الاحتلال الإسرائيلي يؤكد استعداده للدفاع عن الدروز في سوريا

أكدت إسرائيل اليوم الاثنين، استعدادها للدفاع عن الدروز في سوريا، وذلك بعد أيام من اندلاع أعمال عنف أسفرت عن مذبحة جماعية لأقلية دينية أخرى، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت أعمال العنف قد بدأت الأسبوع الماضي بين مقاتلين مرتبطين بالحكومة السورية الجديدة وقوات موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد. وفي تصريح له، وصف المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد مينسر، العنف بأنه "مذبحة للمدنيين"، وأكد أن إسرائيل "مستعدة، إذا لزم الأمر، للدفاع عن الدروز"، دون أن يقدم تفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.
وتعرف الطائفة الدرزية ، بأنها من الأقليات المنتشرة في إسرائيل وسوريا ولبنان. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الحكومة السورية التي يقودها إسلاميون عن إتمامها عملية عسكرية ضد التمرد الناشئ في المناطق الساحلية التي يقطنها أغلب أفراد الأقلية العلوية.
ويُذكر أن الرئيس السوري بشار الأسد ينتمي للطائفة العلوية الشيعية، وهي الطائفة التي حكمت سوريا لعقود على حساب الأغلبية السنية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، إن 973 مدنياً قتلوا على يد القوات الحكومية والمقاتلين المتحالفين معها، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 250 مقاتلاً من الطائفة العلوية وحوالي 230 من أفراد قوات الأمن الحكومية. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أعداد القتلى.
وتضم إسرائيل مجموعة صغيرة من الدروز، بينما يعيش نحو 24 ألف درزي في هضبة الجولان المحتلة، التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967.
وفي عام 1981، ضمت إسرائيل الهضبة بشكل أحادي، وهو ما لم تعترف به معظم الدول ولا الأمم المتحدة.
كما يعيش العديد من الدروز السوريين في هضبة الجولان ولديهم روابط عائلية مع أهاليهم هناك. وفي وقت سابق، أعلنت إسرائيل أنها ستسمح للدروز السوريين بالعمل في الجولان.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في الأول من مارس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس قد أصدروا تعليمات للجيش بالاستعداد للدفاع عن بلدة درزية تقع في ضواحي دمشق في مواجهة قوات الحكومة السورية.
استهان رئيس الحكومة السورية في الفترة الانتقالية، أحمد الشرع، تعليقات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مؤخرا بأنها "كلام فارغ".
وقال الشرع في مقابلة مع وكالة "رويترز": "هم آخر من يتحدث"، في إشارة إلى قيام إسرائيل بقتل عشرات الآلاف في قطاع غزة ولبنان على مدى الثمانية عشر شهرا الماضية.
وبشأن التهديدات الإسرائيلية، فأكد الرئيس السوري في الفترة الانتقالية، رفضه التام لهذه التهديدات ووصف تعليقات كاتس بأنها "كلام فارغ".
وكان كاتس قد وجه انتقادات حادة للشرع ووصفه بأنه "جهادي إرهابي من مدرسة القاعدة مصمم على ارتكاب أعمال مروعة بحق مدنيين".
وشدد كاتس على أن إسرائيل "ستدافع عن نفسها ضد أي تهديد قادم من سوريا"، مع التعهد بأن الجيش "سيستمر في العمل للحفاظ على جنوب سوريا منزوع السلاح"، حسبما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وحذر كاتس من تصاعد العنف في سوريا، زاعما أن القوات السورية ترتكب "فظائع ضد المدنيين العلويين".
ويذكر أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي، وقعان اليوم الاثنين اتفاقا يقضي "بدمج" كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية، وفق ما أعلنت الرئاسة.