من المواجهات المحتدمة إلى التخطيط الدقيق.. كمائن كتائب القسام تحاصر الجيش الإسرائيلي
في خضم الصراع الطويل بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، تبرز قصة مثيرة عن مجموعة من المقاتلين الفلسطينيين الذين نجحوا في إحباط هجوم إسرائيلي عبر سلسلة من الكمائن المحكمة والهجمات المنسقة.
هذه العملية العسكرية المعقدة التي نفذتها كتائب القسام في بيت حانون شمال قطاع غزة، والتي أدت إلى تكبيد الجيش الإسرائيلي خسائر، تجسد مدى التخطيط الاستراتيجي والتنفيذ الدقيق للمقاومة الفلسطينية.
في أواخر شهر مايو الماضي، نفذت كتائب القسام، التابعة لحركة حماس، كمينًا معقدًا في بيت حانون شمال قطاع غزة، وكشف أحد قادة القسام أن هذا الكمين تم على ثلاث مراحل على مدى 26 ساعة متواصلة، وأكد أن قوات الاحتلال تقدمت باتجاه بيت حانون على طول الطريق الذي توقعه القسام، وأجبر هذا الكمين المعقد الجيش الإسرائيلي على وقف تقدمه بشكل كامل على جبهة بيت حانون.
في 22 مايو الماضي، عاد الجيش الإسرائيلي إلى حدود بيت حانون، ممثلاً بلواء "كفير" بقيادة لواء "نتساح يهودا"، المعروف بتاريخه الحافل بالعنف ضد الفلسطينيين. إلا أن كتائب القسام أعلنت في نفس اليوم أنها نفذت كمينًا معقدًا استهدف جنودًا إسرائيليين. وشملت المرحلة الأولى تفجير قنبلة رعدية وإلقاء قنابل يدوية على جنود المشاة، أعقبها تفجير عبوة ناسفة ضد قوات الإنقاذ، مما أدى إلى قنص ثلاثة جنود إسرائيليين.
على الرغم من انسحاب القوة الإسرائيلية، إلا أنهم عادوا إلى الموقع لاحقًا. وذكر قائد القسام أنهم توقعوا عودة القوات إلى عين النفق حيث نصبوا سيارة مفخخة. هذه الاستراتيجية المحكمة والتنفيذ الدقيق أدى إلى إحباط الجهود الإسرائيلية والإطاحة بقوة غزوها. وتجسد هذه العملية المعقدة مدى قدرة المقاومة الفلسطينية على التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي للرد على الاحتلال الإسرائيلي.
وقال قيادي في القسام إن قوات الاحتلال تقدمت فجرا من المحورين الشمالي والشرقي لبيت حانون، تحت مراقبة وثيقة من مقاتلي القسام الذين توقعوا مسارها.
وفي المرحلة الأولى من الكمين، قام مقاتلو القسام بتفجير عبوات ناسفة بالقرب من جنود إسرائيليين في عين النفق، تلتها هجمات بالقنابل اليدوية على القوة الإسرائيلية المستهدفة.
وقال أحد قادة القسام إنه تم استدعاء قوة إنقاذ إلى الموقع ليلاً، وعندما حاولوا الإنقاذ، تم استهدافهم بعبوة ناسفة، مما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف القوة.
ورغم انسحاب القوة، إلا أن الهجوم استمر حيث أرسل الجيش الإسرائيلي ضابطا كبيرا للإشراف على العملية.
وذكر القيادي في القسام أنه تم رصد ضابط المهمة واستهدافه في عملية قنص فريدة من نوعها، ما أدى إلى إصابة جنديين برصاصة واحدة ومقتل ثالث.
ورغم انسحاب القوة، إلا أنهم عادوا إلى الموقع لاحقاً. وذكر قائد القسام أنهم توقعوا عودة القوات إلى عين النفق حيث نصبوا سيارة مفخخة.
وفي المرحلة الثالثة تم عرض مشاهد تفخيخ عين النفق تمهيدا لعودة القوات الإسرائيلية، وهو ما حدث ليل الثلاثاء. ودخل جنود الاحتلال إلى عين النفق لتدميره، وتم تفجيره، مما دفع الجيش الإسرائيلي إلى سحب كافة قواته من محور التقدم في بيت حانون.
وكانت قد شهدت بيت حانون توغلاً للقوات الإسرائيلية لأول مرة في 27 أكتوبر، وانتهى بالانسحاب في أواخر ديسمبر الماضي 2023. وعادت القوات أربع مرات أخرى، ودمرت أكثر من 80% من مباني المدينة في محاولة للقضاء على مقاتلي حماس هناك.