انتخابات الجزائر 2024.. مسرحية الديمقراطية أم خطوة نحو ديكتاتورية جديدة؟
تثير إجراءات الانتخابات الرئاسية المبكرة في سبتمبر 2024 في الجزائر شكوكًا حول دوافعها، حيث يشير تقرير حديث إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون يهدف من وراء هذه الخطوة إلى تعزيز سيطرته على الحكم وعرقلة فرص الترشح لمنافسين محتملين، مستفيدًا من تصاعد حالة الاستياء السياسي والاقتصادي في البلاد.
تُثير التقرير الصادر عن معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط، بعنوان "بعيداً عن صندوق الاقتراع: أولويات الولايات المتحدة في انتخابات شمال إفريقيا لعام 2024"، تساؤلات حول جدوى الانتخابات القادمة في المنطقة، بما في ذلك تونس وليبيا، نظرًا لاستمرار هيمنة النخب الحاكمة وضعف المعارضة، إضافةً إلى تصاعد التوترات الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ التقرير ازدياد حدة الخطابات العدائية والمواقف العسكرية بين بعض حكومات شمال إفريقيا، وذلك خصوصاً مع جهود الجزائر لتشكيل كتلة سياسية جديدة مع تونس وليبيا بهدف عزل المغرب. يشير التقرير إلى أن انتخابات عام 2024 في شمال إفريقيا بشكل عام قد لا تُساهم بشكل كبير في تعزيز عملية التغيير الديمقراطي أو التنمية في المنطقة.
يشير التقرير إلى أن فرص إجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية في الجزائر تعتبر ضئيلة، نظرًا لتاريخ فوز الرؤساء السابقين بالانتخابات بسهولة، وتشديد الضغط على المعارضة، وسيطرة الحكومة على وسائل الإعلام، وتأثير الجيش القوي في السياسة.
تشير النتائج المتوقعة في هذه المرحلة، وفقًا للتقرير، إلى أن الرؤساء السابقون في الجزائر حققوا تاريخيًا انتصارات ساحقة في الانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر التقرير أن سنوات من القمع المستهدف والاستقطاب الاستراتيجي قد أضعفت المعارضة، مما أخضع إمكانية تنظيم عملية ديمقراطية قوية للشك.
وأضاف التقرير أن سيطرة الحكومة على وسائل الإعلام والساحة السياسية، بالإضافة إلى الأسئلة المعلقة حول نفوذ الجيش في السياسة، تلقي بظلال من الشك على نزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها. كما أشار إلى أن سياسات تبون، على الرغم من إيحائها ببعض الانفتاح، لا تعالج جذور المشاكل التي أدت إلى احتجاجات عام 2019، مثل قلة الحريات السياسية، وتفشي الفساد، ونقص التمثيل المدني.
ويُؤكد التقرير على ضرورة اتباع الولايات المتحدة نهجاً استباقياً لمنع تفاقم حدة التوترات في المنطقة، ويشير إلى أنّ إدارة بايدن، بفضل علاقاتها مع حكومة تبون، قادرة على العمل مع الجزائر لتعزيز وقف التصعيد الإقليمي، معتبرا أن ذلك يتطلب أيضاً دبلوماسية فعّالة لخلق رؤية مشتركة للمنطقة تساهم في الاستقرار والتكامل.