اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: الاصطفاء سنة من سنن الله في كونه ما حكم قراءة القرآن مصحوبا بموسيقى؟.. الإفتاء تجيب بعد إقامة الاحت.لال قواعد عسكرية في غ.زة.. مرصد الأزهر: أهدافه ”الغير معلنة” كشّرت عن أنيابها التنظيم والإدارة يعلن عن وظائف خالية بالأوقاف المصرية.. (الشروط ورابط التقديم) وزير الأوقاف المصري يوجه رسالة مهمة للمتقدمين لوظائف الأئمة الأحد المقبل.. انطلاق الملتقى الأول للتفسير القرآني بالجامع الأزهر الاثنين المقبل.. «الأوقاف المصرية» تعقد 100 ندوة علمية حول «جريمة الفتوى بغير علم» غدا.. الأوقاف المصرية تطلق برنامج ”لقاء الجمعة للأطفال” بالمساجد الكبرى مرصد الأزهر يكشف ما يعول عليه تنظيم د.ا.عش مستقبلا «الأوقاف المصرية» تضع خطة شاملة لتطوير الدعوة ومواجهة التطرف في شمال سيناء كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة

خبراء يحذرون: الشارع العربي ينتفض.. وغزة تقترب من مجاعة مؤلمة

قصف غزة يهدد العالم بحرب عالمية وحشية ثالثة..

مبعوث الصين للشرق الأوسط: العنف في غزة لا ولن يجد مخرجا للمشكلة..

تقرير بقلم: أحمد بدر نصار

كل المؤشرات من حولنا، تؤكد أن أزمة عزة، سوف تطول، والتي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي، بهجوم مفاجئ من المقاومة الفلسطينية "حركة حماس" أطلقت عليه "طوفان الأقصى" ضد إسرائيل ونجاحهم في اختراق الجدار الحديدي، الذي وصفته إسرائيل بأنه السور الذي لا يخترق، وصرفت عليه، ما يقدر بنحو مليار دولار، وكان الهدف منه منع العمليات الاستشهادية التي كان يقوم بها عناصر المقاومة الفلسطينية، من حينا لأخر، وحقق هجوم المقاومة قتل أكثر من 1400إسرائيلي، وإصابة الآلاف، وتم أسر ما يزيد عن 200إسرائيليا ما بين ضابط وجندي ومدنيين.

ومن الدلائل التي تؤكد إطالة الأزمة، الفيتو الأمريكي، ضد القرار البرازيلي، في مجلس الأمن، الداعي إلى هدنة بين إسرائيل وحماس، لإدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وخروج الرئيس الأمريكي جو بايدن علينا بيصرح بأنه يدرس إرسال 10مليارات دولارات، دعما لإسرائيل، فضلا عن تصريح وزير الدفاع الأمريكي، بأنهم يدرسوا أيضا إرسال ألفين جندي أمريكي، لمساعدة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، في هجومهم المتواصل على قطاع غزة، الذي لم يتوقف حتى الآن، والذي أسفر وفقا لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية عن 4200شهيدا، و13ألف مصاب، منهم 1524 طفلا و1000 سيدة و120 مسن إضافة إلى إصابة 12493 آخرين بجراح مختلفة منهم 3983 طفلا و 3300 امرأة، والأعداد في تزايد مستمر وسط رفض دولي بوقف إطلاق النار.

مواقف الدول والشارع

وجاءت مواقف الدول والمنظمات العربية والدولية المختلفة،تجاه الحرب المشتعلة الآن في قطاع غزة، مختلفة، فجميع دول العالم الغربي لاسيما دول الاتحاد الأوربي، أعلنوا تعاطفهم وتأييدهم المطلق، لما تقوم به إسرائيل، تجاه سكان غزة، فجميع الدول الأورووبية أعلنت استعدادها لتقديك كل يد العون لإسرائيل، التي قطعت عن سكان غزة، كل سبل الحياة الأساسية من مياه، وغذاء، وكهرباء، ليعيشوا فقط، تحت نور الصواريخ الإسرائيلية التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية، التي دمرت ما يزيد عن 98 ألف بيتا فلسطينيا، وإبادة لأسرة بكاملة، فضلا عن وجود 100طفل وطفلة فقدوا عائلاتهم بالكامل داخل قطاع غزة .

