اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

إفريقيا في قفص الإرهاب.. داعش والقاعدة يتنافسان على خلافة الظلام

داعش والقاعدة في أفريقيا
داعش والقاعدة في أفريقيا

في ظل الأحداث الدامية التي تدور في السودان وظهور “الجماعات الإسلامية” هناك، ومساعي تنظيم “القاعدة” للانتقال في السودان ليجعل منه مركزاً للإرهاب العالمي، يظهر الحديث عن زعيم صومالي لتنظيم “داعش” الإرهابي، والمطالبة بالهجرة إلى إفريقيا، مما يوحي بمطامع للجماعات المسلحة في القارة السمراء، وترتيباتها لنقل مركزيتها إلى الدول الإفريقية واستغلال الحالة المتواترة والوضع المتردي الذي تعانيها هذه الدول.

وتمثّل إفريقيا بما بها من صحراء شاسعة وفقر مدقع وترهل أمني وصراعات، بيئة جيدة للجماعات الإرهابية، وخطر كبير على المجتمع الدولي، حيث يمكن للجماعات الإرهابية السيطرة على هذه المنطقة والانطلاق منها لترتيب عمليات دولية عديدة. والأخطر من هذا تواجد جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم “القاعدة” بجوار تنظيم داعش في الصحراء الكبرى التابع لتنظيم “داعش” الإرهابيين.

ذكرت وكالة “إن بي أس نيوز” الأميركية أن القيادة الأميركية في إفريقيا أصدرت بياناً في 31 مايو قالت فيه إنها نفّذت غارة جوية ضد مسلحي “داعش” في منطقة نائية على بعد 81 كيلومترا (50 ميلاً) جنوب شرق بوساسو في الصومال، وقتلت ثلاثة مسلحين. لكن بيان “أفريكوم” لم يذكر مَن كانت الولايات المتحدة تستهدفه أو مَن قُتل، بينما ذكرت “أفريكوم” أنه لم يُقتل أي مدنيين في الضربة.

ونقلت الوكالة عن ثلاثة مسؤولين أميركيين في الجيش الأميركي، أن هناك عملية عسكرية نُفّذت في الصومال لاستهداف زعيم تنظيم “داعش” في الصومال، عبدالقادر مؤمن. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الإدارة الأميركية أن عبد القادر مؤمن، هو زعيم تنظيم “داعش” في الصومال، أكد خبيران أنه يتولى منذ العام الماضي زعامة التنظيم العالمي.

وقناة “فـضائح عباد البغـدادي” قناة دعائية أيضاً لا يمكن الجزم بكل ما تنشره أو النقل عنها دون إثبات- وحري بالصحفي المدقق أو الباحث الجاد أن يشك ولو لمرة في أي معلومة قبل أن يقرأها- والقناة وكذلك أفراد ومنصات أخرى كانت تتلقى جزءًا كبيراً من معلوماتها ووثائقها، من أبـو مارية القحطاني، والأخير كان يحصل على معلومات ووثائق من المداهمات التي تتم لخـلايا “داعـش” في إدلب وما حولها، فضلًا عن بعض المعلومات من التحالف- وهذه مفارقة في حد ذاتها- وبمـقـتـله خسرت القناة موردها الأهم، ولذا حريٌّ بمن يعتمدون عليها أن يعيدوا النظر في ما تورده من معلومات، بما في ذلك معلومة عبد الـقـادر مؤمن، وزعمها أن المتحدث الرسمي لـ” داعـش” أبو حـذيفة الأنـصـاري من اليمن أو يقيم فيها.

وأردف سلطان أن أبـو حـفـص الهاشمي، كنية جديدة لقيادي جهادي قديم، ولا تتوافر عنه معلومات كافية لجهات عديدة بما في ذلك أجهزة استخبارات تتابع وتتعقب التـنـظـيم، ويمكن أن يكون الإعلان الأخير ضمن محاولات التعرّف عليه بمعنى أن تسريب المعلومة نفسها متعمّد ومقصود حتى يلجأ التنظيم لكشف أي معلومة عنه وبالتالي يتم التأكد من هويته وربما استهدافه أيضاً.

حسب ما يذكر التقرير الذي تقدّمه شبكة “إن بي سي نيوز” الأميركية، فإن قادة “داعش” ينظرون إلى إفريقيا باعتبارها “مكاناً يجب عليهم الاستثمار فيه، خاصة في ظل التركيز الأميركي على العراق وسوريا، حيث يكونون أكثر تساهلاً وقادرين على العمل بشكل أفضل وأكثر حرية، وهم يريدون توسيع خلية داعش هناك. لذلك فقد جلبوا الخليفة إلى تلك المنطقة”، وبحسب ما نقلت الوكالة عن المسؤول الدفاعي الكبير، فإن الخلايا في جميع أنحاء إفريقيا توسّعت بسبب التوجيه الاستراتيجي من قيادة “داعش”.

وبحسب المسؤول، فإن مقاتلي “داعش” في الصومال يعملون بشكل أكثر فعالية في بعض النواحي مقارنة بالشبكات الإرهابية الأخرى العاملة في البلاد، بما في ذلك التهرّب من مكتب “التحقيقات الفيدرالي” و”الإنتربول” ومشاركة تكتيكاتهم وتقنياتهم وإجراءاتهم مع بعضهم البعض، مثل التمويل.

ووفق ما ذكر في تقرير الثامن عشر للأمم المتحدة في يناير الماضي عن التهديد الذي يمثله تنظيم “داعش” الإرهابي من تهديد على الأمن والسلام الدوليين، فإن الخلايا الإرهابية التابعة للتنظيمات الإرهابية المختلفة نشطة في إفريقيا أكثر من أي منطقة أخرى، بل إن نشاطها قليل نسبياً عما هو عليه في بلدان الشرق الأوسط، فـ “تنظيم الدولة الإسلامية” في الصحراء الكبرى التابع لتنظيم “داعش”، يتحرك بحرية نسبية في غرب إفريقيا، وقد أعربت الدول عن تخوّفها من احتمال زيادة الهجمات في المستقبل.