تقرير الأمم المتحدة يتناقض مع ادعاء باكستان بشأن اعتقال أحد مساعدي بن لادن
تناقض تقرير للأمم المتحدة صدر في وقت سابق من هذا الشهر الادعاءات بشأن الطريقة والوقت الذي اعتقلت فيه السلطات الباكستانية أحد أهم مساعدي أسامة بن لادن.
وكانت السلطات الباكستانية قد أعلنت الأسبوع الماضي اعتقال أمين محمد الحق سام خان، المعروف أيضا باسم الدكتور أمين، والذي وصفته بأنه مساعد مقرب من أسامة بن لادن، العقل المدبر لأعنف هجوم إرهابي في الولايات المتحدة، هجمات 11 سبتمبر.
ولكن التقرير الخامس عشر الذي أعده فريق مراقبة تنظيم القاعدة، والذي قدمه إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الثامن من يوليو، أعطى صورة مختلفة. فقد أشار التقرير إلى أن الاعتقال لم يكن نتيجة لعملية استخباراتية معقدة، بل كان إجراء روتينيا لأمن الحدود.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، تم اعتقال سام خان بتهمة "حيازة أسلحة بشكل غير قانوني أثناء عبوره من أفغانستان إلى باكستان في مارس 2024". كما أشار تقرير الأمم المتحدة إلى أن الاعتقال حدث قبل 4 أشهر.
وزعمت إدارة مكافحة الإرهاب في البنجاب في باكستان أن الاعتقال جاء نتيجة لعملية كبرى نفذتها القوات الخاصة التابعة للإدارة. ووصفت إدارة مكافحة الإرهاب في بيانها الأسبوع الماضي الاعتقال بأنه إنجاز كبير.
ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن عثمان أكرم جوندال نائب رئيس جهاز مكافحة الإرهاب قوله "في تطور غير مسبوق، تم اعتقال أمين الحق، أحد كبار زعماء تنظيم القاعدة، وهو أحد المقربين من أسامة بن لادن، من قبل جهاز مكافحة الإرهاب خلال عملية استخباراتية". ووفقاً لجهاز مكافحة الإرهاب، تم اعتقاله في بلدة ساراي علمجير في ولاية جوجرات.
ويثير هذا التطور العديد من التساؤلات حول سبب إخفاء باكستان للأمر، وهو ليس بالأمر الجديد. فما زال الوضع الحالي للإرهابيين المدرجين على قائمة الأمم المتحدة مثل حافظ سعيد ومسعود أظهر غير معروف في البلاد، على الرغم من تورطهم في هجمات إرهابية في الهند. وكان حافظ سعيد مطلوبًا من قبل الهند لسنوات وهو العقل المدبر لهجمات مومباي عام 2008، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصًا.
وقال مصدر لقناة الغد، إن أمين الحق، وهو مواطن أفغاني، كان مقربًا من الشيخ يونس خالص، زعيم الحزب الإسلامي في أفغانستان، وكان يقوم بدور منسق العلاقات الخارجية له.
واعتقل أمين الحق في لاهور بباكستان أوائل يناير من عام 2008، وأطلق سراحه من الحجز الباكستاني بعد ذلك لعدم كفاية الأدلة.
وقال المصدر إن أمين الحق ساعد زعيم تنظيم القاعدة في تهريب أسامة بن لادن من القوات الأميركية إلى جبال تورابورا ثم اختفى بعدها ولم يظهر إلا في عام 2021 عندما عاد إلى أفغانستان عقب سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم في البلاد.
وأضاف المصدر أن أمريكا كانت تضعه على قائمة المطلوبين، ظنًا منها أنه يعلم مكان اختفاء بن لادن وأنه لا يزال على تواصل معه، وذلك عقب اختفائه بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان.
وذكر المصدر أن أمين الحق كان يتحدث العربية بطلاقة ومقربًا من أسامة بن لادن.
وظهر أمين الحق في مقطع فيديو منتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يرصد عودته إلى مسقط رأسه في إقليم ننغرهار جنوب شرقي أفغانستان تحت حراسة، حيث ظهرت السيارات المصفحة المثبت عليها أجهزة تشويش وبرفقتها سيارات نقل تحمل مقاتلين مدججين بالسلاح.