هذا بجانب ما كشف عنه بيان المرصد الأورومتوسطي، لحقوق الإنسان، والذي قال: إن إسرائيل أسقطت على غزة ما يعادل "ربع قنبلة نووية"، منوها في الوقت نفسه إلى أن إسرائيل تقتل حاليا 14 فلسطينيا كل ساعة بالمتوسط في هجومها المتواصل على غزة، وأوضح البيان، أن الضربات الإسرائيلية دمرت أو ألحقا أضرارا بما لا يقل عن 73 مدرسة و61 مقرا إعلاميا و18 مسجدا و165 منشأة صناعية.

وتعد فرنسا، والتي يوجد بها أكبر جالية يهودية في أوربا حيث يسكنها 500ألف يهودي، من الدول التي أكدت دعمها لإسرائيل، وردها المشروع على ما وصفته بـ "الأعمال الإرهابية"، واعتبرت أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها والقضاء على الجماعات الإرهابية، بما في ذلك حماس، كما أعلن وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو، في تصريحات لمجموعة "إيبرا" الصحافية، أن فرنسا تقدم معلومات استخبارتية لإسرائيل، بل وصل الأمر أن فرنسا سنت قوانين لمنع التظاهر على أرضها لمن يدعم القضية الفلسطينية، في الوقت نفسه دعت فرنسا إلى حماية السكان المدنيين في غزة، ونددت بالقصف الذي طال مستشفى المعمداني، وطالبت إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية للقطاع بدون تأجيل.

موقف الصين وروسيا

يعد الموقف الروسي من القضية الفلسطينية، ثابت بشكل واضح منذ عام 2002، كجزء من مشاركتها بجانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، في "اللجنة الرباعية" للقوى المكلفة بالمساعدة في الوساطة، حيث تطالب روسيا دوما بضرورة العمل على حل الدولتين وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، كما تحافظ على علاقات دبلوماسية واقتصادية مع كلا من إسرائيل والدول العربية، في الوقت التي ـأعلنت فيها روسيا أكثر من مرة رفضها لجميع القرارات، الإسرائيلية أحادية الجانب والتي أبرزها بناء المستوطنات، فضلا عن اتهامها للولايات المتحدة الأمريكية بالتحيز الواضح تجاه إسرائيل وعدم الالتزام بالحياد، فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وكذلك جاء موقف الصين منصفا، وعادلا، وداعيا لوقف إطلاق النار ، وعدم استهداف المدنيين، داخل قطاع غزة، كما أصدرت الصين في اليوم التالي من اندلاع الحرب بيانًا دعت من خلاله "الأطراف المعنية إلى التزام الهدوء وضبط النفس وإنهاء الأعمال العدائية على الفور لحماية المدنيين"، دون ذكر حماس فيه. كما أدانت في بيان أخر الضرر الذي يلحق بالمدنيين موضحة أنها: "صديقة لكل من إسرائيل وفلسطين". فضلًا عن دعمها لحل الدولتين الذي من شأنه إنشاء وطن فلسطيني مستقل.

كما حرص المبعوث الصيني للشرق الأوسط، تشاي جون، على التواصل مع مسئولين فلسطينيين ومصريين وإسرائيليين، للتأكيد على أهمية الوقف الفوري، لإطلاق النار وتقديم دعم إنساني للشعب الفلسطيني. كما وجه رسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين مفادها أن الصين: "ليس لديها مصالح أنانية بشأن القضية الفلسطينية، ولكنها تقف دائما إلى جانب السلام".

وأكد تشاى جون، خلال مشاركته في قمة القاهرة للسلام 2023 أن القمة جاءت فى توقيت حاسم، إذ أن الوضع في قطاع غزة خطير للغاية، مشددا على ضرورة حشد قوته وبذل جهود مشتركة لوقف إطلاق النار وأعمال العنف والقتال، مؤكدا أن وقف إطلاق النار أيضًا يمكن أن نفكر بحل جذرى ونهائي للقضية الفلسطينية.

