تنظيم داعش في 2024.. تصعيد ميداني ومستقبل غامض في سوريا
مع اقتراب نهاية عام 2024، لا يزال تنظيم "داعش" يواصل تأكيد حضوره وتواجده في الأراضي السورية، رغم إعلان التحالف الدولي هزيمته في مارس 2019. وعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والتحالف الدولي، وكذلك العمليات العسكرية المحدودة التي ينفذها النظام السوري والطائرات الروسية، فإن التنظيم أظهر قدرة على التوسع والنشاط من خلال عمليات تصعيدية مستمرة.
العمليات التصعيدية في 2024
حسب تقرير للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذ التنظيم حوالي 500 عملية في مناطق متعددة بسوريا، معظمها في مناطق سيطرة قوات "قسد" وفي البادية السورية. تهدف هذه العمليات إلى إثارة الفوضى وإظهار أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا حقيقيًا في المنطقة. خلال العام 2024، نفذ التنظيم 227 عملية في البادية الس
التصعيد في البادية السورية
التنظيم لا يزال يتواجد على مساحة واسعة في البادية السورية، التي تمتد على حوالي 4000 كيلومتر مربع. عمليات التنظيم في هذه المنطقة كانت مركزة في مثلث حلب-حماة-الرقة وبادية حمص الشرقية وبادية دير الزور. ورغم العمليات الأمنية المكثفة من قبل النظام والطائرات الروسية، استمر التصعيد بشكل ملحوظ مقارنة بعام 2023.
نشاط التنظيم في مناطق "قسد"
في مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، نفذ التنظيم 165 عملية خلال العام 2024، استهدفت مدنيين وعناصر عسكرية عبر التفجيرات والاغتيالات. أسفرت هذه العمليات عن مقتل 120 شخصًا، بينهم 30 مدنيًا و77 عنصرًا من "قسد" وقوى الأمن الداخلي. وعلى الرغم من الحملات الأمنية الدورية التي شنتها قوات "قسد" والتحالف الدولي، فإن التنظيم استمر في استغلال الثغرات الأمنية لتوسيع نطاق عملياته.
الضغوط الاقتصادية والتمويل
على جانب آخر، كثف التنظيم من ضغوطه الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد"، حيث فرض الإتاوات على التجار ومستثمري النفط تحت مسمى "زكاة السلطانية". بلغت حصيلة هذه الإتاوات نحو 616 ألف دولار خلال العام، مما يساهم في دعم نشاط التنظيم المالي.
خسائر التنظيم
رغم نشاطه المتزايد، تكبد التنظيم خسائر كبيرة في صفوفه، حيث فقد 117 من عناصره وقياداته جراء استهدافات جوية وبرية من قبل القوات الروسية والنظام السوري وقوات "قسد". ورغم هذه الخسائر، يبقى التنظيم قادرًا على شن هجمات وعمليات إرهابية، مما يشكل تحديًا مستمرًا للقوات المحلية والدولية.
الملف الإنساني والمختطفين
على الرغم من مرور 69 شهرًا على إعلان هزيمة التنظيم كقوة مسيطرة، لا يزال مصير آلاف المختطفين، بمن فيهم شخصيات بارزة مثل الأب باولو دالوليو والمطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، مجهولًا. هذا الملف الإنساني يشكل مصدر قلق بالغ ويبرز تقاعس المجتمع الدولي في إيجاد حلول فعالة لهذه القضية.
من خلال هذه التطورات، يظهر أن تنظيم "داعش" لا يزال يشكل تهديدًا مستمرًا في سوريا، رغم خسائره الميدانية، مما يستدعي تكثيف الجهود الدولية والمحلية للقضاء على نشاطاته ومحاسبته على انتهاكاته الإنسانية.