عضو بـ”العالمية لخريجي الأزهر” لأئمة ليبيا: المسلم الحق لا يكفر أحدًا من أهل القبلة
ألقى الدكتور محمد البيومي - عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع الزقازيق، محاضرة تحت عنوان "أهل السنة والجماعة" لأئمة وواعظات ليبيا، تأتي المحاضرة ضمن الدورة التدريبية التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
قال الدكتور محمد البيومي إن المسلم الحق هو من يجمع بين الإيمان والإسلام والإحسان، فالإيمان يعبر عن العقيدة والإسلام يعبر عن الشريعة والإحسان يعبر عن الأخلاق، فهذه الخصال الثلاث إذا اجتمعت في الإنسان فإنه بذلك يكون مسلما ولا يحق لأحد أن يخرجه عن دائرة الإسلام وهذا ما يقرره أهل السنة والجماعة.
أوضح الدكتور محمد البيومي أن تسمية أهل السنة والجماعة إن لم تكن مصطلحا متعارفا عليه في بداية التاريخ الإسلامي فإنها ظهرت تدريجيا بعد ظهور الفرق المنشقة عن جماعة المسلمين تحت مسميات مختلفة، وقد استقر في أذهان الناس عبر التاريخ أن أهل السنة والجماعة من الناحية العقائدية هم الأشاعرة والماتريدية، ومن الناحية الشرعية على مذهب الأئمة الأربعة ومن تبعهم، مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يُكفّر أحد من أهل القبلة، وقد اعتمد أهل السنة والجماعة على منهج علمي في تدوين علم العقيدة، ومن خلال الجوامع الحديثية، ولقد تميزت بالقوة في الحجة والرصانة والأسلوب والدقة والعمق في الفهم، كما اعتمدوا في استدلالهم على الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة واستخدموا أنواعا من الاستدلال وبرعوا فيها وجمعوا بين النقل والعقل، مؤكدا أن هذا المنهج الراسخ الذي سارت عليه أهل السنة والجماعة جمع المسلمين على دائرة الإسلام ولم يقص منهم أحدًا.
أضاف الدكتور محمد البيومي، أن أهل السنة والجماعة يعتمدون في منهجهم على الاحتواء لا الاقصاء، فالمسلم الحق هو من يلتمس العذر للآخرين، ولا يقع في ظاهرة التكفير التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما).
في ختام المحاضرة، أكد الدكتور البيومي على أهمية أخذ العلم من مصادره الصحيحة وأن تكون لديهم المهارة في الرد والإقناع بالحكمة والاستدلال من خلال الكتاب والسنة.