داعش في صعود مجدد.. تهديدات جديدة في قلب سوريا وسط مخاوف من هروب جماعي من السجون
قال تقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطانية إن تنظيم داعش في صعود مجدد في سوريا، وسط تزايد المخاوف من عملية هروب كبيرة لمقاتلي التنظيم من السجون في شمال شرق البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أن رغم الاحتفالات التي يشهدها السوريون بحريتهم المكتشفة حديثًا بعد عقود من حكم النظام، إلا أن هناك قلقًا متزايدًا تحت السطح، حيث يترقب مقاتلو داعش فرصة سانحة لإعادة بناء صفوفهم وشن هجمات جديدة.
وأفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن "الخطر الأكبر الذي نراه هو عودة داعش، إذ يسعى التنظيم للاستفادة من أي فراغ أو عدم استقرار في سوريا بعد سنوات من الحرب الأهلية". وفي هذا السياق، اتخذت الولايات المتحدة إجراءات بالتحرك العسكري، حيث قتلت أحد قادة داعش، المدعو أبو يوسف، في "ضربة دقيقة" بحلول يوم الجمعة الماضية.
وأكدت الصحيفة أن تنظيم داعش عاد للظهور في سوريا خلال العام الماضي بشكل مثير للقلق، خاصة بعد أن حولت الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط الأنظار بعيدًا عن سوريا. وبينت أن قدرة التنظيم على شن حوالي 700 هجوم في سوريا هذا العام فقط، أي بزيادة ثلاثة أضعاف عن العام السابق، تمثل دليلاً على عودة التنظيم بقوة.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم داعش ينشط في صحراء البادية الوسطى، حيث ينظم خلايا نائمة، ويشن هجمات مفاجئة وكمائن مميتة، بالإضافة إلى اغتيال زعماء القبائل والعشائر السورية الذين يعارضونهم. ورغم عودته، لا يزال التنظيم بعيدًا عن حجم قوته السابقة عندما كان يحكم دولة توازي حجم بريطانيا، ويشمل أكثر من 10 ملايين شخص تحت سيطرته.
أما عن الوضع الحالي، فقد أشارت الصحيفة إلى أن داعش لا يزال يضم ما يقرب من 2500 مقاتل بين سوريا والعراق، وهو رقم مرشح للزيادة مع تجنيد أعضاء جدد وزيادة حملات الدعاية للاستفادة من الفوضى المستمرة في سوريا.
وتابعت الصحيفة أن الوضع في شمال شرق سوريا يعد الأكثر إلحاحًا، حيث يُحتجز نحو 9 آلاف مقاتل من داعش بالإضافة إلى أكثر من 40 ألفًا من عائلاتهم، بينهم نساء وأطفال، في معسكرات ومراكز احتجاز تحت حراسة قوات سوريا الديمقراطية الكردية. ومع استمرار الصراع بين قوات سوريا الديمقراطية و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، قد يؤدي التصعيد إلى سحب هذه القوات من مناطق السجون، مما يهدد بحدوث عملية هروب كبيرة لمقاتلي داعش من السجون.
وفي ظل هذه المخاوف، حذرت الصحيفة من أن هجومًا شاملًا على السجون ومراكز الاعتقال من قبل داعش قد يكون مسألة وقت فقط. وطالبت إدارة الرئيس الأمريكي الجديد بوضع استراتيجية لمواجهة هذا التهديد المتزايد، لضمان عدم تمكين داعش من إعادة تجميع صفوفه، مما يهدد بزعزعة استقرار سوريا ويجرها إلى مزيد من الفوضى.