تاريخ فلسطين.. ماذا تعرف عن ثورة البراق التي اندلعت بين المسلمين واليهود في القدس ؟
ثورة البراق، أو ما يُعرف بثورة 1929، كانت واحدة من أبرز وأهم الأحداث في تاريخ فلسطين الحديث هذه الثورة كانت تعبيرًا عن الاحتجاج الفلسطيني ضد السياسات الاستعمارية البريطانية والجهود الصهيونية الرامية إلى زيادة النفوذ اليهودي في فلسطين.
ما هو حائط البراق ؟
يوجد في مدينة القدس موقع مقدس لدى عموم المسلمين وهو في الحائط الغربي للحرم الشريف في مدينة القدس، يعتقد المسلمون أن النبي محمداً ربط عنده البراق الذي امتطاه عندما عرج إلى السماء في ليلة الإسراء، وهو ما أعطى لهذا الموقع، وللحائط الغربي للحرم الشريف، مكانة دينية خاصة في نظر المسلمين.
إلا أن اليهود أيضا يعتقدون أن هذا الحائط نفسه، احتل مكانة دينية خاصة في نظر اليهود كذلك، نتيجة اعتقادهم بأنه من بقايا "الهيكل اليهودي"، وأطلقوا عليه بالتالي اسم "حائط المبكى".
ومنذ القرون الوسطى، كان هناك اتفاق غير مكتوب بين إدارة الوقف الإسلامي، باعتبارها الهيئة المسؤولة عن الحرم الشريف وكل ما يحيط به، وبين اليهود المتدينين، يسمح لهؤلاء الأخيرين بزيارة حائط البراق وإقامة صلواتهم على الرصيف المحاذي له، شرط أن لا يفكروا بإقامة أي بناء بالقرب من الحائط، وأن لا يضعوا أية مقاعد أو مناضد أو ستائر على رصيفه.
ثورة البراق 1929
وبدأت ثورة البراق في شهر أغسطس من عام 1929 وامتدت حتى بداية عام 1930، وكانت نتيجة تضافر عدة عوامل سياسية واجتماعية ودينية.
في بداية القرن العشرين، كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتفكك الإمبراطورية العثمانية وتحت هذا الانتداب، تم منح الصهاينة تصريحًا لبناء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهو ما عارضته الأغلبية العربية الفلسطينية بشدة.
مؤتمر سان ريمو
وفي عام 1920، أثار مؤتمر سان ريمو، الذي منح الانتداب البريطاني على فلسطين، غضب الفلسطينيين لعدم أخذ حقوقهم في الاعتبار وتواصلت التوترات عبر السنوات، مع توترات دينية واقتصادية واجتماعية.
بدأت الثورة في أواخر أغسطس 1929، نتيجة للاضطرابات التي اندلعت بسبب مشاجرات دينية حول الحائط الغربي في القدس، المعروف أيضًا بحائط البراق.
في هذا الوقت، كان الصهاينة يطالبون بزيادة الوصول إلى الحائط، وهو ما اعتبره الفلسطينيون تهديدًا لمقدساتهم الإسلامية، وتصاعدت الاشتباكات بسرعة، حيث شهدت المدن الفلسطينية الكبرى مثل القدس وحيفا ويافا مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين واليهود ومع تزايد أعمال العنف، قام الفلسطينيون بالهجوم على المجتمعات اليهودية، مما أدى إلى مقتل العديد من الأفراد من الجانبين.
تدخلت السلطات البريطانية لقمع العنف واستعادة النظام وقد استدعى هذا التدخل تداعيات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، وشكلت بريطانيا لجنة للتحقيق في الأسباب الحقيقية للاضطرابات، والتي أُطلق عليها اسم "لجنة شو".
كانت توصيات هذه اللجنة متعلقة بضرورة وضع حد للتوترات الدينية ومنع التصعيد.
العلاقات بين الفلسطينيين واليهود
أثرت ثورة البراق بشكل كبير على العلاقات بين الفلسطينيين واليهود، وزادت من حدة الصراع بين الطرفين كما أثارت المزيد من الانقسامات في المجتمع الفلسطيني، إلى جانب زيادة الضغط على الحكومة البريطانية لتغيير سياساتها في فلسطين لكن رد الفعل البريطاني لم يكن كافيًا لتهدئة الوضع بشكل دائم.
وأعطت الثورة زخماً للحركة الوطنية الفلسطينية، وأثارت دعوات لتكثيف جهود المقاومة ضد السياسات الاستعمارية والصهيونية.