انطلاق مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي للهجرة بالجامعة العربية
بدأ منذ قليل مؤتمر الاستعراض الإقليمي الثاني للاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية في المنطقة العربية بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية. حضر المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وعبد الحميد الدبيبة رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية المكلف الليبي، وأيمي بوب منسق شبكة الأمم المتحدة للهجرة والمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة، ورولا دشتي وكيلة الأمين العام والأمينة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا).
في كلمته، أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن هذا المؤتمر يُعقد بعد ستة أعوام من اعتماد الاتفاق العالمي في مراكش عام 2018. وأعرب عن سعادته باستضافة الجامعة العربية لهذا المؤتمر لأول مرة حضورياً، مشيدًا بمستوى التلبية العالية لهذه الدعوة، مما يعكس الاهتمام الكبير بموضوع الهجرة والدعم المستمر لعملية استعراض الاتفاق في المنطقة العربية.
أوضح أبو الغيط أن الهجرة من وإلى المنطقة العربية تشكل جزءًا هامًا من الهجرة العالمية، وتسهم في تشكيل الواقع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة وجوارها والعالم ككل. وأشار إلى أن المنطقة العربية تستضيف ما يُقدر بـ 41.4 مليون مهاجر ولاجئ، وتُعد منشأً لنحو 32.8 مليون مهاجر ولاجئ. وأضاف أن المنطقة العربية تعاني من تحديات عديدة زادت حدتها في العقدين الأخيرين، مما أثر بشكل كبير على عملية التنمية وأدى إلى زيادة العوامل الدافعة للهجرة، بما في ذلك هجرة العقول والكفاءات، والهجرة غير النظامية وما يرتبط بها من مخاطر كبيرة مثل الاتجار بالبشر.
كما أضاف أبو الغيط أن تغير المناخ أصبح دافعًا قويًا للتنقل البشري، حيث تتأثر المنطقة العربية بشكل مباشر بالتهديدات الكبيرة للتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية. وأشار إلى تزايد الوعي العربي والعالمي بالمسائل المتعلقة بالهجرة البيئية خلال العقد الماضي، وانعكاس ذلك في الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية. وأشاد بالجهود والمبادرات العربية المقدرة خلال الدورتين السابقتين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ التي عُقدت في مصر والإمارات.
من ناحية أخرى، أعرب أبو الغيط عن قلقه إزاء المصاعب التي يواجهها المهاجرون من المنطقة العربية إلى الخارج في الفترة الأخيرة، مثل التعرض للعنصرية والتمييز والإسلاموفوبيا، مما يزيد من صعوبة اندماجهم في المجتمعات الجديدة. وأكد أن الحروب كانت دائمًا دافعًا رئيسيًا للهجرة، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية عانت من حروب وصراعات أدت إلى ارتفاع أعداد المهاجرين والنازحين.
وأكد أبو الغيط على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته تجاه ما يحدث في قطاع غزة وباقي الأراضي المحتلة منذ تسعة أشهر، مشيرًا إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير وترويع وحصار وتجويع. ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لحماية الشعب الفلسطيني وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري لعدوانها ضد المدنيين.
واختتم أبو الغيط كلمته بالتأكيد على أهمية معالجة الأسباب الجذرية للهجرة واللجوء، وربط الهجرة بالتنمية من خلال تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في المجالين الإنساني والإنمائي. وأعرب عن تطلعه لنجاح هذا المؤتمر في خلق واقع جديد يراعي مصالح الجميع، ويحترم حقوق المهاجرين ويساعدهم على المساهمة الكاملة في التنمية المستدامة في جميع البلدان.