الجولاني يكشف عن خطة الانتقال السياسي في سوريا.. دستور جديد وانتخابات بعد ثلاث سنوات
كشف القائد العام للإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبومحمد الجولاني"، عن أبرز ملامح المرحلة السياسية المقبلة في سوريا، مؤكداً أن التحضير لإعداد دستور جديد للبلاد قد يستغرق نحو ثلاث سنوات. وفي مقابلة حصرية مع قناة "الحدث" يوم الأحد، أضاف الجولاني أن إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة يتطلب أيضاً ما لا يقل عن أربع سنوات، مشيراً إلى أن أي انتخابات سليمة في سوريا يجب أن تشمل إحصاء سكانياً شاملاً، وهو ما يحتاج إلى وقت طويل.
وأعرب الجولاني عن أمله في أن يكون مؤتمر الحوار الوطني المرتقب بمثابة نقطة انطلاق لجميع مكونات المجتمع السوري، قائلاً: "سيتم تشكيل لجان متخصصة في المؤتمر، الذي سيكون جامعاً لجميع الأطراف، وسيشهد تصويتاً حاسماً بشأن المسائل الأساسية المتعلقة بالمستقبل السياسي للبلاد".
وفي رده على الانتقادات التي طالت التعيينات في الحكومة الانتقالية الحالية، التي وصفها البعض بأنها "من لون واحد"، أكد الجولاني أن هذه التعيينات كانت ضرورية لضمان الانسجام بين السلطات الجديدة في هذه المرحلة الحساسة، نافياً أن يكون الهدف منها إقصاء أي طرف. وأوضح أن "المحاصصة في هذه المرحلة كانت ستؤدي إلى تدمير العملية الانتقالية"، مشيراً إلى أن التنسيق بين القوى كان من الأولويات.
وأوضح الجولاني أيضاً أن "تحرير سوريا من القوى الخارجية يضمن أمن المنطقة والخليج لعقود قادمة". كما جدد تأكيده على أن السلطة الجديدة ستدير البلاد بعقلية الدولة، مشيراً إلى أن "سوريا لن تكون مصدر إزعاج لأحد في المستقبل".
وحول الأزمة في شمال شرق سوريا، أشار الجولاني إلى أن الإدارة الحالية بصدد التفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بهدف حل الأزمة وضمان انضمام الأكراد لاحقاً إلى القوات المسلحة الحكومية، مؤكداً أن الأكراد جزء لا يتجزأ من الشعب السوري وأن البلاد ستظل موحدة.
وفيما يتعلق بالوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، أعرب الجولاني عن أمله في أن تسهم الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في رفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أن هذا سيساهم في إعادة بناء البلاد. وأضاف أن "الوجود الروسي في سوريا يمثل جزءاً أساسياً من المصالح الاستراتيجية لدمشق"، وأكد على أهمية العلاقات مع موسكو.
وفيما يتعلق بإيران، دعا الجولاني القيادة الإيرانية إلى "إعادة النظر في تدخلاتها في المنطقة"، معبراً عن أمله في أن تلعب إيران دوراً إيجابياً يسهم في استقرار المنطقة.
تأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس بالنسبة للبلاد، حيث تشير الأوضاع الحالية إلى محاولات لإعادة بناء المؤسسات السورية وإنهاء سنوات من الحرب والصراع.