ونوه أن موقف بلاده من القضية الفلسطينية، واضح وثابت، ولن يتغير، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التأخر في إيجاد الحل للقضية هو السبب الجذرى لتفاقم الوضع الحالى، وأنه على المجتمع الدولى تجنب حدوث كوارث إنسانية أكبر في المنطقة، إذا لم نسمه لصوت العقل والحكمة، مؤكدا أن العنف لا يمكن أن يجد مخرجًا للمشكلة، وأن السبيل العسكرى، أيضا لا يؤدى إلا استمرار الصراع، كما ذكر أن حل الدولتين اقتراح على الجميع العودة له، لتحقيق حقوق للشعب الفلسطيني المشروع وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة.

حركة الاويغور وإدانة حماس

رغم موقف الصين، الرامي، إلى وقف إطلاق النار، وعدم استهداف المدنيين، إلا أن برنامج حركة الاويغور، المعارض لموقف الرسمي للصين، خرج بتصريحات غريبة، كونها حركة مسلمة، حيث قام أرسلان هدايت مدير برنامج حركة الاويغور بعمل تويته قال فيها " انه بناء علي الأحداث الجارية في فلسطين فإنني اعتقد انه لو قرر أفراد الشعب الاويغور اي مقاومة الاحتلال الصيني فانه سيتم تصنفيهم كارهابيين، إلا أن الحركة قامت في ١٠ أكتوبر أيضا بعمل تويته أخري ذكرت فيها أنها تعتذر وأنها تدين حركة حماس. وقالت أود أن نعبر عن عميق اعتذرنا المخلص عن التويته السابقة و نعبر عن أسفنا بخصوص الهجوم علي المدنيين وعن كل الذين تعرضوا للمعاناة بسبب هذه الهجمات وأن حركة الاويغور تكافح كفاحا سلميا ضد الحكم الإرهابي للحزب الشيوعي الصيني في سبيل الكرامة الإنسانية ولذلك ندين بكل قوة الهجمات البشعة لحركة حماس علي المدنيين الأبرياء.

موقف مصر

وتعد جمهورية مصر العربية، من أوائل الدول العربية، التي أعلنت استعدادها، لمساعدة غزة، وعملت على تجهيز مئات الشاحنات الممتلئة بالمساعدات الغذائية، ولكن تعنت الجانب الإسرائيلي، عمل على تأخير المساعدات لقطاع غزة لعدة أيام، كما أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد اجتماع العاجل مع مجلس الأمن القومي المصري، رفضه القاطع عن تهجير أهل غزة إلى سيناء، وأعتبر ذلك يجر مصر إلى حرب مع إسرائيل، التي بينها وبين مصر اتفاقية سلام عمرها يزيد عن أربعين سنة.

كما دعا الرئيس السيسي، إلى قمة في القاهرة للسلام، يوم السبت 21أكتوبر، ولبى الدعوة ما يزيد عن 30 دولة ومنظمة دولية، كذلك أصدر 50شخصية عربية دولية، على رأسهم الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى ، وفخامة الرئيس أمين الجميل رئيس جمهورية لبنان السابق، فخامة الرئيس ميشال سليمان رئيس جمهورية لبنان الأسبق، دولة فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق، دولة إياد علاوي رئيس وزراء العراق السابق، ودولة طاهر المصري رئيس وزراء الأردن السابق، ومعالي مصطفى عثمان رئيس وزراء السودان الأسبق، والسفير محمد عرابي، وزير خارجية مصر السابق، بيانا أعلنوا فيه تأييدهم للقمة وطالبوا عدة مطالبة تمثلت في اتخاذ موقف موحد رافض للعدوان وداعٍ لاستثمار المكانة المعنوية والمادية والاقتصادية للدول العربية والدول الصديقة في تعزيز الجهود لمواجهة وردع ووقف هذا العدوان الظالم، وفي فرض التزام إسرائيل وتطبيقها للقرارات الدولية ذات الصلة، وبانسحابها التام والفوري من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، مع ضرورة البدء فوراً بإدخال المساعدات الغذائية والدوائية إلى غزة، وإنهاء حصار إسرائيل اللاإنساني، وإعادة تشغيل شبكات المياه والكهرباء وإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة، وتمكين المستشفيات والمدارس التي تعرّضت للعدوان البربري في قطاع غزة من استئناف عملها، والشروع بترتيب عقد مؤتمر دولي مرتبط بسقفٍ زمني لإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ ما أقرّته القمة العربية في بيروت عام 2002، والقائمة على أساس الأرض مقابل السلام وحلّ الدولتين.

