غدامس على حافة المواجهة الليبية.. حفتر بين ضغط القوى الدولية وسوء تفاهم الجزائر
تتجه أنظار القوى الدولية والإقليمية نحو مدينة غدامس الليبية، حيث ترددت أنباء عن نية المشير خليفة حفتر السيطرة عليها. وفيما تشير التقارير إلى أن الجزائر تشعر بقلق كبير من العملية العسكرية المرتقبة، تفيد التسريبات بأن الضغوط الغربية قد أسهمت في تأخير تنفيذها.
ويكتنف الغموض أهداف حفتر من السيطرة على غدامس، التي تقع قرب الحدود التونسية والجزائرية. ويطرح المراقبون تساؤلات حول أسباب القلق الجزائري، رغم أن العملية مدعومة على الأرجح من روسيا، الحليف الأقرب لجزائر في الوضع الإقليمي الحالي.
يربط بعض المراقبين اعتراض الجزائر على العملية العسكرية بوجود الطوارق في كل من غدامس الليبية ومدينة الدبداب الجزائرية، مما قد يتسبب في اضطرابات اجتماعية في حال حدوث أي خلل أمني. وبالتوازي مع ذلك، تشير التقارير إلى أن روسيا تسعى جاهدة لدفع حفتر لتنفيذ خطته، بينما ترفض الجزائر بشكل قاطع أي تحرك يتجاوز الحدود الأمنية لمصالحها، ويضغط الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، لوقف العملية.
وعلى الرغم من دعم روسيا وبعض دول الجوار لحفتر، فإن القرار النهائي بخصوص غدامس لا يزال معلقًا بانتظار توافق سياسي يتماشى مع الأهداف العسكرية والأمنية المعلنة. وتنتظر الوحدات العسكرية التابعة لحفتر في المنطقة دون التقدم نحو عمق غدامس، بسبب التباين في المواقف الدولية والإقليمية.
تشير مصادر إلى أن العلاقة المتوترة بين حفتر والجزائر، فضلاً عن الرفض الغربي، أعاقت تقدمه، مما جعله عالقًا في الصحراء دون القدرة على استكمال العملية. ويُنظر إلى غدامس كمنطقة حساسة قد تكون مصدرًا لأزمات مفتوحة، مع وجود قلق جزائري من أن عملية حفتر قد تؤدي إلى توتر أكبر.
وفي بيان رسمي، أكدت رئاسة أركان القوات البرية التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي أن تحركها نحو الجنوب الغربي يأتي في إطار خطة لتأمين الحدود وتعزيز الأمن القومي، وليس له هدف آخر. ورغم التأكيدات، يبدو أن حفتر يواجه صعوبة في إقناع المجتمع الدولي، خاصة الجزائر والدول الغربية، بأهداف العملية، بينما تواصل روسيا الضغط لتحقيق مصالحها الجيوسياسية.