مجلس حكماء المسلمين يُقدِّم حلولًا لحماية الدول من الصراعات
شارك مجلس حكماء المسلمين في مؤتمر القيادة العالمية للسلام، الذي انعقد في العاصمة الكينيَّة نيروبي بحضور عددٍ كبيرٍ من القيادات الإفريقية والمفكِّرين والخبراء من جميع أنحاء العالم.
وقال الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، في كلمته التي ألقاها نيابةً عنه أداما ديانج، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا ومستشار مجلس حكماء المسلمين، إنَّه في ظل ما يواجه عالمنا اليوم من تحدياتٍ وصراعاتٍ وحروبٍ وتصاعد خطابات الكراهية والعنصرية والتعصب والتمييز، فإننا بحاجة ملحَّة إلى العودة لتعاليم الأديان التي تدعو إلى الحفاظ على الأرواح، والعيش معًا في سلامٍ ووئامٍ، واحترام الآخرين، وتعزيز التَّسامح والتفاهم المتبادل بين الأمم والشعوب.
وأعرب عن أهمية تعميق التَّرابط بين القيم الإفريقية واستراتيجيات التَّنمية الاقتصادية، مؤكدًا أهمية ثقافة أوبونتو، التي تعني «أنا موجودٌ لأنك موجود»، لتعزيز نهج أكثر شمولًا وتركيزًا على الإنسان، مما يؤدِّي إلى دفع النمو الاقتصادي المستدام وتمكين المجتمع من أجل نهضة إفريقيَّة مزدهرة.
وأوضح أنَّ هناك حاجةً ملحَّةً لتطوير ثقافة لا تقتصر فقط على حماية حقوق الإنسان وكرامته، بل تتعمَّق في تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية وترسيخها؛ بحيث تكون هذه الثقافة شاملة ومستدامة، لافتًا إلى أنَّ هذه الرؤية أحد أبرز الأهداف التي يسعى مجلس حكماء المسلمين لتحقيقها من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات والمنظَّمات في العالم وإفريقيا، بما في ذلك الفاعلون في المجتمع المدني والقادة السياسيون وقادة الأديان ورموزها، داعيًا إلى مضاعفة الجهود الرَّامية لإيجاد حلولٍ تُسهِمُ في نشر ثقافة الحوار وتعزيزها وقيم التسامح والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب المختلفة، وغيرها من التدابير التي تعزز السلام والاستقرار في العالم أجمع.
يُذكرُ أن مؤتمر القيادة العالمية للسلام، الَّذي عقد في نيروبي، ركَّزَ على إشراك صناع السياسات والمعلمين وقادة الأديان والمسؤولين الحكوميين وكافة المعنيين لبحث سُبل تعزيز النهضة الإفريقيَّة من خلال الاعتماد على التراث الفريد للقارَّة وقوة روحانيتها وقيمها التقليدية؛ بالإضافة إلى مناقشة آليات تعزيز التعاون البنَّاء والشراكات بين القارات، وترسيخ مفهوم المواطنة العالمية الأخلاقية، ودعم جهود بناء السلام والتنمية المستدامة.