مكبرات صوت ودعاية.. زعيم كوريا الشمالية يحارب آثار الفيضانات بالكلمات
حولت السلطات الكورية الشمالية الفيضانات الأخيرة إلى فرصة لحملة دعائية ضخمة، حيث كانت شاحنات مكبرات الصوت وفرق الدعاية تجوب المناطق المتضررة وغير المتضررة يوميًا، وتشيد بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون وتدعو الناس إلى المشاركة في جهود التعافي في الصباح والمساء، ونتيجة لذلك، يشكو الناس من التعب الشديد.
أفاد مصدر في مقاطعة شمال بيونغان لصحيفة "إن كيه" الكورية الجنوبية، شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن شاحنات مكبرات الصوت وفرق الدعاية الفنية قد تم حشدها بالكامل وتشارك بحماس في أنشطة الدعاية والتحريض في المناطق الحدودية المتضررة بالفيضانات على طول نهر يالو، والتي تضخمت بسبب الأمطار الأخيرة، والمناطق غير المتضررة بناءً على أوامر من لجان الحزب الإقليمية والمدنية والمقاطعات.
وقال المصدر "في سينويجو، تجوب شاحنات مكبرات الصوت الشوارع من الساعة السادسة صباحًا لتبث دعاية حول تاريخ حب الزعيم الأعلى، ويتردد صوت المذيعين مرتين في الصباح ومرتين في فترة ما بعد الظهر، داعين الناس إلى التجمع من أجل جهود التعافي في المناطق المتضررة من الفيضانات"، في إشارة إلى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وقد شكل فنانون من مسرح شمال بيونغان الكبير عدة فرق صغيرة للدعاية والتحريض تشارك في أنشطة يومية في مواقع التعافي من الانهيارات الطينية مثل السكك الحديدية والطرق والأنهار.
كما حث فريق الدعاية الفنية المتنقل التابع لمجمع سينويجو ناكوون ماشين على دعم جهود التعافي من خلال عروض يومية تدعو إلى تحقيق قرارات الاجتماع الطارئ الموسع الثاني والعشرين للمكتب السياسي للجنة المركزية الثامنة.
يعبر الناس عن إحباطهم من الوجود المستمر لشاحنات مكبرات الصوت في أحيائهم. ويأسفون لأن هذه المركبات تبدو وكأنها الوحيدة التي "تستمتع" في بيئة اليوم. وتزعج هذه البثوث المتواصلة، التي توصف بأنها "أصوات مقززة"، المواطنين من الفجر إلى الغسق.
ويرى كثيرون أن التوقيت مزعج بشكل خاص، حيث تبث الشاحنات رسائلها طوال اليوم بينما تكافح الأسر لتلبية احتياجاتها الأساسية، مثل كيفية إطعام أطفالها.
ويضيف المواطنون إلى استيائهم أن خطاب الدعاة حول "الحب العظيم" و"بركات الزعيم العظيم" التي لا مثيل لها تبدو جوفاء، مما يجعلهم في حيرة من أمرهم ومنفصلين عن الرواية الرسمية.
تزايد السخط العام وسط حملة دعائية
ومع انخراط السلطات الكورية الشمالية في أنشطة دعائية، وحث الجميع على المشاركة في دعم جهود التعافي وتعبئة السكان بالكامل، يتزايد السخط العام.
وقالت إحدى النساء المقيمات في جنوب سينويجو إنها وزوجها وحتى ابنها في المدرسة الإعدادية "شاركوا في جهود الدعم والتعبئة منذ نهاية الشهر الماضي".
وأضافت أنه في ظل عدم وجود حصص غذائية، فإنها تعيش يوما بيوم من خلال بيع الطعام، "لكنني الآن لا أستطيع حتى القيام بذلك، مما يجعل كسب لقمة العيش أمرا صعبا للغاية".
إن الاستياء إزاء مناشدات السلطات الكورية الشمالية للحصول على الدعم وجهود التعبئة أسوأ في المناطق غير المتضررة بالفيضانات.
وقال المصدر إن "الناس الذين يعيشون في المناطق غير المتضررة هم أسوأ حالا من أولئك الذين يعيشون في المناطق المتضررة، وذلك لأنهم مضطرون إلى كسب المال كل يوم، ولكنهم مضطرون إلى تقديم المساعدات لمناطق الفيضانات ويتم تعبئتهم قسرا لجهود التعافي".
وقال المصدر "بالطبع نحن نأسف للأشخاص المتضررين من الفيضانات، لكن الأشخاص الذين يعانون من التعبئة المستمرة وجهود الدعم لمجرد أنهم لم يتأثروا بالفيضانات يعانون من مشاكل خطيرة".