تبون يراهن على غزة في حملته الانتخابية.. بين التضامن الاستعراضي والاستحقاق الرئاسي
يستغل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الأحداث الجارية في قطاع غزة لتعزيز موقفه الانتخابي قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة في 7 سبتمبر. يأتي ذلك في ظل موجة تعاطف كبيرة من قبل الشعب الجزائري مع محنة الفلسطينيين في القطاع.
في تصريحاته خلال تجمع شعبي في محافظة قسنطينة (شرق الجزائر) يوم الأحد، أعلن تبون عن استعداد بلاده لبناء ثلاث مستشفيات ميدانية في غزة، في حال تم فتح الحدود البرية بين مصر والقطاع. ويأتي هذا الإعلان في إطار حملته الانتخابية، حيث يتطلع تبون إلى تعزيز شعبيته بوعود تدعم الموقف الفلسطيني.
يرتبط هذا التصريح بشكل وثيق بالاستحقاق الانتخابي، حيث يُعتقد أن الرئيس المنتهية ولايته يسعى لاستغلال مشاعر التضامن مع غزة لتحقيق مكاسب سياسية، خاصة في ظل رفض السلطات الجزائرية السماح بتنظيم مسيرات مؤيدة لغزة خشية أن تتحول إلى مظاهرات مناهضة للنظام.
تُعتبر تصريحات تبون بشأن دعم غزة وإرسال الأطباء كمبادرات استعراضية مشابهة لما قدمه بعض القادة الإقليميين مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قدم وعوداً مشابهة بخصوص التدخل في غزة.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه غزة تصعيداً مدمراً منذ 7 أكتوبر، حيث تشن إسرائيل، بدعم أمريكي، هجمات أدت إلى سقوط أكثر من 132 ألف قتيل وجريح فلسطيني، وأثرت بشكل كبير على الوضع الإنساني في القطاع. ورغم دعوات المجتمع الدولي لوقف الأعمال العدائية، تواصل إسرائيل حصارها للقطاع، مما أدى إلى أزمة إنسانية حادة.
وفي ظل هذه الظروف، تظل التصريحات السياسية حول دعم غزة مجرد تعبيرات كلامية، حيث يعلم القادة الجزائريون أن أي تدخل في القضية الفلسطينية يظل مرتبطاً بالمواقف الغربية والأمريكية الداعمة لإسرائيل.