اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

رئيس التحرير يكتب: غزة وأمريكا بين المراوغة والحسم

الكاتب الصحفي محمود نفادي
الكاتب الصحفي محمود نفادي

بقلم

محمود نفادي

منذ اندلاع حرب إسرائيل على غزة، وهي الحرب البربرية والوحشية التي أوقعت أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني نصفهم من الأطفال والباقي من الشيوخ والنساء. وحتى الآن وعلى مدار تسعة أشهر، والولايات المتحدة الأمريكية من خلال إدارة بايدن الديمقراطية تتبع أساليب معروفة دوماً عن السياسات الأمريكية وهي أساليب المراوغة وليست الحسم.

فإدارة بايدن منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب وهي تتخذ مواقف المراوغة وليس الحسم، تحمل في كل قرار المعنى وعكسه، تقدم إدارة بايدن باليمين ثم تأخذ بالشمال، فهي تارة ترسل وزير الخارجية إلى منطقة الشرق الأوسط في جولات مكوكية وتارة أخرى ترسل بيرنز مدير المخابرات الأمريكية من أجل التوصل إلى هدنة أو صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحماس.

وفي كل مرة يظهر للجميع أن أمريكا تتخذ مواقف المراوغة وليس الحسم، حتى داخل الأمم المتحدة نجد أن الإدارة الأمريكية تتخذ نفس المواقف وهي المراوغة، فتارة تستخدم الفيتو ضد قرارات حاسمة تهدف إلى وقف هذا العدوان ووقف إطلاق النار، وتارة أخرى تقدم مشروعات قرارات لا تؤدي إلى وقف إطلاق النار وإجبار إسرائيل على ذلك.

فالإدارة الأمريكية من الواضح أنها لو أرادت أن تحسم هذه الحرب ويتم وقف إطلاق النار ووقف آلة القتل الأمريكية التي تستخدمها إسرائيل ضد أبناء غزة لفعلت ذلك بسهولة، ولكنها تستخدم أسلوب المراوغة.

والدليل أن الولايات المتحدة أوقفت شحنة قنابل شديدة الانفجار لإسرائيل ليس حباً في أبناء غزة ولكنه خوفاً من استخدامها في الإضرار بالمدنيين، بينما يضغط الكونجرس حالياً لتمرير أكبر صفقات سلاح لإسرائيل بقيمة 18 مليار دولار.

وهكذا يتضح للعالم أجمع ولدول الشرق الأوسط بصفة خاصة أن سياسة المراوغة الأمريكية هي السياسة المتبعة حالياً في التعامل مع حرب إسرائيل على غزة وليست سياسة الحسم.

وبالتأكيد فإن سياسة المراوغة الأمريكية سوف تستمر ربما لعدة أسابيع أو شهور حتى تتأكد الولايات المتحدة من انتهاء إسرائيل من تنفيذ جميع أهدافها من شن هذه الحرب على المدنيين العزل في غزة.

وبعدها ربما تتخلى عن سياسة المراوغة إلى سياسة الحسم، وفي هذه الحالة تكون غزة ليست قابلة للحياة على أرضها ويكون عدد الشهداء قد فاق الـ 100 ألف شهيد.

ووقتها يتضح للجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية ستظل على مواقفها المعروفة منذ أن ظهرت كقوة عظمى وكحليف أول لإسرائيل وضمان أمنها وبقائها. ونفس المواقف تستخدمها حالياً بالنسبة لاتجاه إسرائيل لتصعيد الموقف على الحدود اللبنانية فهي أيضاً تستخدم نفس سياسة المراوغة وليس الحسم.

لابد من إدارة بايدن أن تراجع مواقفها وأن تتخذ الحسم لإنهاء حرب غزة بدلاً من سياسة المراوغة التي كانت سبباً رئيسياً في قيام إسرائيل بهذا العدوان البربري والوحشي على أبناء غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ. فهل تفعلها إدارة بايدن قبل أن ترحل؟

موضوعات متعلقة