اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

أزمة شمال دارفور.. تدهور إنساني متفاقم واستغاثة أممية عاجلة

أزمة شمال دارفور.. تدهور إنساني متفاقم واستغاثة أممية عاجلة
أزمة شمال دارفور.. تدهور إنساني متفاقم واستغاثة أممية عاجلة

أعربت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، كلمنتاين نكويتا سلامي، عن قلقها العميق إزاء التقارير الواردة بشأن تدمير المنازل وسبل العيش في ولاية شمال دارفور، مؤكدة أن المدنيين هم الأكثر تضررًا من النزاع المستمر. جاء ذلك في سياق تصاعد الأزمة الإنسانية التي تعصف بالسودان منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، ما أدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
الوضع الإنساني في شمال دارفور

أشارت نكويتا سلامي، عبر حسابها على منصة "إكس"، إلى أن الوصول إلى مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور بات شبه مستحيل، في وقتٍ يزداد فيه احتياج السكان للمساعدات الإنسانية العاجلة. وأكدت أن الأمم المتحدة بحاجة إلى تسهيل وصول المساعدات دون عوائق لإنقاذ حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين وسط الصراع.
مخيم زمزم، الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين، يمثل واحدة من أبرز بؤر الأزمة في شمال دارفور، حيث يواجه سكانه نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والرعاية الطبية، وسط استمرار العمليات العسكرية التي تعرقل جهود الإغاثة.
نداءات أممية ومطالب عاجلة بالمساعدات
في ظل تصاعد الأزمة، دعت "منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة" (الفاو) إلى توفير 156.7 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية وإعاشة عاجلة في السودان. وتعكس هذه المطالب حجم الكارثة التي يعيشها الملايين جراء الحرب المستمرة، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 12 مليون شخص ومقتل عشرات الآلاف، ما يجعلها واحدة من أكبر موجات النزوح في العالم.
الأزمة السياسية والصراع العسكري
يعود النزاع الحالي إلى الخلافات التي نشبت حول عملية دمج "قوات الدعم السريع" في الجيش السوداني، والتي كانت جزءًا من ترتيبات سياسية تهدف إلى الانتقال نحو الحكم المدني. إلا أن انهيار هذه العملية أدى إلى اندلاع حرب شاملة بين الطرفين، لتتحول إلى صراع طويل الأمد يهدد وحدة واستقرار السودان.
مزيج من الجوع والتشرد وانعدام الأمان
إلى جانب النزوح الجماعي، يعاني السودان من انهيار اقتصادي حاد أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، إذ يعيش ملايين السودانيين في ظروف بالغة القسوة مع شح المواد الأساسية وانقطاع الخدمات. كما أن تدمير البنية التحتية وتقييد وصول المساعدات يزيد من تعقيد الوضع، ما يجعل الاستجابة الدولية ضرورة ملحة لمنع مزيد من التدهور.
ضرورة تحرك عاجل لإنقاذ المدنيين
مع استمرار الحرب في السودان وتفاقم الأزمة الإنسانية، تزداد الحاجة إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي، سواء عبر تقديم المساعدات الإنسانية أو ممارسة الضغوط على الأطراف المتحاربة للوصول إلى تسوية تضع حدًا لمعاناة المدنيين. فبدون تحرك جاد، ستظل الكارثة الإنسانية تتفاقم، مخلفةً مزيدًا من الضحايا في بلدٍ يواجه واحدة من أشد أزماته على الإطلاق.