طالبوا بضرورة تدشين صندوق عربي ودولي لإعادة اعمار غزة والمناطق التي تم تدميرها في الضفة الغربية، والتعويض لآلاف الضحايا لمن استشهدوا أو أصيبوا في هذه الحرب المجنونة، وكذلك للذين فقدوا منازلهم.

بينما أعلن منتدى شباب العالم دعمه وتضامنه الكامل مع الشعب الفلسطينى، وإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق المدنيين العزّل من الفلسطينيين، مؤكدين كامل تأييدهم لموقف الدولة المصرية الداعم لحقوق القضية الفلسطينية، وحقوق الفلسطينيين في الدفاع عن أراضيهم.

الصمود الحل الوحيد

أكد السفير دياب اللوح،سفير فلسطين بالقاهرة، أن الحل الوحيد أمام الشعب الفلسطيني هو الصمود في مواجه هذا الاحتلال والعدوان الغاشم، معربا في الوقت نفسه عن شكره وتقديره، للدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي على المواقف التي وصفها بالصلبة الرائعة، والتي من شأنها تعمل على دعم الشعب والقضية الفلسطينية، وتأكيدا على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيريه وإقامة دولته المستقلة على أرضه.

وأضاف "اللوح" نحن نرفض كل المخططات القديمة والحديثة والمستقبلية التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني الحر من أرضه المحتلة، مؤكدا أنه رغم كل المجازر المرعبة، التي يشاهدها العالم، نحن نتمسك البقاء على هذه الأرض حتى لو أحرقها ودمرها الاحتلال".

ونوه السفير الفلسطيني، أن الشعب الفلسطيني، يعيش حاليا، كارثة إنسانية وعقوبات جماعية تطال كل الشعب الفلسطيني، من النساء والشيوخ والأطفال، ولدينا 15 ألف بين شهيد وجريح، والصور تعكس حجم الدمار المروع وما يتعرض له الشعب من قصف عنيف بجانب المجازر التي لم تتوقف على مدار الساعة، منوها أن قطاع غزة بدون كهرباء ومياه للشرب ومواد طبية، أي قطاع بلا حياة حرفيا.

خلافات بقمة القاهرة

حدثت خلافات بين المشاركين في قمة القاهرة للسلام، بسبب إصرار ممثلوا الغرب الذين حضروا القمة، على وصف حركة حماس في البيان الختامي، بكونها جماعة إرهابية، فضلا عن رفضهم إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، إلا أن الجانب العربي رفض بشدة، هذا الأمر، وهو الأمر الذي انتهى بعدم صدور بيان ختامي، والاكتفاء ببيان رئاسي من قبل جمهورية مصر العربية، طالبت فيه بضرورة وقف الحرب، ووقف استهداف المدنيين، ورفض مصر قبلول التهجير القسري لسكان غزة ، وتصفية القضية الفلسطينية على حساب أمن مصر القومي، والعمل على حل نهائي للصراع من خلال حل دولتين، لينعم الجميع في سلام تام، كما حذرت مصر في بيانها من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم".

ومن جانبه أعرب الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، عن ترحابه بمخرجات قمة القاهرة للسلام، والتي كان أهمها هي التوافق العربي والدولي على ضرورة استدامة توصيل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة المحاصر قبل 15 يومًا.

وأضاف أن قمة القاهرة للسلام، كانت واضحة في تبني الموقف الفلسطيني، وعمل على وضع رأس أولوياتها ضرورة وقف العدوان الغاشم على قطاع غزة، واستدامة وصول المساعدات، والسعي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

"موقف الأردن"

وجاءت الأردن من أوائل الدول، التي أدانت جرائم إسرائيل وقصفها للمدنيين، حيث استنكر وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قتل آلاف المدنيين الأبرياء في غزة وهدم منازلهم، وقال الصفدي إن الإسرائيليين لن يحصلوا على الأمن ما لم يحصل عليه الفلسطينيون.

وأضاف "الصفدي" في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، نشرته وزارة الخارجية الأردنية في مقاطع فيديو عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا، ردا على تصريح الوزيرة الألمانية بأن ما تقوم بإسرائيل في غزة هو "دفاع عن النفس"، فقال: "لنعرف ما هو الدفاع عن النفس في القانون الدولي، ولن أدخل في قضية احتلال، لأن هذا واقع لكن لنتحدث بعقلانية بسيطة".

