تركيا تتوسع في غرب إفريقيا.. استراتيجية جديدة عبر بوابة النيجر
تركز تركيا جهودها بشكل متزايد على توسيع نفوذها في قارة إفريقيا من خلال تحركات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية وثقافية وإنسانية تشمل الأقاليم الإفريقية الخمسة: الشمال، الجنوب، الشرق، الوسط، والغرب.
وتحتل تركيا المرتبة الرابعة عالميًا من حيث التمثيل الدبلوماسي في إفريقيا، بعد الولايات المتحدة، الصين، وفرنسا، كما أنها تنفذ مجموعة من الاتفاقيات الأمنية مع العديد من الدول الإفريقية.
في ضوء التحولات الجيوسياسية في غرب إفريقيا، وخاصة في النيجر، تسعى تركيا إلى ترسيخ وجودها وتعزيز نفوذها في مواجهة القوى التقليدية مثل فرنسا والولايات المتحدة، والفاعلَين الجدد: روسيا والصين.
في 18 يوليو 2024، قاد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وفدًا إلى النيجر لمناقشة قضايا السياسة الخارجية، الأمن، الدفاع، الطاقة، التعدين، والاقتصاد. تتسم تحركات تركيا في النيجر بالاستمرارية منذ عام 1967، حيث افتتحت سفارتها في نيامي عام 2013 ووقعت حوالي 29 اتفاقية تعاون وشراكة مع النيجر، والتي تسارعت بشكل خاص بعد استيلاء المجلس العسكري على السلطة في يوليو 2023.
تسعى تركيا إلى الاستفادة من التغييرات في غرب إفريقيا، خصوصًا في ظل انسحاب القوى الغربية التقليدية مثل فرنسا والولايات المتحدة، وتعزيز العلاقات مع النيجر التي تسعى بدورها لاستبدال حلفائها السابقين. تركيا أبدت دعمها لاستقلال النيجر، وعارضت التدخلات العسكرية الأجنبية في البلاد.
تحركات تركيا تتنوع بين الأبعاد العسكرية والسياسية والاقتصادية. تركيا تستثمر في النيجر بمبالغ كبيرة، وتقوم بتسويق صناعاتها الدفاعية من خلال صفقات أسلحة ودعم عسكري، بما في ذلك طائرات مسيرة ومقاتلين سوريين مجندين.
تتمثل أهداف تركيا في تعزيز علاقاتها مع المجلس العسكري في النيجر، تأمين مصالحها في غرب إفريقيا، وتوسيع نفوذها عبر تعزيز استثماراتها الاقتصادية، خاصةً في قطاع التعدين واليورانيوم. تأتي هذه الخطوات في إطار التنافس مع القوى الجديدة مثل روسيا والصين، وتؤكد على رغبة تركيا في ترسيخ حضورها في منطقة استراتيجية ومؤثرة.
بناءً على التحركات التركية الحالية، من المتوقع أن تستمر تركيا في تعزيز دورها في غرب إفريقيا، مما قد يخلق منافسة حادة مع الشركاء الجدد والقدامى في المنطقة، مع التركيز على تأمين مصالحها الإستراتيجية وتعزيز قدرتها على المناورة في بيئة متغيرة وديناميكية.