تداعيات انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي.. مخاوف كينية من تزايد الإرهاب في منطقة القرن
تجدّد القرار بالانسحاب الجزئي لقوة حفظ السلام "أتميس" في الصومال يثير مخاوف بشأن تفاقم الأمن في المنطقة، وخاصةً في ظل تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية وتوتر الأوضاع السياسية في القرن الأفريقي. يعتبر دور قوات حفظ السلام أساسيًا في استقرار المناطق المضطربة، وبانسحاب جزئي، قد يفتح المجال لتصعيد الجماعات المتطرفة لنشاطها في تلك الفجوات.
وكان من المخطط أن تنسحب القوات الأفريقية من الصومال في سبتمبر 2023، إلا أن حكومة مقديشو طلبت «تعليقاً تقنياً» مدته 3 أشهر لعملية سحب الجنود.
وسلّمت «أتميس» 7 قواعد عمليات أمامية للحكومة المدعومة دولياً، وأغلقت قاعدتين أخريين.
وبموجب جدول زمني لـ«الأمم المتحدة»، ستنسحب «أتميس» بشكل كامل من الصومال بحلول نهاية العام الحالي، وتسلم المسؤولية لقوات الأمن الصومالية.
وبلغ عدد الجنود الذين تم سحبهم في المرحلتين الأولى والثانية 5000 عنصر، فيما لا يزال 14600 عنصر من بوروندي وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وأوغندا منتشرين في الصومال.
وتثير عمليات الانسحاب التدريجي لقوات «أتميس» مخاوف دول الجوار بشأن التبعات المحتملة لهذه الخطوة على الأمن الإقليمي، وذلك في ظل تصعيد حركة «الشباب» الإرهابية هجماتها في الآونة الأخيرة داخل الأراضي الصومالية وخارجها.
وتواجه دول الجوار الصومالي كثيراً من التحديات الأمنية، وخاصة كينيا، التي كثّفت حركة «الشباب» اعتداءاتها في المناطق الشمالية الشرقية والساحلية منها على مدار الأشهر القليلة الماضية، وتزامنت هذه الهجمات مع تواصل عملية السحب التدريجي لعناصر «أتميس».
يذكر أنه في أبريل 2022، وافق مجلس الأمن على أن تحل «أتميس» محل بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال «أميصوم»، التي شُكّلت عام 2007، ومُنحت «أتميس» تفويضاً معززاً لمحاربة حركة «الشباب».
وطُردت حركة «الشباب» من البلدات والمدن الرئيسية في الصومال، خلال الفترة بين 2011 و2012، لكنها لا تزال تنتشر في مساحات واسعة من المناطق الريفية. وتواصل الحركة شنّ هجمات ضد أهداف أمنية ومدنية، بما فيها العاصمة، رغم هجوم مضاد للقوات الحكومية، وضربات جوية أمريكية وعمليات على الأرض لقوة الاتحاد الأفريقي.
أثار الرئيس الكيني وليام روتو، تحذيرا بشأن احتمال تزايد الإرهاب بعد انسحاب بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، وخلال زيارته الرسمية للولايات المتحدة، حث روتو على التدخل الأمريكي لمنع التدهور الأمني في المنطقة.
أوضح روتو أن سحب قوات بعثة الاتحاد الأفريقي، المقرر وفقا لجدول زمني محدد مسبقا بدلا من الظروف الأمنية الفعلية، يمكن أن يؤدي إلى عودة الأنشطة الإرهابية في الصومال. وأكد أنه والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يشعران بقلق بالغ إزاء الفراغ الأمني الوشيك.
وتضمنت الزيارة التي قام بها روتو للولايات المتحدة مناقشات حول القضايا الأمنية والاقتصادية العالمية، وأعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن عن امتنانه لالتزام كينيا بنشر قوات الشرطة في هايتي، بدعم من مساهمة الولايات المتحدة بقيمة 300 مليون دولار في قوة متعددة الجنسيات.
وقد أعلن بايدن عن خطط لتعيين كينيا كحليف رئيسي من خارج الناتو، مما يعكس التعاون الأمني المتزايد بين كينيا والولايات المتحدة.