وأردف "الصفدي" متسائلا : "هل قتل أكثر من 4 آلاف فلسطيني، وتدمير 100 ألف بيت هو دفاع عن النفس؟.

والحقيقة الشارع العربي، انتفض، كما لو لم ينتفض من قبل، فجميع الشعوب العربية، خرجت في الشوارع والميادين العامة حاملى أعلام دولة فلسطين، وراحوا يهتفون بصوت عالي، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، وخرج بعضهم يتظاهر بقوة أمام السفارات الأمريكية والإسرائيلية، حتى أن إسرائيل قررت سحب سفراءها من دول مثل مصر والأردن والمغرب وعدد من دول العالم خشيا من رد فعل الشارع العربي الغاضب، هذا بجانب الجامعات المصرية والعربية، التي أحدثت دوي كبيرا مطالبين بوقف الحرب ضد شعب أعزل.

والشارع الغربي، رغم إعلان حكومات هذه الدول دعمها الكامل لإسرائيل، إلا الجاليات العربية والمسلمة كان لها كلمة، وخرجت المظاهرات لتعلن رفضها من انحياز أمريكا لإسرائيل، حتى أن منظمة "ناطوري كارتا" اليهودية، المناهضة لإسرائيل، خرجت في مظاهرات تطالب بقوف ضرب غزة وإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني.

"مواقف المنظمات الدولية"

ومن المنظمات الدولية، التي كان دورا وصوتا قويا في الأزمة الحالية، كانت منظمة اليونيسف، التي صرخت من خلال بياناتها بقولها إن أطفال غزة يدفعون الثمن الباهظ، مع مئات القتلى، حيث قال المتحدث باسم اليونيسف جيمس إيلدر، في المؤتمر الصحفي الذي عُقد مؤخرا في قصر الأمم في جنيف إن كل ساعة في غزة يرتفع عدد الأطفال الذين قتلوا، مناشدا: قتل الأطفال يجب أن يتوقف.

وأضاف أيضا "يجب إعادة شمل الأطفال الإسرائيليين المحتجزين كرهائن في غزة بشكل آمن وفوري مع عائلاتهم وأحبائهم.، لافتا في الوقت نفسه إلى أن الوضع الإنساني في غزة وصل إلى مستويات مميتة .

كما دعت "اليونيسف"، إلى وقف فوري لإطلاق النار حيث تم تحذير 1.1 مليون شخص - نصفهم تقريبًا من الأطفال - للابتعاد قبل ما يُتوقع أن يكون هجومًا بريًا على أحد أكثر الأماكن كثافة سكانية في الكوكب، ولكن لا يوجد مكان آمن ليذهب إليه المدنيون.

وأضاف البيان "لقد نفد الغذاء والماء والكهرباء والأدوية وإمكانية الوصول الآمن إلى المستشفيات للأطفال والأسر في غزة، وذلك بعد أيام من الغارات الجوية وقطع جميع طرق الإمداد، منوها في الوقت نفسه إلى أنه ما لا يقل عن ستة آبار مياه وثلاث محطات لضخ المياه وخزان مياه واحد ومحطة تحلية واحدة تخدم أكثر من مليون شخص، تعرضت للقصف، مشددة : يجب أن يكون العاملون في المجال الإنساني قادرين على الوصول بأمان إلى الأطفال وأسرهم من خلال الخدمات والإمدادات المنقذة للحياة - أينما كانوا.

وأكدت "اليونيسف" في بيانها، أن الوضع في غزة يتدهور بسرعة. ولا يزال الأطفال يدفعون أفدح الثمن للعنف، وناشدت بضرورة التبرع على وجه السرعة لإرسال المساعدات العاجلة إلى غزة ودولة فلسطين على نطاق أوسع.

وتعد منظمة الصحة العالمية، من المنظمات التي أعلنت تكرارا ومرارا أن الوضع في غزة "سيصبح خارج السيطرة" بسبب العجز عن إيصال مساعدات إنسانية جاهزة للتسليم.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، المير العام للمنظمة: "مع كل ثانية نتأخر فيها في إدخال المساعدة الطبية نخسر أرواحا"، مشددا على أن الإمدادات الطبية عالقة منذ أيام عند الحدود بين مصر وقطاع غزة.

