اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
رئيس جامعة الأزهر يدعو مؤسسات التعليم لفرض حفظ النصوص الأدبية على طلاب المدارس الرئيس السيسي يوجه بتطبيق المعايير الموضوعية خلال اختيار طلاب الشرطة مفتي الديار المصرية يدين حادث الدهس في مدينة ماجديبورج الألمانية الأوقاف المصرية تعقد لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الهياتم بالسيدة زينب ماكرون يعيد رسم خريطة النفوذ الفرنسي في أفريقيا عبر بوابة جيبوتي وإثيوبيا الإفتاء توضح حكم بيع السجاد المكتوب عليه لفظ الجلالة ما حكم عمل منصة إلكترونية للترويج للسلع وبيعها؟.. الإفتاء تجيب 45227 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة السيستاني يرفض حل الحشد الشعبي وسط ضغوط دولية.. العراق بين التحديات الداخلية والضغوط الإقليمية السياحة تحدد مراحل سحب مقدمات حجز برامج الحج بعد إعلان نتيجة القرعة هجوم ماغدبورغ.. بين التطرف والجنون... لغز الدوافع وراء الحادث المأساوي أكاديمية الأزهر تُدرب الأئمة من 17 دولة في إفريقيا وأوروبا وآسيا خلال 2024

الجامع الأزهر يكشف إمكانيات ذوي الهمم

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر


استضاف الجامع الأزهر الشريف في ملتقاه الأسبوعي المخصص للمرأة، د. رضا إسماعيل، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، ود. شيماء فتحي، مدرس الفقه بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف، لتسليط الضوء على قضية الإعاقة لدى ذوي الهمم.
جاء ذلك في إطار حرصه على تقديم التوعية المجتمعية.

اسباب الإعاقة الذهنية
وأوضحت د. رضا إسماعيل، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، أن الإعاقة الذهنية هي حالة تسبب ضعفًا في القدرات العقلية والتكيفية لدى الطفل، وقد تظهر أعراضها بشكل واضح في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يلاحظ الأهل تأخرًا في النمو اللغوي والحركي، بالإضافة إلى بعض الملامح الجسدية المميزة.
وأشارت أسباب الطب النفسي بجامعة الأزهر، إلى أن أسباب الإعاقة الذهنية متعددة ومتنوعة، وقد تكون وراثية أو ناتجة عن عوامل بيئية، مشيرة إلى أن أسباب الإعاقة الذهنية متعددة ومتنوعة، مثل العدوى أثناء الحمل، وسوء التغذية، والتعرض للمواد الكيميائية الضارة، ومشاكل أثناء الولادة، أو عوامل وراثية تشمل الاضطرابات الصبغية مثل متلازمة داون، والاضطرابات الوراثية الأخرى.

الأعراض التي تظهر على المصاب بالإعاقة الذهنية

وأضافت أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، من أبرز الأعراض التي قد تظهر على الطفل المصاب بالإعاقة الذهنية، التأخر في النمو سواء كان ذلك في النمو الحركي أو النمو اللغوي، وصعوبات في التعلم، والاختلافات الجسدية مثل ملامح وجه غير عادية، أو حجم رأس غير طبيعي، أو تشوهات في الأطراف، وأكدت على أهمية التشخيص المبكر للإعاقة الذهنية، حيث يمكن من خلاله تقديم التدخلات العلاجية المناسبة، وتشمل طرق التشخيص:الفحوصات الطبية: مثل تحاليل الدم والبول، والأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وتقييم النمو.

وشددت أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، على أهمية الوقاية من الإعاقة الذهنية قدر الإمكان، وذلك من خلال الرعاية الصحية الجيدة أثناء الحمل ، والتشخيص المبكر والعلاج للأمراض الوراثية، والوقاية من الإصابات، وفي ختام اللقاء، أكدت على أهمية دور الأسرة والمجتمع في دعم الأطفال المصابين بالإعاقة الذهنية، وتوفير بيئة محفزة لهم لتحقيق أقصى قدر من الاستقلالية والاندماج في المجتمع.

مصر من أوائل الدول رعاية لذوي الهمم

من جهتها أوضحت د. شيماء فتحي، مدرس الفقه بجامعة الأزهر، أن مصر تعد من أوائل الدول التي يُشاد بها في مجال رعاية وتأهيل الأشخاص ذوى الهمم ،وذلك للاقتناع والإيمان التام بما لديهم من قدرات وإمكانيات، وإذا ما توافرت لها الخدمات التدريبية والتأهيلية الملائمة والفرص المتكافئة فإنهم سيتمكنون من المشاركة بفاعلية جنباً إلى جنب مع باقي أفراد المجتمع، وذوي الهمم شركاء التنمية في الوطن لما لديهم من طاقات إيجابية وقدرات كامنة يجب استغلالها .

وأشارت مدرس الفقه بجامعة الأزهر، إلى أن قضية ذوي الهمم تعد من القضايا المهمة التي تتطلب تضافر الجهود على المستويات التشريعية والمجتمعية، تهدف هذه الجهود إلى تعزيز حقوقهم وتوفير بيئة ملائمة تساعدهم على تحقيق أمنياتهم.

الإعاقة لا تعني سقوط المهام بل تتطلب التكيف معها والتغلب عليها

وفي ذات السياق أوضحت د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر، أن الإعاقة لا تعني سقوط المهام أو التراجع عن الأهداف، بل تتطلب التكيف معها والتغلب عليها، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة من خلال قصص بعض الصحابة، مثل الصحابي الجليل ابن أم مكتوم، الذي رغم فقدانه للبصر، لم تمنعه إعاقته من السعي نحو العلم. فقد ذهب ابن أم مكتوم إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم طالبًا للعلم، حتى في الوقت الذي كان النبي مشغولًا بدعوة سادات قريش، وقد نزلت آيات سورة "عبس" كعتاب لطيف للنبي لتذكيره بأهمية إكرام ابن أم مكتوم، حيث وصفته الآيات بأنه "فاقد لحاسة البصر". هذا العتاب لم يكن مجرد توجيه، بل كان دعوة لتعزيز قيمة كل فرد، بغض النظر عن إعاقته.

كما أن قصة سيدنا موسى عليه السلام تحمل دلالات قوية، حيث كان لديه عثرة في الحديث، ومع ذلك، لم تمنعه هذه الصعوبة من أداء رسالته النبيلة، بل طلب العون من الله أن يكون أخيه هارون عليه السلام شريكًا له في الدعوة، قال تعالى"قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ".
تُظهر هذه القصص أن التحديات والإعاقات يمكن أن تكون دافعًا للتفوق والنجاح، إذا ما توافرت الإرادة والعزيمة. إن قيم العمل والمثابرة التي تنقلها هذه الآيات توضح أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل يمكن أن تكون بداية جديدة لتحقيق الأهداف والطموحات فأعانه الله عز وجل حيث قال : " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى " وقال:" قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُون".

موضوعات متعلقة