هل تُصبح دارفور دولة مستقلة؟.. حصار «الدعم السريع» يعمق الانقسامات في السودان
يُهدد حصار دارفور وحدة السودان واستقراره، ويُخشى من أن يؤدي استمرار الوضع الحالي إلى تقسيم البلاد إلى دولتين أو أكثر.
اتهم جيش تحرير السودان قوات الدعم السريع في تقسيم اخر للسودان من الغرب عن طريق ترسيم حدود جديدة، وجعلها مدنا للاشباح.
وقال مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور رئيس حركة "جيش تحرير السودان"، اليوم الأحد، إن قوات الدعم السريع تتمادى في توسيع سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان.
وأضاف مناوي في تغريدة على حسابه عبر منصة "إكس" قال فيها: "كلما تساهلت القوة المشتركة رغبة لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموما وفي دارفور خصوصاً على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادي قوات الدعم السريع مستغلة هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تحظى بالاعتراف الصامت كما خُطط لهم".
وتابع مناوي في منشوره قائلا إن "اعتداء الدعم السريع علي مليط يعني جعل الطوق طوقا علي الفاشر من جميع جهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة بما يعني فرض علي أهل دارفور قبول بالأمر الواقع ، هذا الحال سيدفع لإتخاذ قرار أخر غير تقليدي علي مدن دارفور الاخري التي تعيش في حالة الاختطاف بعد ان سيطرت عليها وجعلوها مدن للأشباح".
تأتي تصريحات مناوي رغم إعلان تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية "تقدم"، يوم الجمعة الماضي، التزام طرفي الحرب في البلاد، الجيش وقوات الدعم السريع، بالعودة لمسار المفاوضات في مدينة جدة السعودية.
ونشر بيان مقتضب للتنسيقية، أكدت فيه التزام طرفي الحرب السودانية، بالعودة إلى مفاوضات جدة، خلال الأسبوعين المقبلين دون شروط مسبقة.
وأوضحت التنسيقية، في بيانها، عودة الطرفين للمفاوضات جاءت "بإرادة أقوى وعزم صادق وأكيد لإيقاف الحرب"، فيما لم يصدر على الفور أي تعليق من الجيش أو الدعم السريع على بيان "تقدم".
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، قد صرح يوم الجمعة الماضية، بأنه "غير مستعد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، طالما الحرب مستمرة"، مشددًا على التزامه بـ"منبر جدة" وعلى ضرورة تنفيذ "الدعم السريع" للالتزامات التي تعهدت بها.
وحلت يوم الإثنين الماضي 15 أبريل الجاري، الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الصراع الواسع النطاق في السودان، والذي أسفر عن مقتل آلاف المدنيين وتشريد الملايين وتدمير الكثير من البنية التحتية للبلاد، وخاصة في العاصمة الخرطوم.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن مستشفيات السودان علي شفا الانهيار في ظل حرب السودان.
وقالت وزيرة الصحة إن 70% من مستشفيات السودان لا تعمل ، بسبب الهجمات والحرب ونقص المستلزمات الطبية.
وعلى مدار أيام الحرب السودانية الجارية، أشار الخبراء الي العديد من العوامل التي قد تدعم فكرة حدوث الانقسام في السودان، من بينها:
1. التحركات والتصريحات التي تأتي من قبل أقطاب الحرب وممثليهم، والتي تعكس التوترات والانقسامات القبلية والعرقية داخل البلاد.
2. ضعف الدولة وانعدام الأمن في بعض المناطق يسهم في تصاعد الصراعات والانقسامات.
3. عدم وجود حوار جماعي وواضح لتحقيق المصالحة الوطنية في السودان، مما يزيد من فرص حدوث الانقسام.
4. تشكيل حكومات جزئية في مناطق معينة، مما يعزز فكرة التقسيم والانقسام داخل البلاد.
هذه العوامل تعكس التحديات التي تواجه السودان وتسهم في زيادة احتمالية حدوث الانقسام في البلاد.
وأخيرا، يمكن القول إن التوترات تتزايد في السودان بتصاعد الصراعات الداخلية، مما يثير مخاوف من احتمالية تقسيم البلاد. يعد تقسيم السودان خطوة خطيرة قد تفتح الباب أمام مزيد من الصراعات والتوترات، مما يؤدي إلى مزيد من الدمار الإنساني والاقتصادي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تقسيم السودان إلى تشكيل كيانات جديدة غير مستقرة، وتفاقم التوترات العرقية والقبلية والدينية. كما قد يزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ويفتح الباب أمام تدخلات خارجية تزيد من التوترات والصراعات.
لذلك، فإن تقسيم السودان ينبغي أن يكون خيارًا آخر رغم التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، ويجب العمل على إيجاد حلول شاملة ومستدامة تساهم في استعادة الاستقرار والوحدة الوطنية في البلاد.