مأساة القنيطرة في المغرب.. الكحول قاتل صامت ومثير للجدل

ارتفعت حصيلة الوفيات جراء تناول الكحول الفاسد في إقليم القنيطرة بالمغرب إلى 15 شخصا، حيث تم تسجيل وفاة 3 أشخاص يوم الاثنين، وتم نقل 18 شخصا آخرين إلى المستشفى لتلقي العلاج بسبب التسمم.

وأفادت السلطات المحلية بأنه تم توقيف شخصين يشتبه في تورطهما في إنتاج وبيع المشروبات الكحولية الفاسدة التي تسببت في وفاة المستهلكين.

تشير التقارير إلى أن الكحول الفاسد الذي تسبب في التسممات هو من نوع "سبيرتو"، الذي يستخدم عادة في الصناعات الصيدلانية والدوائية.

يعتمد البعض على محلات سرية لبيع المشروبات الكحولية بسبب أسعارها المنخفضة، مما يزيد من انتشار هذه الظاهرة.

تشير الحوادث السابقة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المغاربة لمشكلة تسمم بالكحول الفاسد، حيث سبق أن شهدت بعض المدن حوادث مشابهة أسفرت عن وفيات مؤلمة.

قانون البيع والشراء للمشروبات الكحولية في المغرب يفرض شروطا صارمة، مثل الحصول على تراخيص خاصة ومنع بيعها للمسلمين، مع فرض عقوبات قاسية على المخالفين، ولكن لا يزال هناك تحديات في تنفيذ هذه القوانين.

وتنتشر بعدد من المدن المغربية محلّات سرية لبيع المواد الكحولية، ويكثر الإقبال على الشراء منها، بسبب أسعارها الزهيدة، وفقا للجهة المغربية غير الحكومية.

والحادثة ليست الأولى من نوعها في المغرب، إذ سبق تسجيل حوادث مشابهة لقي خلالها عدد من الأشخاص مصرعهم جراء تناولهم مشروبات كحولية "مغشوشة"، كان آخرها في مايو 2023 عندما لقي 7 أشخاص بمدينة مكناس، وسط البلاد، مصرعهم بعد تناولهم مادة كحولية فاسدة.

وفي سبتمبر 2022 توفّي 19 شخصا بمدينة القصر الكبير (شمالا) بعد استهلاكهم كحولا فاسدا، كما أودت المواد الكحولية في أوت من العام ذاته، بحياة تسعة أشخاص في مدينة العروي بمحافظة الناظور.

كما تسبّب الكحول غير الصالح للاستهلاك في مصرع 23 شخصا، في يوليو 2021 بمدينة وجدة، (شرقا)، كما أودت المشروبات الكحولية الفاسدة في العام ذاته بحياة 11 شخصا في مدينة الناظور (شمال شرقي المغرب).

وينظّم قانون صدر عام 1967 عملية بيع المشروبات الكحولية بالمغرب، إذ يشترط الحصول على رخصة خاصة لكل من يرغب بذلك، ويمنع هذا القانون على التجار بيع هذه المشروبات إلى المسلمين المغاربة، ويضع عقوبات على كل من يخالف ذلك قد تصل إلى السجن ستة أشهر.