اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
اليوم ختام اكبر تجمع لمصنعي ملابس الاطفال و الاقمشة في مصر والشرق الاوسط الأجهزة المصرية تنقذ مركب يحمل سياحا أجانب ومواطنين من الغرق في خليج العقبة مصر تحبط مخططات تستهدف الأمن القومي الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.. مرونة شعبية مقابل تصلب سياسي.. هل تنقذ الدبلوماسية ما أفسدته الرسوم؟ صرخة في وجه العالم.. «الأغذية العالمي» يحث الجميع على إعطاء الأولوية لاحتياجات أهل غزة في عيد الفصح.. بابا الفاتيكان يرفع صوته الضعيف ويندد بالوضع المأساوي بغزة والعالم عدوان مركّب.. حين تتحوّل جنين إلى ثكنة.. وغزة لمقبرة جماعية المبعوث الأمريكي لأوكرانيا يكشف عن هدنة قريبة قصة ”الظرف المختوم” الذي يمتلكه رئيس الشاباك الإسرائيلي ضد نتنياهو هدنة عيد الفصح بين روسيا وأوكرانيا.. محاولة مؤقتة للسلام تنهار تحت نيران التشكيك والتصعيد باكستان وأفغانستان بين شبح الانفجار والانفراج.. تفاهمات أمنية وتجارية كاتب إسرائيلي: شرق أوسطهم الجديد تطبيع بلا عدالة

اليمن بين النار والسماء.. تصعيد أمريكي حوثي يعيد خريطة النفوذ في الشرق الأوسط

ضربات أمريكية
ضربات أمريكية

في تصعيد جديد يُنذر باتساع رقعة التوتر في منطقة الشرق الأوسط، شنت القوات الأمريكية سلسلة من الغارات الجوية على أهداف تابعة لجماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء وعدد من المحافظات الأخرى، ما أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين، وفق ما أعلنت وسائل إعلام حوثية. يأتي هذا التصعيد في إطار أكبر حملة عسكرية أمريكية ضد الجماعة المتحالفة مع إيران، منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في يناير الماضي.
الضربات الأمريكية التي نُفذت مساء السبت طالت جزيرة كمران في محافظة الحديدة، ومديرية حرف سفيان في محافظة عمران، بالإضافة إلى أهداف في العاصمة صنعاء وضواحيها. وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين مقتل شخص وإصابة تسعة آخرين، بينهم مدنيون أصيبوا في أحياء سكنية داخل العاصمة.
القيادة المركزية الأمريكية نشرت في وقت متزامن مقاطع مصورة من على متن حاملتي الطائرات "هاري ترومان" و"كارل فينيسون"، مؤكدة أن العمليات الجوية "مستمرة على مدار الساعة" ضد جماعة الحوثي، في إشارة واضحة إلى استراتيجية أمريكية تستند إلى الضغط المستمر لإجبار الحوثيين على وقف هجماتهم ضد حركة الملاحة في البحر الأحمر.


من جانبها، أعلنت جماعة الحوثي إسقاط طائرة مسيّرة أمريكية من طراز MQ-9 في أجواء صنعاء، مشيرة إلى أنها الطائرة الثانية التي تُسقطها الجماعة خلال 24 ساعة، والسادسة خلال شهر أبريل الجاري. وادعت الجماعة أن عدد المسيرات الأمريكية التي أسقطتها حتى الآن بلغ 21 طائرة، ما يعكس تطوراً في قدراتها الدفاعية الجوية، أو على الأقل في تكتيكها الدعائي لمواجهة التفوق الجوي الأمريكي.


البحر الأحمر محور الصراع

خلف هذا التصعيد تقف أزمة جيوسياسية متشابكة، محورها البحر الأحمر. فمنذ نوفمبر 2023، شن الحوثيون عشرات الهجمات على سفن تجارية تمر عبر الممر الملاحي الحيوي، قائلين إنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل، رداً على الحرب في غزة. إلا أن هذه الهجمات تسببت في اضطرابات دولية بالغة، دفعت الولايات المتحدة إلى التدخل عسكرياً بشكل مباشر لحماية حركة الشحن البحري، وفرضت نفسها لاعباً رئيسياً في معادلة الردع الإقليمي.
الإدارة الأمريكية، التي انتقلت من سياسة الاحتواء في عهد بايدن إلى نهج هجومي مباشر في عهد ترامب، ترى في الحوثيين تهديداً متزايداً للتجارة الدولية وحلفائها في المنطقة، خاصة مع اتساع نطاق الهجمات وتهديدها لمصالح حيوية.


حرب الوكالة تشتعل من جديد

التطورات الأخيرة تُعيد إلى الواجهة طبيعة الصراع في اليمن كواحد من أبرز مسارح "حروب الوكالة" بين الولايات المتحدة وإيران. فالحوثيون، المتهمون بتلقي الدعم العسكري واللوجستي من طهران، باتوا هدفاً متكرراً في الاستراتيجية الأمريكية الرامية إلى احتواء النفوذ الإيراني، ليس فقط في اليمن بل في عموم الإقليم.
وفي حين لا تزال الولايات المتحدة تحافظ على تفوقها العسكري الجوي والتكنولوجي، إلا أن التصعيد الميداني يطرح تساؤلات حول فاعلية الحملة في تحقيق أهدافها، ومدى استعداد الحوثيين للدخول في مواجهة طويلة الأمد، خاصة مع ادعائهم المتكرر بإسقاط طائرات متطورة.
ما القادم؟
الضربات الجوية الأمريكية، ورد الحوثيين بإسقاط الطائرات المسيّرة، يشيران إلى مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة التي قد تتسع لتشمل أهدافاً غير يمنية، في حال استمر التصعيد من الطرفين. كما أن الصمت النسبي من القيادة المركزية الأمريكية على تفاصيل الضحايا المدنيين، يفتح الباب أمام حملة إعلامية مضادة قد توظفها الجماعة لتعزيز موقفها داخلياً وخارجياً.
في هذا السياق، تتزايد المخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة إقليمية أوسع، خاصة إذا رُبطت هذه التطورات بمسارات أخرى مشتعلة في غزة، ولبنان، والعراق. أما السؤال الحاسم الآن فهو: هل تنجح الولايات المتحدة في فرض معادلة ردع جديدة، أم ستواجه استنزافاً جديداً في ساحة لا تنتهي فيها الحروب بسهولة؟.

موضوعات متعلقة