كما أدانت منظمة الصحة العالمية هجوم إسرائيل على مستشفى المعمداني، والذي راح ضحيته ما يزيد عن 500شهيدا، ومئات المصابين، فالمستشفى كان يعمل، وبه مرضى ومقدمو رعاية صحية والمسؤولون عن رعاية المرضى، ونازحون داخليًا كانوا يحتمون به.

وقالت المنظمة فى بيان لها ، كان المستشفى واحدًا من 20 مستشفى في شمال قطاع غزة أصدر لهم الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء، ولكن كان من المستحيل تنفيذ أمر الإخلاء نظرًا لحالة انعدام الأمن السائدة، والحالة الحرجة للعديد من المرضى، وافتقار النظام الصحي لما يلزم من سيارات إسعاف وموظفين وأسرّة في المستشفيات، وعدم وجود مأوى بديل للنازحين الذين يحتمون به.

ودعت المنظمة، إلى ضرورة العمل الفوري على توفير حماية فعالة للمدنيين والرعاية الصحية فورًا، فأوامر الإخلاء يجب إلغاؤها، ويجب التقيد بالقانون الإنساني الدولي الذي يوجب توفير حماية فاعلة للرعاية الصحية وعدم استهدافها مطلقًا.

والحقيقة أن إسرائيل، لم تكتف بتدمير المستشفى، حتى راحت تقصف، كنيسة يحتمى بها مئات النازحين بغزة، حيث أعلن المكتب الإعلامي التابع وزارة الداخلية والأمن الوطنى بفلسطين، بقيام الاحتلال الإسرائيلي بمجزرة جديدة يرتكبها بحق مئات النازحين داخل كنيسة الروم الآرثوذكس بمدينة غزة، مما أسفر عن وقوع أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.

ومن جانبها أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، ما أدى إلى سقوط أكثر من 4000 شهيد وآلاف الجرحى من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال وتدمير البنايات السكنية والمنشآت المدنية والبنية التحتية والمشافي والمدارس وأماكن العبادة ومنشئات الأمم المتحدة، وحملت المنظمة إسرائيل، قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذا العدوان الآثم، داعية، في الوقت نفسه، المجتمع الدولي للتدخل العاجل لإجبار إسرائيل، قوة الاحتلال، على الوقف الفوري لاعتداءاتها الجارية ضد الشعب الفلسطيني، وضمان فتح ممرات إنسانية لتسهيل وصول الأدوية والمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى قطاع غزة.

بينما أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في بيانا لها أن 5 مدارس تشرف عليها لجأ إليها الفلسطينيون في مدينة غزة، "لم تعد آمنة" بعد تهديد إسرائيل بقصفها، لافتة إلى أن إسرائيل طلبت منها إخلاء خمس مدارس، مضيفة "لقد أبلغتنا إسرائيل بضرورة إخلاء هذه البنية التحتية في أسرع وقت ممكن".

وأعربت الوكالة الأممية عن أسفها قائلة: "لقد فعلنا ما في وسعنا للاحتجاج ورفض هذا القرار، لكن الخلاصة هي أنه من الآن فصاعدا لم تعد بنانا التحتية آمنة"، داعية إلى إخلاء "فوري".

في الوقت نفسه، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تلقى "تهديدا من قبل سلطات الاحتلال بقصف مستشفى القدس" في مدينة غزة.

"العفو الدولية..وجرائم الحرب"

وفي تقرير لها تحت عنوان "أدلة دامغة على ارتكاب جرائم حرب في هجمات إسرائيلية" أكدت منظمة العفو الدولية، أن ما تقوم به القوات الإسرائيلية في تكثيف هجومها الكارثي على قطاع غزة المحتل، يعد جرائم حرب، كونها غارات عشوائية، تسببت في سقوط أعداد كبيرة في صفوف المدنيين، ويجب التحقيق فيها على أنها جرائم حرب.

وقالت المنظمة في تقريرها، إنها اعتمدت على ناجين وشهود عيان، وحللت صور الأقمار الاصطناعية وتحققت من الصور ومقاطع الفيديو للتحقيق في عمليات القصف الجوي التي نفذتها القوات الإسرائيلية في الفترة من 7 إلى 12 أكتوبر، والتي أدّت إلى دمار مروّع، وفي بعض الحالات، قضت على عائلات بأكملها.

