بعد استهداف داعش لمسجد في سلطنة عمان.. معلومات عن مسجد الوادي الكبير ؟
أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي، مسؤوليته عن الهجوم على مسجد في سلطنة عمان تسبب في مقتل تسعة أشخاص بينهم شرطي وثلاثة مهاجمين وإصابة ما يزيد على 28 آخرين.
وقال "داعش" في بيان "ثلاثة انغماسيين من داعش هاجموا ليلة الاثنين، تجمعا للشيعة أثناء ممارسة طقوسهم السنوية عند معبد لهم بمنطقة الوادي الكبير بالعاصمة".
وأضاف أن "الهجوم أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 30 شيعيا وخمسة من القوات العمانية بينهم ضابط في الشرطة".
وأسفرت الحادثة حسبما نقلت وكالة الأنباء العمانية عن "وفاة خمسة أشخاص ومقتل أحد رجال الشرطة ومقتل الجناة الثلاثة إضافة إلى إصابة 28 شخصا من جنسيات مختلفة بينهم 4 أشخاص أثناء تأدية واجبهم الوطني من رجال الشرطة ومنتسبي هيئة الدفاع المدني والإسعاف تم نقلهم إلى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج، وتتواصل عمليات التحري والبحث والتحقيقات في ملابسات الحادثة".
وشددت الشرطة العمانية على "ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات للمعلومات الصادرة من الجهات غير الموثوقة".
فما هو مسجد الوادي الكبير في عُمان؟
في قلب مدينة مسقط، تتربع على أحد تلال الوادي الكبير، معلمٌ ديني عريق يشهد على امتداد تاريخ عُمان الإسلامي والثقافي، هذا المسجد الذي يعود بناؤه إلى عصور قديمة، يُعد واحدًا من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في السلطنة، حاملاً في طياته قصصًا وروايات تنم عن حضارة وإرث عمانيين أصيل.
يرجع بناء مسجد الوادي الكبير إلى العصور القديمة، حيث شهد عبر السنين عدة مراحل من التجديد والتوسعة، يتميز تصميمه المعماري بالطابع الإسلامي التقليدي، حيث تبرز على جدرانه النقوش والزخارف الإسلامية الجميلة التي تعكس براعة الحرفيين العمانيين عبر التاريخ.
يتألف المسجد من قاعة صلاة واسعة، إلى جانب مئذنة شاهقة تُعد من أبرز معالمه البارزة، كما يضم فناءً داخليًا محاطًا بأروقة مزينة بالأقواس التقليدية، مما يضفي عليه جمالاً وروحانية فريدة.
لا يقتصر دور مسجد الوادي الكبير على كونه مكانًا للصلاة فحسب، بل يُعد مركزًا رئيسيًا للتجمعات الدينية والثقافية في المنطقة، فهو يستضيف العديد من الفعاليات الدينية مثل حلقات الذكر والدروس الفقهية والندوات الثقافية، كما يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أهالي المنطقة، حيث يتجمع الناس فيه لتبادل الأخبار والمشاركة في المناسبات الاجتماعية.
يعكس مسجد الوادي الكبير التراث الإسلامي الغني والتقاليد العُمانية الأصيلة. من خلال تاريخه الطويل، ساهم المسجد في نشر العلم والمعرفة الإسلامية، كما كان شاهدًا على العديد من الأحداث التاريخية الهامة في عُمان.
تحرص السلطات المحلية والمجتمع العُماني على الحفاظ على مسجد الوادي الكبير وصيانته بشكل دوري. وذلك لضمان استمرارية دوره كمركز ديني وثقافي للأجيال القادمة، مع الحفاظ على طابعه الأثري والمعماري الفريد.
يُعتبر مسجد الوادي الكبير في عُمان واحدًا من الشواهد البارزة على التراث الإسلامي والعُماني.
بفضل تاريخه العريق وتصميمه المعماري الفريد، يبقى المسجد رمزًا للحضارة الإسلامية ومركزًا للتجمعات الدينية والثقافية، مما يعزز دوره كموقع تاريخي وروحاني في قلب المجتمع العُماني.