بعد توقيع 17 صفقة..
خطة المغرب للفوز بالمركز الثالث إفريقيًا في تمويل الشركات الناشئة
بعد نجاحها في توقيع 17 صفقة، تستهدف الشركات الناشئة في المغرب الحصول المركز الثالث إفريقيًا حيث تشهد بروز عدد من الصناديق الاستثمارية التي تركز على مشاريع رواد الأعمال في مجالات التكنولوجيا الحديثة وهو ما جعل البلاد تحتل المرتبة الخامسة على مستوى القارة، من حيث قيمة الصفقات الموقعة خلال العام الماضي.
المغرب يستهدف المركز الثالث إفريقيًا بتمويل الشركات الناشئة
ويرجع ذل إلى نشاط عدد من صناديق الاستثمار المهتمة بالشركات الناشئة، على رأسها "صندوق المغرب الرقمي" الذي تأسس بمبادرة من الحكومة والقطاع المصرفي وكان بمثابة اللبنة الأولى في هذه المنظومة التي باتت اليوم تضم أكثر من 10 صناديق استثمارية حكومية وخاصة.
كما نجحت الشركات الناشئة في المغرب في توقيع 17 صفقة العام الماضي بلغت قيمتها 93 مليون دولار العام الماضي بزيادة 252% على أساس سنوي بحسب تقرير تصدره منصة "بارتك" (Partech).
ومن ناحيته، يرى عمر حياني، مدير الاستثمارات بـ"صندوق المغرب الرقمي" أن المملكة بإمكانها زيادة وتيرة التمويلات المخصصة للشركات الناشئة بما يؤهلها لاحتلال المرتبة الثالثة على المستوى الأفريقي في غضون خمس سنوات.
علمًا أن جنوب أفريقيا تتصدر دول القارة في جذب الاستثمارات في الشركات الناشئة حيث بلغت صفقات التمويل التي حققتها العام الماضي أكثر من نصف مليار دولار، تليها نيجيريا بـ469 مليون دولار، و مصر بـ433 مليون دولار، وكينيا بـ335 مليون دولار.
أكبر الصناديق الاستثمارية في المغرب تستثمر بـ 44 مليون دولار
وقد استثمرت 3 من أكبر الصناديق الاستثمارية في المغرب خلال السنوات الماضية نحو 44 مليون دولار، وتعتزم مضاعفة الرقم خلال السنوات المقبلة من خلال التركيز على الشركات الناشئة في قطاعات الصحة والزراعة والصناعة، سواء المؤسسة داخلياً أو من طرف المغتربين في دول العالم.
أحد هذه الصناديق هو "صندوق المغرب الرقمي" الذي رأى النور في 2010 كأول صندوق لتمويل الشركات الناشئة في البلاد، إذ استثمر من خلال صندوقين ما مجموعه 25 مليون دولار في 26 شركة ناشئة، ويستعد حالياً لإطلاق صندوق ثالث بحجم رأس مال أكبر من الصندوقين الأول والثاني، حسبما كشف الحياني في مقابلة مع "الشرق".
ثاني الصناديق هو صندوق الإيداع والتدبير الحكومي الذي أطلق عام 2019 برنامجاً لدعم الشركات الناشئة باسم "212Founders" استثمر إجمالي 12 مليون دولار ويعتزم زيادة التمويلات أكثر. فيما قامت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية التي أسستها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، المملوكة للدولة، بإطلاق صندوق "UM6P Ventures" قبل سنوات قليلة وبلغت استثماراته 7 ملايين دولار منذ 2021، ويعتزم ضخ 50 مليون دولار في السنوات المقبلة.
ويجمع رؤساء الصناديق الاستثمارية الثلاثة في مقابلات مع "الشرق" على أن إمكانيات المغرب في مجال تمويل الشركات الناشئة أكبر مما هو محقق في الواقع. ويُلخص عمر الحياني عدم تطور هذا القطاع في ثلاثة معوقات: القوانين التي لا تُسهل إنشاء شركات ناشئة في قطاعات التكنولوجيا المالية والتأمين والصحة، وضعف الاستفادة من الصفقات الحكومية وعدم الإقبال على خدمات هذه الشركات من طرف الدولة، إضافة إلى تواضع حجم السوق المحلية.
بدوره يحاول صندوق "يو إم 6 بي فنتشرز" أن يركز على دعم الشركات الناشئة العاملة في التكنولوجيات العميقة المرتبطة بقطاعات حيوية مثل الزراعة والكيمياء والصحة والتكنولوجيا الخضراء والتحول الرقمي عبر العالم، حيث ذكر رئيسها التنفيذي ياسين لغزيوي أن الهدف هو دعم الشركات التي ستوفر التكنولوجيات الكفيلة بتحقيق السيادة في القارة الأفريقية.