وفي تصريحات سابقه لها، قالت أنياس كالامار، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: “لقد أظهرت القوات الإسرائيلية، في نيتها المعلنة استخدام كافة الوسائل لتدمير حماس، ازدراءً صادمًا لأرواح المدنيين. لقد دمرت شارعًا تلو الآخر من المباني السكنية، مما أسفر عن مقتل المدنيين على نطاق واسع وتدمير البنية التحتية الأساسية، بينما تؤدي القيود الجديدة التي فرضتها إلى النفاد السريع للمياه والأدوية والوقود والكهرباء في غزة.

وأضافت أنه طيلة 16 عامًا، أدى الحصار الإسرائيلي غير القانوني إلى تحويل غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم ـ ويتعين على المجتمع الدولي أن يتحرك الآن للحؤول دون تحويل غزة إلى مقبرة جماعية هائلة.

"جرام حرب على الهواء"

أكد عصام شيحة، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن ما يحدث الآن في قطاع غزة من قتل المدنيين بوحشية، وهدم المستشفيات، والمساجد والمدارس، وهدم ألاف المنازل السكنية، وإبادة كل سبل الحياة الأساسية ما هي إلا جرائم حرب على الهواء، وسط صمت عالم مريب.

وتابع: نرى لأول مرة مجلس الأمن فشل فشلا ذريعا، في وقف إطلاق النار فى غزة، منوها إلى أننا أيضا نرى لأول مرة دول تشجع المعتدي على الاستمرار في اعتدائه وقتل المدنيين، والضمير العالمي نائم لابد من أن يستيقظ، قبل فوات الآوان، مؤكدا أنهم كمنظمة حقوقية يجهزون ملفا ضخما لتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية، لمعاقبة إسرائيل على جرائمها التي ترتقي إلى جرائم حرب علنا، وصفا العالم بأنه عالم لا يخجل مما يحدث.

"الخروج من الأزمة"

ومن جانبه أكد عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، أن الخروج من الأزمة الراهنة، يرتبط بمسبباتها، وهي سياسات وممارسات حكومة الاحتلال المتطرفة، التي أعلنت عن ما أسمته بمخطط "الحسم" وتقصد حسم الصراع مع الشعب الفلسطيني، وقتل أي جهد وأمل بدولة فلسطينية وإنهاء القضية الفلسطينية، ولجأت في سبيل ذلك للعدوان والمجازر الدامية والإرهاب بحق الشعب الفلسطيني، وتحديدا في مخيمات ومدن وقرى الضفة الفلسطينية، وصعدت من الاستيطان وأطلقت يد المستعمرين لقتل أبناء شعبنا، واعتدت على المقدسات ورجال الدين، ومست بمكانة وقداسة المسجد الأقصى، ونكلت بالأسرى.. وهو ما فجر الأوضاع رغم تحذيراتنا المتواصلة من تبعات هذا السلوك الإجرامي.

وتابع: ولوقف المعركة مطلوب فلسطينيا وحدة الموقف وتكاتف الجماهير في نصرة شعبنا في قطاع غزة ورد العدوان والدفاع عن أنفسنا ووجودنا ومستقبل قضيتنا، ومن ثم بلورة موقف فلسطيني عربي دولي مع دول العالم المساندة للشعب الفلسطيني لتحقيق إرادة دولية لدفع المجتمع الدولي لوقف فوري لحرب الإبادة وفتح ممرات أمنة للمساعدات الإنسانية، مع وقف أي مخطط للتهجير القسري، لشعبنا من القطاع وهو ما يندرج تحت بند "جرائم الحرب" ووقف الكارثة الإنسانية بكل جوانبها والتي وصل إليها القطاع نتاج القصف المتواصل على البيوت والجامعات والمساجد والمشافي، والطواقم الطبية والصحفية وقطع الماء والغذاء والاتصال والكهرباء..

وأردف"دولة" قائلا: ومن ثم إعادة الاعتبار للشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة والخلاص من الاحتلال وإقامة الدولة وتقرير المصير.. وهذا هو مفتاح الحل لأي حالة من الاستقرار والسلام في كامل المنطقة والعالم، ودون ذلك فإن المنطقة على بئر من البارود الذي أشعل فتيله الاحتلال والعملية الاستعمارية الاحلالية المتنكرة للحق الفلسطيني.

