فرنسا تقاطع ”كوكا كولا” احتجاجًا على الرسوم الجمركية الأمريكية

في خطوة تعبيرية رمزية، قررت بلدية أرجيليه غازوست الصغيرة في جنوب غرب فرنسا، والتي يقطنها نحو 3,000 نسمة، إزالة مشروب "كوكا كولا" من فعالياتها المحلية احتجاجاً على السياسة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كما تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة ودول أخرى، مثل فرنسا، توتراً كبيراً على خلفية الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب على السلع الأجنبية، ما أثار ردود فعل غاضبة في العديد من الدول.
وقد أعربت البلدية عن استنكارها للزيادة المفرطة في الرسوم الجمركية، كما اعتبرت أن هذه الإجراءات تُؤثر سلباً على الأفراد والمجتمعات المحلية.
كما قالت رئيسة البلدية، غايل فالين، إن هذه الخطوة تأتي كرد فعل على "السياسة العدوانية" للرئيس الأمريكي، مضيفةً أن البلدية ستستبدل "كوكا كولا" بعصير التفاح المحلي، الذي يُنتج في المنطقة، كمبادرة لدعم المنتجات المحلية وللتعبير عن موقفها من السياسة التجارية الأمريكية.
و أوضحت أن هذه الخطوة "لن تغير مجرى التاريخ"، لكنها تعتبر "لفتة رمزية" لتوجيه رسالة احتجاج.
التأثير الرمزي للمقاطعة
تعتبر هذه الخطوة جزءاً من نمط أوسع من الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا ضد السياسة الأمريكية. ففي الآونة الأخيرة، أظهرت الدراسات تراجعاً ملحوظاً في صورة الولايات المتحدة بين الفرنسيين، حيث بيّن استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "Ifop" أن حوالي 32% من الفرنسيين يقاطعون منتجاً أمريكياً واحداً على الأقل.
و تعد "كوكا كولا" من بين أكثر العلامات التجارية الأمريكية التي يتجه الفرنسيون لمقاطعتها، بالإضافة إلى شركات أخرى مثل "تسلا" و"إكس" (المعروفة سابقاً بتويتر).
المقاطعة تُعد وسيلة احتجاج جماعي فعّالة في بعض الأحيان، وهي ليست بالأمر الجديد في تاريخ الحركات الاجتماعية؛ فقد سبق استخدامها في سياقات مختلفة مثل الاحتجاج ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا أو ضد سياسات إسرائيل في فلسطين. إلا أن استخدام هذه الطريقة للاحتجاج ضد الولايات المتحدة يعد تحولاً لافتاً في المشهد الفرنسي.
موقف المجتمع الفرنسي من المقاطعة
وفقاً للاستطلاع، يؤيد 62% من الفرنسيين دعوات المقاطعة ضد الشركات الأمريكية. وقد أشار البعض إلى أن هذه المبادرات لا تقتصر على الشعور بالغضب من سياسات الرئيس الأمريكي، بل تمتد لتعبير عن رفض للهيمنة الاقتصادية الأمريكية، ودعماً في الوقت ذاته للمصالح الوطنية والمحلية.
المقاطعة، رغم أنها قد لا تؤثر بشكل كبير على السياسات الأمريكية، تظل وسيلة فعالة للتعبير عن المواقف الشعبية، وتأكيد رغبة المجتمعات في الاحتفاظ بهوياتها الاقتصادية والثقافية بعيداً عن التدخلات الخارجية.