وزير الأوقاف المصري في المؤتمر الإفريقي الرابع بموريتانيا: لا لواء فوق الدولة
تعد قضية التعليم وتعزيز السلم من أهم الأولويات التي تواجهها القارة الإفريقية؛ إذ يلعب التعليم دورًا حاسمًا في بناء مستقبل مزدهر للأمم وتعزيز الاستقرار والتنمية؛ وفي هذا السياق أقيم المؤتمر الأفريقي الرابع لتعزيز السلم في موريتانيا، بحضور الرئيس الموريتاني، وعدد من القادة الأفارقة، وشهد إلقاء كلمة مهمة من قبل الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، ركز وزير الأوقاف المصري على أهمية الجمع بين التعليم العتيق والحديث في إفريقيا، وذلك من أجل تعزيز السلم ومكافحة التطرف، مشيرًا إلى أن الإسلام يعتني بالعلم والتعلم، وقد أجمع العلماء على أن التعلم يجب أن يسبق التعبد، حتى يكون التعبد على أساس العلم والمعرفة.
وفي ضوء التطورات الراهنة، أكد وزير الأوقاف، أنه يجب أن نقاوم جماعات التطرف التي تسعى لاستغلال الشباب وخطفهم عبر ترويج أفكار متطرفة، مشيرًا إلى أن الاهتمام بالتعليم العتيق والحديث يمثل حلاً فعالاً لهذه المشكلة؛ إذ يمكن للتعليم العتيق أن يسهم في تعزيز القيم الإيجابية والتنمية الشخصية، بينما يوفر التعليم الحديث المعرفة والمهارات اللازمة للتكيف مع التحديات الحديثة والمتغيرات السريعة في المجتمع.
ودعا الوزير المصري، إلى دمج العلم العتيق والحديث في منظومة التعليم، واستفادة من محاسن كل منهما. مؤكدًا أهمية إحياء دور الكتاتيب ومراكز تحفيظ القرآن والمساجد في تعزيز التعليم الديني، إلى جانب تعزيز نظم الدراسة الحديثة. كما شدد على ضرورة توفير فرص التعليم للشباب وتأهيلهم بالمعرفة والمهارات التي تمكنهم من الاندماج في سوق العمل وتحقيق النجاح.
وأكد وزير الأوقاف، أنه للخروج من دائرة العنف والتطرف؛ يجب الاستثمار في التعليم كأداة حيوية لتعزيز السلم والتنمية في أفريقيا، ولتحقيق ذلك، ينبغي توفير فرص تعليمية شاملة ومتوازنة تجمع بين العلوم العتيقة والعلوم الحديثة، قائلًا: علينا أيضًا الاعتراف بأن الشهادات العلمية لم تعد وحدها تعكس قدرات الأفراد وتؤهلهم للعمل، بل يجب أن نركز على تطوير المهارات والقدرات التي يمكن للفرد من خلالها المساهمة في تحقيق التقدم والتنمية.
وأشار جمعة، إلى أنه من أجل تحسين جودة التعليم وتعزيز دوره في بناء المستقبل؛ يجب أن يكون هناك تعاون فعّال بين الحكومات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدنى، ويجب أن نسعى لإسناد عملية التعليم إلى خبراء مؤهلين ومعتمدين في مجالاتهم، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على التعايش السلمي والتعاون بين الطلاب من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة.