التعايش المشترك والسلام.. تفاصيل مباحثات بين مجلس حكماء المسلمين والفاتيكان
التقى الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الكرسي الرسولي بحاضرة الفاتيكان؛ وذلك على هامش انعقاد قمة المستقبل التي نظمتها الأمم المتحدة في مقرها بنيويورك يومي 22 و23 سبتمبر الجاري؛ لبحث العلاقات الثنائية والمبادرات المشتركة في مجالات نشر وتعزيز قيم الحوار، والتسامح والتعايش والسلام.
وأكد الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين أهمية الدور الذي يقوم به قادة ورموز الأديان في مواجهة التحديات العالمية، مشيرًا إلى أن جناح الأديان في COP29، المقرر انعقاده في أذربيجان، يعد امتدادًا للنجاح الذي حققه جناح الأديان في COP28 بدبي؛ حيث يعمل الجناح على تعزيز مشاركة كافة الرموز والقيادات الدينية في العمل المناخي العالمي، لافتًا إلى أن زيارة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى إندونيسيا أكبر بلد إسلامي في العالم جسَّدت روح التسامح والتعايش السلمي بين الأديان، كما كانت بمنزلة رسالة مهمة بضرورة تضافر الجهود من أجل قضية محورية تهم البشرية كلها وهي قضية التغير المناخي.
تعزيز الوعي البيئي العالمي
من جانبه، قال الكاردينال بيترو بارولين، إن الدين يمكن أن يؤدي دورًا محوريًّا في تعزيز الوعي البيئي العالمي، وتشجيع المجتمعات والشعوب على التفاعل الإيجابي، كما أشار إلى أن "وثيقة الأخوة الإنسانية" التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، في أبوظبي عام 2019، وما نتج عنها من مبادرات رائدة؛ في مقدمتها جائزة زايد للأخوة الإنسانية، وبيت العائلة الإبراهيمية، تتطلب العمل المتواصل والدؤوب للبناء على الإرث الذي أرسته في تعزيز الحوار العالمي والسلام، والتفاهم والاحترام بين مختلف الثقافات والأديان، مشيدًا بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة في نشر وتعزيز قيم ومبادئ الأخوة الإنسانية، وترسيخ ثقافة التسامح والسلام والتعايش الإنساني.
وكان قد أعرب مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن بالغ قلقه إزاء الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان، وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، محذرًا من العواقب الوخيمة التي قد تنجم عن استمرار هذا التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
إنهاء العدوان على قطاع غزة
ويدعو مجلس حكماء المسلمين المجتمع الدولي وكافة الجهات الفاعلة إلى تكثيف جهودها وتوحيد مساعيها من أجل وضع حد فوري للقتال الدائر، والعمل بشكل عاجل لإنهاء العدوان على قطاع غزة وجنوب لبنان، وتكثيف المساعي الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للمدنيين الأبرياء، وتخفيف المعاناة عنهم، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية التي تفرض حماية شاملة وكاملة للمدنيين، بعيدًا عن ويلات الحروب والصراعات.