ليبيا.. بؤرة الاتجار بالبشر في خضم الفوضى العالمية
أكدت إيزيس جارود دارنو، المنسقة السياسية لفرنسا لدى الأمم المتحدة، أن غياب حكومة موحدة في ليبيا يُعزز من نشاط شبكات الاتجار بالبشر والتهريب، مما يُثير قلق الدول الأوروبية من تدفق المهاجرين عبر هذا البلد. وفي كلمتها أمام مجلس الأمن، أشارت إلى التحديات الكبيرة التي يواجهها المجتمع الدولي نتيجة هذه الأنشطة.
ذكرت جارود دارنو أن عمليات ضبط المهاجرين التي أعلنتها السلطات الليبية تكشف عن وجود "مخازن سرية" يُحتجز فيها المهاجرون، ما يعكس تصاعد نشاط العصابات المتورطة في الاتجار بالبشر. وعزت الزيادة في أعداد المهاجرين إلى الأوضاع المعيشية الصعبة في بعض الدول الأفريقية.
أشارت أيضًا إلى التزام فرنسا والاتحاد الأوروبي بمكافحة هذه الظاهرة من خلال تعزيز التعاون الدولي وتطوير مشاريع بقيمة 46 مليون يورو لمواجهة تهريب المهاجرين. كما تحدثت عن عمليات إيريني التابعة للاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى فرض حظر الأسلحة على ليبيا ودعم الاستقرار في المنطقة.
تطرقت جارود دارنو إلى جذور أزمة المهاجرين، مشددة على أن الصراعات المسلحة، مثل الحرب في أوكرانيا، تساهم في زيادة نزوح السكان، مما يستدعي مزيدًا من الجهود العالمية لحماية المهاجرين ومعالجة أسباب النزوح.
وذكرت أن عصابات الاتجار بالبشر تعمل دون عقاب في ليبيا، حيث تمت محاولات ناجحة لتفكيك بعض الشبكات وإطلاق سراح الضحايا.
ليبيا.. جهود متزايدة لمكافحة الاتجار بالبشر وعودة المهاجرين
في بداية سبتمبر الماضي، أعلن مكتب النائب العام الليبي عن تفكيك شبكة متورطة في الاتجار بالبشر في الجنوب الغربي، حيث تم القبض على زعماء الشبكة وعشرة من أعضائها بتهم تشمل القتل والاحتجاز غير القانوني والتعذيب.
وثق التحقيق انتهاكات تعرض لها 1300 مهاجر، بينما أظهر فيديو صادر عن المكتب آثار تعذيب على الضحايا، ما يبرز تفشي هذه الظاهرة. منذ 2014، تم تهريب مئات الآلاف من المهاجرين عبر البحر، مما أسفر عن مآسي عديدة.
في مؤتمر "الأفريقي – الدولي" حول الهجرة غير النظامية، حذر المشاركون من المخاطر التي تمثلها هذه القضية على أمن واستقرار الدول. بينما تكثف ليبيا جهود "العودة الطوعية" لمهاجرين غير نظاميين، حيث تم تسهيل خروج الآلاف مؤخرًا.
يُرجع حقوقيون ليبيون زيادة تدفق المهاجرين إلى الأوضاع المعيشية البائسة في بعض الدول الأفريقية، التي تدفع العديد من الأفراد للمخاطرة بحياتهم بحثًا عن مستقبل أفضل. بالإضافة إلى ذلك، تسهم شبكات الاتجار بالبشر المنتشرة في دول المحيط الليبي في تفاقم الأزمة، مما يجعل ليبيا نقطة عبور رئيسية نحو أوروبا. هذه العوامل تتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي للتصدي لهذه الظواهر.