لزيادة الأسلحة النووية.. كوريا الشمالية تعزز تخصيب اليورانيوم
نشرت كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، للمرة الأولى صورًا نادرة لمنشأة لتخصيب اليورانيوم، إذ ظهر رئيس البلاد كيم جونج أون، وهو يتجول في أرجائها بينما دعا إلى تركيب المزيد من أجهزة الطرد المركزي لتعزيز ترسانته النووية.
ونشرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، صورًا لكيم جونج أون، وهو يتفقد صفوفا من أجهزة الطرد المركزي، بينما نقلت عنه تشديده الحاجة إلى زيادة عدد هذه الأجهزة "من أجل تسريع زيادة الأسلحة النووية بهدف الدفاع عن النفس"، وفقًا لما ذكرته فرانس برس.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه رغم أن كوريا الشمالية أظهرت في عام 2010 مصنعًا للطرد المركزي لفريق زائر من المسؤولين والأكاديميين الأمريكيين السابقين، بما في ذلك المدير السابق لمختبر لوس ألاموس الوطني، سيجفريد هيكر، إلا أن التقرير والصور الأخيرة كانت المرة الأولى التي تكشف فيها البلاد عن مثل هذه المنشأة للعالم الأوسع.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمم المتحدة سبق أن أصدرت سلسلة من القرارات التي تحظر على كوريا الشمالية تطوير الأسلحة النووية. ولكن البلاد تجاهلت هذه القرارات بإنتاج وقود القنبلة النووية وإجراء تجارب تحت الأرض لستة أجهزة نووية واختبارات للصواريخ الباليستية القادرة على حمل الرؤوس الحربية النووية.
وبعد زيارته ليونجبيون في عام 2010، قال الدكتور هيكر إن منشأة تخصيب اليورانيوم هناك يبدو أنها تحتوي على نحو 2000 جهاز طرد مركزي غازي.
وحسب نيويورك تايمز، من المعتقد على نطاق واسع أن كوريا الشمالية تدير مصانع أخرى للطرد المركزي في مواقع سرية أخرى. ويشتبه الخبراء في أن كانجسون، الواقعة على مشارف بيونج يانج، هي أحد هذه المواقع.
وفي يونيو، قال رافائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن مجمع كانجسون يشترك في خصائص مع منشأة التخصيب بالطرد المركزي في يونجبيون.
ولم تكشف كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، عن موقع المصنع الذي زاره كيم أو قدرته الإنتاجية. لكن وسائل الإعلام الرسمية ذكرت أن الرئيس الكوري الشمالي "شدد على الحاجة إلى زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي بشكل أكبر من أجل زيادة الأسلحة النووية بشكل كبير للدفاع عن النفس".
وقال كيم أيضًا إن بلاده ستقدم "نوعًا جديدًا من أجهزة الطرد المركزي" من شأنه أن يساعد في توسيع نطاق المواد النووية الصالحة للاستخدام في صنع الأسلحة.
وبدأت الأزمة النووية الكورية الشمالية في أوائل تسعينيات القرن العشرين، عندما بدأت الولايات المتحدة تتهم البلاد بإنتاج البلوتونيوم من الوقود المستهلك من مفاعل نووي صغير صممه الاتحاد السوفييتي في يونجبيون.
وتم الكشف لاحقًا أن البلاد كانت تعمل على تأمين نوع آخر من الوقود للقنابل الذرية، وهو اليورانيوم عالي التخصيب.
وأجرت كوريا الشمالية ست تجارب نووية بين عامي 2006 و2017. وفي يونيو، قدر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أن كوريا الشمالية بنت ما يقرب من 50 رأسا نوويا، ولديها ما يكفي من المواد الانشطارية لبناء حوالي 40 رأسًا آخر.
وتعتمد القوة النووية لكوريا الشمالية بشكل خاص على الصواريخ كوسيلة لنقلها، لأنها تفتقر إلى الطائرات الحربية المتقدمة أو الغواصات التي يمكن إطلاقها منها. وفي عهد كيم، عملت كوريا الشمالية على تنويع ترسانتها من الصواريخ، حيث اختبرت العديد من الصواريخ القصيرة والطويلة المدى، فضلا عن توسيع إنتاجها من وقود القنابل.
وأطلقت كوريا الشمالية عدة صواريخ باليستية قصيرة المدى قبالة ساحلها الشرقي، أمس الخميس، في أول تجاربها الصاروخية منذ أكثر من شهرين. وفي الأشهر الأخيرة، أكد كيم على إنتاج صواريخ باليستية قصيرة المدى إضافية.
وأكدت كوريا الشمالية أيضًا أن العديد من صواريخها الباليستية قصيرة المدى قادرة على حمل رؤوس حربية نووية. وفي أغسطس، قالت بيونج يانج إنها تنشر 250 قاذفة للصواريخ النووية بالقرب من الحدود مع كوريا الجنوبية.
ونقلت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية، اليوم الجمعة، عن كيم قوله إن بلاده بحاجة إلى المزيد من المواد النووية لصنع المزيد من "الأسلحة النووية التكتيكية" قصيرة المدى.
وقالت الحكومة الكورية الجنوبية، اليوم الجمعة، إنها تدين بشدة برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، بما في ذلك أسلحتها النووية التكتيكية قصيرة المدى، وقالت إنها ستتعامل مع التهديد النووي الكوري الشمالي من خلال تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة.
وفي العامين الماضيين، بدأ الحلفاء في إعداد خطط مشتركة لمواجهة أي هجوم نووي محتمل من الشمال، وفق نيويورك تايمز.