رئيس التحرير يكتب: المعاني الدينية لعيد الأضحى
يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم اليوم بعيد الأضحى المبارك عيد التضحية والفداء. وعيد الأضحى له العديد من المعاني الدينية والإنسانية، فهو مناسبة هامة لتنشيط ذاكرة المسلمين الثقافية والدينية، وبصفة خاصة تربية النشء على أفضل الأخلاق والقيم الثقافية الهامة.
لأن عيد الأضحى فرصة لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته وتصحيح الصورة المغلوطة والمزورة عنه والتي خططت لها أطراف عديدة ممن ينتسبون وينتمون إلى الإسلام اسمًا وليس فعلًا، وممن هم أعداء الإسلام لربط السلوك الإسلامي بممارسات الإرهاب، وهو اتهام باطل وغير حقيقي بسبب فئة ضالة أساءت للدين الإسلامي، وهو ما يفسر شعارات الإسلاموفوبيا في المجتمعات الغربية.
وقد قدمنا دراسة هامة هنا في موقع اتحاد العالم الإسلامي تنفي علاقة الإسلام بالإرهاب من قريب أو من بعيد. ويأتي أيضًا عيد الأضحى لإظهار قوة المسلمين وترابطهم أمام العالم، ومن مظاهر هذه الوحدة التي تتجلى في صلاة جميع المسلمين العيد في يوم واحد، وأيضًا تتحقق في مؤتمر الحج والوقوف على صعيد واحد وفي وقت واحد وفي لباس واحد، ويتضرع الحجاج إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والابتهال.
فمعاني العيد عديدة، وخاصة أن فلسفة وآداب العيد تتجلى في المعنى الأبرز وهو العبادة عبر الصلاة وتلاوة القرآن والتكبير والتهليل والتحميد وكثرة الذكر والشكر لله رب العالمين في المساجد والبيوت. فعيد الأضحى هو رمز الطاعة واتباع الأوامر الإلهية وتعزيز صلة الرحم والتآلف وأواصر المحبة بين أفراد المجتمع وقيم التكافل والرحمة والإحسان وتضامن الأغنياء مع الفقراء ونبذ الخلافات وتنقية القلوب والعفو بحيث يكون المسلمون رحماء ببعضهم البعض وبأنفسهم.
فالمعاني الدينية والإنسانية لعيد الأضحى المبارك تتطلب منا جميعًا أن نتذكر هذه المعاني ونحن نحتفل بعيد الأضحى هذه الأيام، وأن ننشر هذه المعاني بيننا جميعًا ونتمسك بها لأن عيد الأضحى فرصة هامة للجميع لكي يتذكر مغزى التضحية التي يقوم بها المسلمون مع قدوم العيد.
وقد تجلى الأدب الرفيع في هذه المعاني أدب نبي الله إبراهيم مع ربه وأدب نبي الله إسماعيل مع أبيه بالامتثال لإرادة الله، وأدب إسماعيل مع أبيه والامتثال لإرادة الله وأمره. لذا كان الجزاء الفداء الذي نزل من السماء وهو مغزى التضحية التي يقوم بها المسلمون في هذا العيد: "فصل لربك وانحر".
فدعوتنا لجميع مسلمي العالم أن يتذكروا هذه المعاني وأن يعملوا بها، وأن يسعوا إلى ترسيخها بين الأبناء والأحفاد، وأن يحافظوا عليها وتنتقل من المسلمين جيلًا بعد جيل لأن هذه المعاني تساعد في تكوين وتنشئة أجيال إسلامية قوية ومتماسكة ومترابطة.
وأخيرًا نقول لكل مسلمي العالم في عيد الأضحى: كل عيد وأنتم بخير، تمسكوا بمعاني دينكم الحنيف واعملوا بها، وانشروا هذه المعاني وقدموا صورة صحيحة عن الدين الإسلامي للعالم أجمع لأنه دين السماحة والاعتدال والتراحم والمحبة والألفة، ومعاني هذا الدين لا تعد ولا تحصى.