعه
قال الدكتور محمد مصطفى، السياسي السوداني إن "دول العالم والمحيط الإقليمي يمتلك الكثير من أوراق الضغط التي تمكنه من وقف الحرب، لكن هناك مصالح لتلك الدول تتغلب على مصالح ودماء الشعوب".
واضاف، اليوم الإثنين، "بكل أسف أصبحت أوراق الضغط تستخدم لمصلحة دول المحاور المختلفة، ولم تعد مصالح الشعوب ذات أولوية لدى الدول الكبرى والمؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي.
ولفت مصطفى "إذا تقاطعت مصالح أي دولة مع مصالح الشعوب في الدول المأزومة قد تغض تلك الدولة الطرف عن مصالح الشعوب وأزماتها وتركز على مصالحها".
وأشار مصطفى إلى أن "وسائل الضغط كثيرة ومتاحة على مستوى الدول العظمى ودول الإقليم وعلى مستوى المنظمات الإقليمية والدولية، وأولها إعمال البند السابع للفصل بين القوات وفرض الحلول القومية التي تحقق مصالح الشعوب بعيدا عن سماسرة السياسة".
ومضى قائلا: "الكثير من الدول الكبرى تقدس مصالحها وتتنازل بموجبها عن كل القضايا الإنسانية والجرائم الكبرى التي ترتكب ضد الشعب السوداني وعلى أتم الاستعداد والجاهزية لتطويع المنظمات الإقليمية والدولية لخدمة مصالحها".
ولفت مصطفى، إلى أن "المنظمات الإقليمية والدولية عاجزة حتى عن منع وصول الأسلحة والآليات والذخائر إلى طرفي القتال، وبالمقابل ظلت وستظل تتظاهر ببعض الممارسات والمحافل غير المؤثرة، بل فشلت حتى في إيصال الأغذية والأدوية المنقذة للحياة للمتضررين".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، قد صرح، بأنه "غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة"، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.
وحلت يوم الإثنين الماضي 15 أبريل، الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الواسع النطاق في السودان، والذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم.
قررت حركة "جيش تحرير السودان" الموالية للجيش السوداني تجميد نشاطها وإغلاق جميع مكاتبها في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، حيث تتهم قوات الدعم بمحاولة تأسيس دولة جديدة في إقليم دارفور.
وتلك الخطوة التي اتخذتها حركة "جيش تحرير السودان" تأتي بالتزامن مع تجدد الاشتباكات على نحو عنيف في ولاية شمال كردفان.
وأعلنت الحركة، أمس الأحد، أن السكان المحليين في القرية الواقعة في ريف الحصاحيصا، تصدوا لهجوم نفذته قوة تابعة للدعم السريع، مشيرة إلى أن تلك القوة ارتكبت سرقات واسعة أثارت غضب المدنيين.
واتهمت "جيش تحرير السودان"، قوات الدعم السريع بإطلاق الرصاص على المواطنين العُزل ما أدى إلى سقوط قتيل وإصابة آخرين.
وفي وقت سابق، قال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور رئيس حركة "جيش تحرير السودان"، أمس الأحد، إن قوات الدعم السريع تتمادى في توسيع سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان.
جاءت تصريحات مناوي في تغريدة على حسابه عبر منصة "إكس" قال فيها: "كلما تساهلت القوة المشتركة رغبة لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموما وفي دارفور خصوصاً على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادي قوات الدعم السريع مستغلة هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تحظى بالاعتراف الصامت كما خُطط لهم".
وتابع مناوي في منشوره قائلا إن "اعتداء الدعم السريع علي مليط يعني جعل الطوق طوق علي الفاشر من جميع جهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة بما يعني فرض علي أهل دارفور قبول بالأمر الواقع ، هذا الحال سيدفع لاتخاذ قرار آخر غير تقليدي علي مدن دارفور الاخري التي تعيش في حالة الاختطاف بعد أن سيطرت عليها وجعلوها مدنا للأشباح".