وأكد "دولة" أن تعنت الاحتلال في إدخال المساعدات الإنسانية ينسجم وعقلية الاحتلال الاجرامية التي لا تعرف إلا سلوك القصف والقتل والتدمير والحصار.. يسانده ويدعمه موقف دولي، تتصدره أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا ومن يقف معهم، ما يشجع الاحتلال على عدم الاستجابة لأي نداء إنساني بهذا الخصوص، وهو من اجل ممارسة ضغط أكبر على الشعب الفلسطيني في القطاع للهجرة القصيرة، والإعداد لهجوم أكثر إجراما ربما يمتد لاجتياح بري دامي.

"موقف مصر واضح للعالم"

أكد السفير محمد عرابي، وزير الخارجية المصري الأسبق، أن إدارة الأزمة الفلسطينية من جانب مصر، واضح للعالم، لافتا إلى أن الرئيس السيسي، تلقى اتصالات عديدة من رؤساء دول العالم، لأنهم يعلموا قيمة ومكانة مصر، ودورها الحيوي والمهم في دعم القضية الفلسطينية.

وطالب الجانب الإسرائيلي، بضرورة وقف استهداف المدنيين، والسماح للمساعدات الإنسانية أن تدخل قطاع غزة، مؤكدا أن مصر سنكون نقطة انطلاق لهذه المساعدات، والعالم كله يدرك مكانة مصر في هذا الدور، مشيدا في الوقت نفسه بجهود الأمين العام للأمم المتحدة الذي زاد مصر ذهب إلى رفح المصرية وطالب الجانب الإسرائيلي بضرورة السماح بدخول المساعدات لسكان أهل غزة وحمايتهم .

"السيناريوهات الحالية والمستقبلية"

الحقيقة لا أحد يتوقع السيناريوهات التي قد تسير وفقا لتصاعد الأحداث، والتصعيد الذي لا يتوقف من قبل الجانب الإسرائيلي، حتى خرجت علينا سيناريوهات مخيفة تمثلت في أن الصراع القائم في غزة الآن قد يتوسع ليكون بداية لحرب عالمية ثالثة، وهذا ما توقعه وحذر منه "راي داليو" مؤسس أكبر صندوق تحوط في العالم "بريدج ووتر أسوشيتيس" من أن الولايات المتحدة والصين على شفا حرب ساخنة، كما حذر من اندلاع حرب عالمية وحشية ثالثة.

وقال "داليو" إن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة قائم وذلك في مقال للرأي نشر على "لينكد إن" في الثاني عشر من أكتوبر، قائلاً: يبدو أننا وصلنا إلى منعطف حرج للغاية حيث سنرى قريبًا ما إذا كانت الحرب بين حماس وإسرائيل ستمتد وإلى أي مدى ستمتد، مضيفا " يبقى أن نرى ما إذا كانت القوى العظمى هي قوى من أجل السلام (وسوف تتراجع عن حافة الصراع المباشر) أم ستتدخل وتعبر حافة الهاوية.

ونوه إلى أن الحرب بين حماس وإسرائيل تنطوي على مخاطر كبيرة تؤدي إلى عدة صراعات من أنواع مختلفة في عدد من الأماكن ومن المرجح أن تكون لها آثار ستمتد إلى ما هو أبعد من تلك الصراعات.

بينما يرى الدكتور عادل عامر، رئيس المركز المصري الدولي للدراسات السياسية، إن الحرب الدائرة اليوم في غزة، قد تتوسع بشكل كبير، في ظل تصاعد الأمر وتأييد أمريكا المطلق لما تقوم به إسرائيل في حق المدينين في غزة، مشيرا إلى أن ما أعلنت عن أمريكا من إرسال حاملات طائرات ومعها بعض القوات البريطانية، فهذا استعراض قوة، لا داعي له
، مؤكدا أن المنطقة ليست في حمل أي حرب جديدة، مطالبا العالم سرعة التدخل لوقف اطلاق النار في غزة ، والعمل على إحلال السلام وحل دولتين، لكي ينعم الجميع بالسلام الأمن .

موضوعات متعلقة

-10