كوباني على شفير المواجهة.. فشل الهدنة وتعزيزات عسكرية تهدد الاستقرار
تشهد مدينة عين العرب (كوباني) في شمال شرق سوريا توتراً متصاعداً، إثر فشل الهدنة المؤقتة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والفصائل المسلحة الموالية لتركيا، التي انتهت دون التوصل إلى اتفاق تسوية شامل رغم الوساطة الأمريكية.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الهدنة التي استمرت أربعة أيام، انتهت يوم الإثنين دون تحقيق تقدم، حيث رفضت الفصائل الموالية لتركيا تنفيذ البنود الرئيسية التي كانت تتضمن نقل الأسرى ومقاتلي مجلس منبج العسكري والمدنيين الرافضين للبقاء إلى مناطق آمنة، وحل قضية ضريح سليمان شاه وإعادته إلى موقعه السابق، إلى جانب انسحاب قسد وعائلاتها من مدينة منبج وريفها.
ورغم عقد اجتماعات مكثفة مع وفد من الفصائل الموالية لتركيا، باءت جهود الوساطة الأمريكية بالفشل، حيث رفضت الفصائل دخول قوافل إنسانية تابعة للهلال الأحمر الكردي و"الإدارة الذاتية" لإجلاء العالقين والأسرى، فضلاً عن إخراج جثامين القتلى.
في وقت لاحق، وعلى خلفية فشل الهدنة، دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى المناطق المحاذية لكوباني، شملت أسلحة ثقيلة وعربات مصفحة، مع رفع حالة التأهب العسكري للقوات التركية على الحدود القريبة من المدينة. كما أشار المرصد إلى إصرار تركيا على بناء قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من سد قره قوزاق، وهو ما يهدف إلى توسيع وجودها العسكري في المنطقة وتعزيز نفوذها الاستراتيجي.
وتتزامن هذه التحركات مع خطة الفصائل الموالية لتركيا لتوسيع سيطرتها باتجاه مدينة الطبقة وبلدة صرين، مما ينذر بمواجهة مباشرة مع قوات سوريا الديمقراطية.
وفي خطوة لافتة، رفعت القوات الأمريكية العلم الأمريكي في مدينة كوباني، في رسالة تحذير لتركيا بعدم السماح بشن هجوم على المدينة. هذا التحرك يعكس المخاوف من تصاعد الصراع العسكري، في وقت حساس قد يؤدي إلى تغيير ملامح الاستقرار الهش في شمال سوريا.
من القضايا العالقة التي أسهمت في فشل التسوية، تبرز مسألة ضريح سليمان شاه، الذي نُقل في وقت سابق إلى قرية أشمة بريف كوباني بسبب معارك ضد تنظيم "داعش". تركيا تسعى الآن لإعادته إلى موقعه السابق في قره قوزاق، لكن الشروط التركية لتوسيع مساحة الضريح قوبلت برفض قسد.
تتمتع مدينة كوباني بموقع استراتيجي على الحدود السورية-التركية، وقد لعبت دوراً مهماً في صد هجمات "داعش" عام 2015، مما جعلها محط أنظار إقليمية ودولية.
ومع دخول الهدنة يومها الأخير دون اتفاق، يُتوقع أن يكون اليوم حاسماً في تحديد مصير الوضع الأمني شمال شرق سوريا، وسط تصاعد التحركات العسكرية ورفض البنود المفروضة من الطرفين، مما يهدد باندلاع مواجهة قد تؤدي إلى صراع مفتوح.