حماس تؤكد جاهزيتها لإبرام اتفاق هدنة مع إسرائيل بعد وقف إطلاق النار في لبنان
أكد مصدر قيادي في حركة حماس، اليوم الأربعاء، أن الحركة الفلسطينية "جاهزة" لإبرام اتفاق مع إسرائيل بشأن هدنة في قطاع غزة، وذلك بعد بدء سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وقال القيادي في حماس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "فرانس برس"، إن وقف إطلاق النار في لبنان يُعد "انتصارًا وإنجازًا كبيرًا للمقاومة".
وشدد القيادي في حماس على أن الحركة أبلغت الوسطاء في مصر وقطر وتركيا بأنها جاهزة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، كما أبدت استعدادها لعقد صفقة لتبادل الأسرى، بشرط أن تلتزم إسرائيل بذلك. وأضاف القيادي في حماس أن إسرائيل هي من "تُعطل وتتهرب" من الوصول إلى اتفاق دائم، فيما تواصل ما وصفه بـ"حرب الإبادة" ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
في الوقت نفسه، كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن، يوم الثلاثاء الماضي، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وأكد بايدن أن الهدنة التي تم الاتفاق عليها ستكون مدتها 60 يومًا، وأن الهدف منها هو أن تكون "دائمة"، مشيرًا إلى أن هذه الهدنة تهدف إلى إنهاء القتال عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. وأوضح بايدن أنه لا يمكن السماح لـ"ما تبقى من حزب الله" بتهديد أمن إسرائيل مرة أخرى.
وقد ألقى بايدن خطابه في البيت الأبيض بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية على الاتفاق، الذي سيبدأ تنفيذه فجر الأربعاء.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة فتح، جهاد الحرازين، إن الشعب الفلسطيني يدفع ثمن معاناته المستمرة في غزة دون أن يلتفت إليه أحد، حيث تتوجه أنظار العالم إلى لبنان وتركز الجهود على العمل من أجل وقف إطلاق النار فيه. وأضاف الحرازين في حديثه لقناة "سكاي نيوز عربية" أن سبب الإهمال الذي يعانيه قطاع غزة هو عدم اهتمام حركة حماس بأهمية الوحدة الفلسطينية وضرورة لم شمل الفلسطينيين تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هذا الوضع جعل حركة حماس تواجه تحديات كبيرة بمفردها في ظل المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد الحرازين أن رهانات حماس على دعم من أطراف خارجية مثل حزب الله أو الحوثيين أو إيران قد باءت بالفشل، وأن الشعب الفلسطيني أصبح يعيش في عزلة شديدة وفي ظروف صعبة للغاية. واعتبر الحرازين أن الحل الوحيد يتمثل في أن تقوم حركة حماس بتسليم الملف الفلسطيني بالكامل إلى منظمة التحرير الفلسطينية، على غرار ما فعله حزب الله في لبنان، حيث سلم الحزب الملف للدولة اللبنانية.
وأشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية تعمل بجد في المحافل الدولية، وقد نجحت في طرح مسألة انضمام حركة حماس إليها، وتمكنت من منع الجمعية العامة للأمم المتحدة من تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية. كما تقوم المنظمة بتكثيف الاتصالات مع الأطراف الدولية والعربية من أجل وقف العدوان على قطاع غزة، بينما توظف حركة حماس قوتها العسكرية ضد الفلسطينيين أنفسهم بدلاً من مواجهتها للاحتلال الإسرائيلي.